قتل 19 شخصا على الأقل في العاصمة الصومالية يوم الأحد في هجمات بالقنابل نفذها متشددون على صلة بتنظيم القاعدة واشتباكات بالاسلحة النارية أعقبتها مما يبدد عودة هشة للسلام في مقديشو. وانفجرت قنبلة خارج مجمع محاكم في المدينة في حين اقتحم مسلحون المجمع. وعلى الفور وصلت قوات الأمن التي اشتبكت مع المسلحين بداخل المجمع. وفي وقت لاحق انفجرت قنبلة قرب قافلة تابعة للاتحاد الافريقي والهلال الأحمر التركي كانت في طريقها الى المطار. وقالت حركة الشباب انها نفذت الهجمات. وقال ادن سابدو الذي يعمل في مكتب رئيس البلدية الملاصق للمحكمة "دخل نحو سبعة أشخاص مدججين بالسلاح بزي حكومي المحكمة اليوم بمجرد انفجار سيارة ملغومة عند البوابة. ظننا أنهم جنود حكوميون." وقال حسين علي الذي يعمل في مجمع المحاكم "دخل مسلحون المحكمة ثم سمعنا دوي انفجار. بعد ذلك بدأوا في فتح النيران. لا نعلم عدد الضحايا." ووصلت القوات الصومالية وحاصرت مجمع المحاكم ووقع انفجار آخر بينما كان الجانبان يتبادلان إطلاق النار. وبعد ساعات توقف إطلاق النار لكن القوات الحكومية قالت انها تعتقد أن بعض المسلحين ما زالوا يختبئون داخل المجمع. وأحصى مراسلو رويترز 16 جثة يرتدي بعض أصحابها زي القوات الحكومية وبعضها بملابس مدنية حول المجمع لكن لم يتضح عدد جنود القوات الحكومية أو المهاجمين أو المدنيين منهم. وقال شهود في الموقع انه إضافة الى انفجار السيارات الملغومة فجر ثلاثة من المسلحين الذين اقتحموا المجمع أنفسهم باستخدام أحزمة ناسفة كانوا يضعونها حول أجسامهم. وتحسن الأمن في مقديشو الى حد كبير منذ فرار الشباب من المدينة بعد هجوم شنته قوات الاتحاد الافريقي والحكومة الصومالية في أغسطس آب 2011. لكن التهديدات ظلت ماثلة من جانب حركة الشباب التي ما زالت تسيطر على مناطق كثيرة من الريف. وقال المتحدث باسم الشباب علي محمد راجي ان الحركة نفذت مهمة "قوية ممتازة" في مقديشو يوم الاحد وقتلت 26 شخصا بينهم جنود وموظفو محاكم. وأضاف ان الحركة أرسلت خمسة "مجاهدين" الى المحكمة وان اربعة منهم دخلوا المجمع وقتلوا هؤلاء الأشخاص بينما فجر "المجاهد" الخامس سيارة ملغومة عندما تجمع جنود حكوميون عند باب المجمع. وعادة ما تبالغ حركة الشباب في عدد الأفراد الذين تقتلهم. وتمكنت قوات الأمن من إنقاذ رئيس المحكمة العليا ومسؤولين آخرين استخدم بعضهم سلالم للخروج من المباني. وقال سابدو "رئيس المحكمة العليا وقضاة آخرون وصلوا آمنين الآن الى مكتب رئيس البلدية من باب آخر. تم وضع سلالم كثيرة على الجدران وتمكن موظفون ومدنيون أيضا من الهرب باستخدامها." وقالت الشرطة وشهود إن سيارة ملغومة انفجرت في وقت لاحق عند مبنى يضم المخابرات الصومالية على طريق يؤدي إلى المطار في الوقت الذي كانت تمر فيه سيارات تركية وأخرى تابعة للاتحاد الافريقي. بعد ذلك فتحت القوات الحكومية النار وسدت الطريق. وقال قادر علي وهو ضابط شرطة لرويترز "انفجرت السيارة الملغومة قرب بوابة مبنى يضم الأمن الصومالي. كانت سيارات تابعة للاتحاد الافريقي وتركيا تمر هناك. ما زلنا نتحرى الهدف وعدد الضحايا." وقال شهود ان ثلاثة أشخاص قتلوا في الانفجار. وقال شاهد يدعى حسين بايل لرويترز "رأيت جثث ثلاثة أشخاص هم رجل وامرأة وطفل. حطام السيارة الملغومة موجود في وسط الطريق." وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه ان إحدى السيارات التابعة للهلال الأحمر التركي كانت تمر وقت الانفجار. وتابع المسؤول ان سائقا صوماليا قتل وأصيب ثلاثة ركاب أتراك. وكانت بريطانيا حذرت في الخامس من ابريل نيسان من أنها تعتقد أن "إرهابيين بصدد المراحل النهائية للتخطيط لهجمات في مقديشو". وكانت حركة الشباب تسيطر على أغلب أجزاء العاصمة الصومالية مقديشو خلال الفترة من 2009 إلى 2011 لكنها أجبرت على الخروج من أغلب المدن الرئيسية في وسط وجنوب الصومال على يد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. لكن حركة الشباب ردت بسلسلة من التفجيرات. وفي أوائل ابريل نيسان انفجرت قنبلة امام مقر بنك (ذهب شيل) مما أسفر عن إصابة اثنين على الأقل بعد أن أمرت حركة الشباب البنك بوقف عملياته في مناطق خاضعة لسيطرتها. وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد في بيان ان الصومال يمضي قدما وسيواصل السير للأمام ولن يمنعه بضعة ارهابيين يائسين من تحقيق الهدف النهائي النبيل الذي يتمثل في صومال آمن ومستقر. وكانت حركة الشباب أعلنت الشهر الماضي مسؤوليتها عن تفجير سيارة ملغومة نفذه انتحاري استهدف مسؤولا امنيا كبيرا في الصومال مما أسفر عن مقتل عشرة على الأقل في وسط مقديشو. ونجا مسؤول الأمن من الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من القتلى في المدينة هذا العام.