الآن - "نيسان صني 2024" تكنولوجيا القيادة اليابانية على أرض مصرية    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    القنوات الناقلة لمباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الملك والمعلقين    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    فيديو| مقتل 3 أفراد شرطة في ولاية أمريكية خلال تنفيذ مذكرة توقيف مطلوب    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    ولي العهد السعودي وبلينكن يبحثان التطورات في قطاع غزة    قتلى وجرحى إثر غارات جوية روسية على أوديسا وخاركيف    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مؤسس صفحة «أطفال مفقودة» يكشف تفاصيل العثور على توأم كفر الزيات بعد 32 عامًا (فيديو)    وجد جثمانها في مقلب قمامة.. قصة طفلة سودانية شغلت الرأى العام    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    أشرف زكى: "هناك نهضة فنية فى معظم الدول العربية لكن لا يزال الفن المصرى راسخًا فى وجدان الأجيال"    رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم يشهد الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    «جامعة القناة» تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    ندى ثابت: مركز البيانات والحوسبة يعزز جهود الدولة في التحول الرقمي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. انهيارات جليدية وأرضية إثر أمطار غزيرة شمالي الهند.. عائلات الأسرى لنتنياهو: لقد سئمنا.. شهداء وجرحى فى غارات إسرائيلية على غزة والنصيرات بقطاع غزة    النيابة تنتدب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق شب داخل مطعم مأكولات سوري شهير بالمعادي    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    كوافيرة لمدة 20 سنة حتى الوصول لمديرة إقليمية بأمازون.. شيرين بدر تكشف التفاصيل    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    تعيين إمام محمدين رئيسًا لقطاع الناشئين بنادي مودرن فيوتشر    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله -(فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة حب عبر الماسنجر
نشر في شباب مصر يوم 23 - 09 - 2010

اعتبرها زوجها منذ زواجه منها، قطعةٌ من أثاث المنزلْ، لا حراكَ بها، ولا عواطفَ او احساس ينتابها، هكذا كانَ فهْمهُ لها، وعوّدَها طيلةَ حياتها الزوجية معهُ، على هذا الأساسْ، واهملَ عواطفها ومشاعرها، واحاسيسها ورغباتها، وبهذا، سلبها شخصيتها وروحها، فقد كان زوجا متزمتا جدا، يتعامل مع زوجته بعقلية العصور الوسطى، لا يهتم بالجمال، ولا ينشده، ولم يكن ليتأثر به، وعندما كان يلتقي بها، كان يطلبها لدقائق معدودات على سريره، لا يلبث ان يرجعها الى ما كانت عليه قبل لقاؤه بها، أي الى سريرها الخاص بها، فهما ينامان طيلة الوقت كل على حدة، الا عندما يحتاجها، وفرضَ عليها لبس النقاب لعشرات السنين، وعندما تَساهَلَ معها بهذا اللأمر، عندما لم تعد ترغب بالتمسك بلبس النقاب، بعد ان الحتْ عليه كثيرا، امرها بلبس الحجابْ في بعض الحالات الخاصة جدا، وكلمات الغزل والحبْ والعشقْ، لا تعرف طريقها لديه، حتى كانتُ تشعر بانها جسدٌ بلا روح، احساسها دفين، لا شعورَ بها يحركها، هذا كلهُ كان في ظل حياتها الزوجية، وما عوٌدَها عليه، وقبل أن تعرف حبيباُ لها، تتعرفُ عليه وتقابله، الذي ايقظَ كل عواطفها واحاسيسها، بكلمات من الحب الرقيقة والعذبة، والموسيقية، التي أسمَعَها اياها، حيثُ كان وقعها عليهاَ، وعلى مسمعها جميل جدا، ومؤثرٌ الى ابعد الحدود، لم تكنْ تسمعْ بمثلها او تحلمُ بها من قبل، كمْ كانتْ هذه الكلمات عذبة وموسيقية وحالمة، كانتْ تتمنى سماعها منذ سنين، حتى تثيرَ احساسها الدفين، وتحركُ عواطفها النائمة والمدفونة، كي تشعرََ بوجودها وبكيانها وحيويتها.
صحيح، أنها كانت متزوجة منذ اكثرَ من خمس وعشرينَ عاما، ولكنها مع هذا، لم تشعرْ يوماّ، من ايام زواجها، باحساس رقيق متدفقٌ بالسعادة والهناء والنشوة والود، يهز كيانها، كما تشعرُ به هذه الايام، فلم تعتدْ طيلة فترة حياتها معه، على مثل تلك الكلمات الموسيقية والعذبة، التي تدغدغُ احلامها وتداعبُ كبريائها، وآمالها وجوانحها، وكأنها تلعبُ بضحكاتها وابتساماتها لعباّ، فقد كانت ايامها كلها جافة، ولا حياةَ حقيقية بها، لم تشعرْ خلالها بالحيوية والنشاط والتجدُدْ، كانت ايامها كلها رتيبة وكئيبة، واعتياديةٌ ومملة، وغير متجددة، لم تشعر خلالها بالحب والحنان، الذي كانت تنشده وتحلم به وترنو اليه دوما، كانت زوجة كلاسيكية بكل شيء، لا دورَ لها في علاقاتها الزوجية، كانتْ تتشكلُ حسب رغبته فقط، روحي روحي او تعالي تعالي، كانت تراهن على مرور الوقت والزمن كي يتغير، ولو قيدَ أنملة، ولكن رهانها هذا باء بالفشل الذريع، فلم يكن يتغير الاٌ الى الأسوأْ.
ما كان يقلقها حقا، هو انها تملك جسدا بضاّ وغضاّ وفتّاناّ، متدفقٌ يالأنوثة والاثارة، وكذلك لديَها روح وحيوية وشخصية مرحة وجذابة، ولكنهُ ايْ زوجها، لم يتأثرْ بكل هذا وذك، لا بشكلها، ولا بمظهرها العام المثير، الأخاذ والفتّان، ولا بشخصيتها الأنيقة والجذابة، بشيء يجعلهُ ينطق بكلمة واحدة، من كلمات الحب والعشق، هذه الكلمات التي كانت تتوق لسماعها منه، وتعشقها بشدة، والتي سمعتها وتسمعها من حبيبها هذه الايام، كلما رآها، فأثارتْ أحاسيسَ جسدها وكيانها كله، من رأسها الى اخمص قدميْها، فباتُتْ تشعرُ بأنَ الحياة، عادتْ لتدبُ بها، وبجسدها من جديد، بعد عشرات السنين من الجمود والسكون، فأعادتْ روحها الى جسدها، فقد كانتُ تشعرُ بجسدها كالثلجْ، باردٌ جدا، وكأنه كان موضوعٌ بثلاجة لحين الاستعمال، لم يجدْ من يداعبه، ومن يستغله جيدا، بطريقة اخاذة وخلاقة ومثيرة، على الرغم من جماله الفتّان والأخاذ، فقد كانتْ تتمتعُ بقيمة جمالية كبيرة جدا، فلديْها وجهٌ مستدير ابيض اللون، وموشح بالحمرة، وشعر اسود حالك السواد، يتدلى على جانبيْ وجهها، وعينان خضراوتان، ذات بريق لامع وحاد، وحاجبين دقيقين، كأن رسام مبدع، قد رسمهما رسماً، وهذا كله محمولٌ على رقبة طويلة، كأنها رقبة زرافة، وصدرٌ نافرٌ، يودُ الخروج مما يغطيه من الملابس، لشدة نضجه وكبره وجماله، وجسدٌ متناسقٌ، يبرزُ كل مواقع الجمال والفتنة به، بشكل ملفتٌ للانتباه، وواضحُ المعالم، محمولٌ على ساقين متناسقتي الطول، وكأنهما عمودين من الرخام، قد صُبا صَباَ، هذا الجسدُ الغضْ والبضُ والمثير، الذي يشبه العود بأوتاره ومراكزه الحساسة، ففيه من النقاط والمراكز، لو وَجدتْ من يعرفها ويستغلها ويستفزها ويثيرها، لأنتجتْ احلى واعذب الألحان، لكنها كانتْ مهملة ومُحَيدة، وكأنَ احداّ، لم يشعر بوجودها، ولم يلمسها أو يتلمسها قبل لقائها هذا به.
صحيحْ، انها انجبتُ منه عددا من الابناء، لكنها في الحقيقة، لم تكن تشعرُ باللذة والنشوة منذ ولادتهم في يوم من الأيام، كما تشعرُ بها هذه الايام، فقد تمَ انجابها لهم بطريقة كلاسيكية، كأنهم جاؤوا بمكينة تفريخ، بعيدة كل البعد عن العواطف والود والحنان وتبادل المشاعر.
أما الآن، وبعد أن قابلتْ من تحبه بصدفة جميلة جدا، وكأنها كانت مرسومة ومخطط لها مسبقا، وأحبها كما تشاء، فأحاسيسها تفجرتْ من الأعماق، جسمها يتراقصْ مع كل كلمة كانت تصل الى مسامعها من هذا الحبيب المتدفق بالحيوية والنشاط، والاحساس العميق والجياشْ، سواء عن قرب او بعد، فقد أثارَ كل عواطفها الساكنة والكامنة والمكبوتة، وتأججتْ كل مشاعرها نحوهُ بحب جارف وعميق، غيرّ كل كيانها وحياتها، فباتتُ تسبحُ بنشوة وهناء، ببحر من السعادة، تغمرها في الليل، واثناء النهار، فكمْ كان حبيبها يشعر بها، وباحاسيسها وعواطفها المتدفقة، وبأنوثتها الصاخبة، وكيف كان يتحكم بها ويحركها ويدغدغها ويثيرها كما يشاء هو، وكما تشاء هي ايضا، وكأنهُ يملك ريمونت كونترول، يتحكمُ بها عن بعد، فتهتزُ طربا ونشوةّ وسعادة منقطعة النظير، لم تكنْ تحلمُ بمثلها من قبل أثناء زواجها، حقيقة، كلماته العذبة والحنونة، كانت تصلها من كل مكان، تنتقل الى مسامعها عبرَ الأثير، فتلقى صدىّ واسعا لديها، فتثيرُ احاسيسها ومشاعرها، فتشعرُها بالغبطة والسعادة تغمرها، كم كانتْ كلماته وتعابيره مؤثرة بها، كم تمنتُ أن ترتمي باحضانه الى ما لا نهاية، وهو يتحسسُ مشاعرها ويثيرها، بكلماته الموسيقية المدوية، ويفعل بها كما يشاء هو، وتشاء هي ايضا، وهو يداعبُ احاسيسها وعواطفها الملتهبة، بكلماته المتدفقة كالسيل الجارف، وبموسيقاها العذب، كم كانت تتوق الى هذه العواطف والاحاسيس الصادقة والمعبرة، والتي افتقدتها منذ عشرات السنين، في عش الزوجية المزيف، كم كانتُ تتوقُ ان تصرخَ بأعلى صوتها في وجه زوجها، وتقول له بأنها تكرهُهَ، وتكرهُهَ وتكرهه الى ما لا نهايةْ، وانها تحب رجلا آخر غيره، احيا كيانها من جديد.
الآن فقط، وجدتُ بحبيبها ما كانت تبحثُ عنه، من الحب والعطف والحنان والدلال والدلع، وما كانت تفتقدهُ بحق وحقيقة، مع انسان آخر، فصار جسدها يهتزُ ويرتعشُ طرباّ لها، ويتراقص فرحاّ على ايقاعاتها وعذوبتها ووقعها على مسمعها، فتسقطُ على قلبها، كسقوط النسيم العليل، على وجه مريض متألم، فتنعشه وتبعثُ به الحياة من جديد، بعد ان يئسَ من امل الحياة، بالحصول على مراده.
حقيقة، حبيبها اذهلها بعواطفه وحبه الكبير، والعميق لها، فقد كان يتغزلُ بكل قطعة، بل بكل جزء من جسدها، الذي كله انوثة وجمالاّ ورقةّ وعذوبة، كان يقول لها، كم انت رائعة وخلابة ومثيرة، لم يتركْ جزء من جسدها الا وتغزل به، وغَرزَ اصابعه به عميقا، لم يكن يشبع منها حبا ودلعا وعشقا، لقد تعوٌدَ كلما رآها، ان يكيلَ لها، سيلا من عبارات المدح والتبجيل، بجمالها واناقتها وحيويتها وانوثتها، حتى باتتُ تشعر بكيانها وبوجودها وبشخصيتها وانوثتها حقا، وبمدى اهميتها ووجودها له، ليست جسداّ فحسبْ، وبدون روح وحياة به، كانت تشعر عندما كان يراها، السعادة تغمرهُ من كل جانب من حياته، وكذلك هي شخصيا، فوجههُ تعودُ له الدموية والحيوية والاشراق، وتعلو وجههُ ابتسامة عريضة، حتى تظهرُ لها نواجذه واسنانه الناصعة البياض، كحبات من اللؤلؤ، متراصة بعضها قرب بعض، شخصيته جذابة ومتألقة، وطلتهُ وسيمة ورائعة الجمال، وكان عريض المنكبين، ممتليء الجسد، لا بالنحيف ولا بالسمين، وكان طويل القامة نسبيا، اعتاد لبس القاط مع الربطة دائما، وجهه مشرق، تعلو وجهه ابتسامة او مشروع ابتسامة دوما، عندما تراهُ عن بعد او قرب، تشعرُ برجولته تغمرها وهو بجانبها، تحيطُ بها بكل جسدها وكيانها، هذه الرجولة التي احتاجتُ اليها طيلة ايام زواجها، فشعرُتْ بوجودها بالأمن والأمان والاطمئنان، والراحة والسكون والثقة، وتشعر كذلك، بان هناكَ رجلا يغمرها بحبه وانسانيته، وعواطفه العميقة والرائعة.
من كلماته الجميلة التي كان يرددها امامها كلما التقته، (انت اجمل امرأة بالكون)، (وانت كالقمر، لا تظهري الا مرة بالشهر)، (وأنت سيدة النساء)، (وانت حبك خالد بقلبي كخلود الشمس، لا بل ان الشمس قد تغرب، لكن حبي لك، لن يغرب ابدا)،(وانني سوف اقبلك من رأسك الى اخمصْ قدميك، ولن اتركَ جزءا منه، لا العقه بلساني، او ارشفه بشفاهي)، (وسوف التهمك التهاما بدون ملح)،( وسوف احممك بيديْ، واجففك بشفاهي ولساني) وغيرها من التعابير العاطفية العميقة والمؤثرة، والكلمات الجياشة، والتي كانت كالسيل الجارف، تتدفقُ نحوها من قبله، وكانتُ كثيراّ ما تتمنى ان تجرفها نحوه بوعيْ او بدون وعيْ، الى أحضانه الدافئة، فتنسى جسدها وروحها بأحضانه، ولا تصحو على نفسها الا بعد فترة طويلة من الزمن، تكونُ قد غابتُ بها عن وعيها، وسبحتُ بنشوة عارمة، ببحر من السعادة والهناء والبهجة والأمل.
قالت له، اريد ان اعرف نهاية حبكُ لي، اما نهاية حبي لك، فأنا اتمنى ان يتواصلْ حبي لك وارتمي باحضانك الى ما لا نهاية، ولا اصحو من غفوتي، الا في احضانك الى الابد.
قال لها:(كل ما اعلمه الآن، بانك محبوبتي، وانك خلقتِ لي كيْ احبك، واذوبُ وأتلاشى في جسدك واحضانك، فانتِ فاتنتي وسيدتي الجميلة، وساحرتي، واميرتي، وأنت من كنتُ ابحثُ عنها منذ سنين طويلة، حتى عثرتُ عليك، فكلانا خلقنا، كي نحب بعضنا بعضا، فانتِ تكملي عواطفي واحاسيسي، وكذلك انا، فنحن الأثنين، كل منا يكمل الآخر، فانت عليك الجمال والدلال، وانا عليً الحب وعشق هذا الجمال والدلال، والتمتع به، ستكوني سعيدة جدا بقربك مني، وسأكون انا كذلك، اسعد انسان بالوجود، بقربي منك).
لقد نَسيتْ كل سنين زواجها بعدما عرفته، وستبدأ حياتها معه من الصفر، فحياتها قَبْلهُ كانت ندمْ، قرأتْ له هذه الكلمات، التي قرأتها صدفة، فوجدتْها تعبر عن كل مشاعرها نحوه، فقرأتها له تعبيرا عن حبها وعشقها له، وعربونا عن اخلاصها ووفائها، فبه بدأتُ حياتها الآن، وبه ترجو ان تنتهي أيضا.
(أنتَ من يقرأُني، ويقرأَ صَمْتي وهذياني.. بكَ تولدْ أشعاري، وبدونكَ تحتضرْ... علمني أنَ بدونك لا أكون... وكيفَ الجنونُ معك، لا يكونُ مختصرا ... علمني كيف تغرقني في ثمالتك، وكيف فيك دون الخمر أسكر ... أطيرُ في سمائك، وأرقصُ حرة حافية القدمين فوق الغيم... اسابقُ العصافير... أرى العالم من الأفقْ... عالمٌ من تحتي صغير...صغير... علمني كيف ارتشف رحيق شفتيكَ بجرأة... وكيف أمامكَ تنتهي كل العبرْ، كيْ أخرجك من قوقعتك... ارحلُ بك إلى كوكبي، لأصعدَ بك فوق السطحْ، سطحَ القمرْ).
سمعَ ما قرأتْهُ له من كلمات عذبة ومعبرة، فازدادَ حبا بها وعشقا لها، وزاد من كلمات الاطراء عليها، وقال لها، كم انت حقيقة رائعة وعظيمة، وتحملين حسا رقيقا وآذانا صاغية، تتأثرين بالكلمات الجميلة، وموسيقاها العذبة، وتطربين لها، وتشعرين بها بسعادة متدفقة ونشوة غامرة، انت ذات احساس رقيق ومرهف حقا، ولهذا تعشقين الكلمات الحلوة والرقيقة والهادفة والمعبرة، وتتغنين بكل ما تسمعينه من كلام الحب العذب والمعبر، فالحياة ليست جسدٌ جميل واخاذ وجامدٌ فقط، ولا حراك فيه، بلْ،لا شكَ، انه يتضمنُ عواطف جياشة واحساسْ رقيق مرهفْ، ومشاعرُ من الحب والعشق العميق.
قالت له، سأزوجُكَ نفسي الآن، فأنا لا اعترفْ بزواجي الحالي المفروضْ عليّ فرضا، وبدون قناعاتي الخاصة، فهذا الزواجْ، لم يكن الزواجُ الذي كنت احلم به واتمناه، فأنا لست اكثر من قطعة اثاث جامدة، بهذا المنزل، لا حراك بها، ولا تتحركُ الا اذا كان هناكَ من يحركها او يعبثُ بها، اعرف بانه سيكون زواجا من صنع خيالي، واعيشهُ في اوهامي، ولكن المهمْ انني المسهُ باحساسي، واحسُ واشعرُ به شخصيا، وكأنهُ زواجا حقيقيا، استمتعُ به اكثر من زواجي الحالي، وانتَ عليكَ ان تعتبرهُ كما شئتْ، ولكنني حقا، اجسدهُ بقناعاتي واحاسيسي وبقلبي وعواطفي الجياشة، فأنت من نقلني باحساسك وعواطفك، الى عالم حقيقي، كنت احلم به حقا، بدلاّ من عالمي الوهمي، الذي اعيشه الآن، فالحياةْ الحقة، والزواجُ الحق، هو ما تشعر به وتتلمسه بنفسك، وليسَ ما تعيشه فعلا، ولا تشعر به وترفضه، يكفيني بانه هذا هو احساسي، وما يهديءْ من روعي وعذاباتي وآلامي، طيلة سنين مضتْ.
اجابها وقال لها: انت تذّكرينني ببعض السيدات، في احدى الديانات السماوية، كيف انٌ منهن، من ارتكبنَ الفواحشَ والآثام، يذهبنَ الى القسْ او الراهبْ، في يوم من الأيام، للتكفير عن ذنوبهنْ، ويفتحنَ قلوبهنَ له، ويشرحنَ له ما ألمٌ بهنَ من فواحشَ وآثام، ويفتح هو قلبه لهنَ أيضا، وكأنه الربْ، فيغفرُ لهن ذنوبهنْ، ويباركهنْ، ويَعدْنَ ادراجهنٌ كما خلقهنٌ ربهنْ من حيثُ أَتينْ. فالتلميح والتصريح بما تعيشنه من واقع مؤلم وصعب، بكل جرأة وصراحة، افضلُ كثيرا لك، من كبته في اعماق نفسك القلقة والمتألمة والهائمة، وسأَقْبَلكَ، وسأَتقبلْ كل قناعاتك كما هيَ، دون زيادة او نقصان، وسأعيشُ حبي، واتواصل معك عبر الماسنجر، حتى يأمرُ الله امراٌ كان مقضيا.
انتهت قصة حب عبر الماسنجر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.