اشتبكت الشرطة الكينية يوم الأحد مع بضع عشرات من المتظاهرين الغاضبين من تصديق المحكمة على صحة انتخاب أوهورو كينياتا رئيسا للبلاد لكن الاشتباكات كانت محدودة مقارنة بأعمال العنف الدامية التي اندلعت في أنحاء البلاد بعد الانتخابات السابقة المثيرة للجدل. ولم تظهر علامات تذكر على وقوع أعمال عنف خارج مدينة كيسومو في غرب كينيا والتي يحظى فيها رئيس الوزراء رايلا أودينجا الخاسر في انتخابات الرئاسة بشعبية قوية. وكانت كيسومو ومناطق أخرى شهدت أعمال شغب دامية بعد انتخابات عام 2007 . وحتى في كيسومو حيث قتل شخصان بالرصاص ونهبت بعض المتاجر أمس السبت بعد إعلان المحكمة العليا أن كينياتا فاز في سباق نزيه ساد الهدوء معظم مناطق المدينة اليوم واقتصرت الاضطرابات على أطرافها. وقال الكثير من الكينيين إنهم عازمون على تجنب تكرار أعمال العنف التي وقعت قبل خمسة أعوام وأسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأضرت بأكبر اقتصاد في شرق إفريقيا. وذكر بعض الكينيين أن الأجواء الأكثر هدوءا هذه المرة ترجع إلى أسباب منها تزايد الثقة بشكل كبير في السلطة القضائية بعد إصلاحها والتي أصدرت حكمها بشأن انتخابات الرابع من مارس آذار وكذا إسراع أودينجا إلى إعلان قبوله التام لحكم القضاء رغم خيبة أمله. ومن المتوقع أن يؤدي كينياتا اليمين الدستورية في التاسع من إبريل نيسان. وقال عامل توصيل طلبات في كيسومو يدعى ايليجا اونيانجو (27 عاما) "أقر زعيمنا بالهزيمة.. من نحن كي نخرج إلى الشوارع؟" وأضاف "الحياة يجب ان تستمر مع رايلا (أودينجا) أو بدونه. نحن مجرد مواطنين بسطاء يتعين علينا ان نكافح من أجل توفير لقمة العيش." وفي نيروبي قال شاهد من رويترز وضابط شرطة إنه تم استدعاء الشرطة لإبطال مفعول قنبلة زرعت في حافلة صغيرة في إحدى الضواحي السكنية. ولم يتضح ما اذا كان لذلك صلة بالانتخابات. وكان انفجار وقع في منطقة اخرى من المدينة بعد يوم من الانتخابات. وساعدت الاجواء الهادئة للانتخابات والطعن القانوني المنظم عليها في استعادة صورة كينيا كواحدة من اكثر الديمقراطيات الافريقية استقرارا. ويحرص الغرب على ان يسود الهدوء في كينيا حليفتهم في القتال الاقليمي ضد المتشددين الإسلاميين. ومثلما هو الحال في الانتخابات السابقة تكون الولاءات القبلية مقدمة على الفكر السياسي عند التصويت. وينتمي أودينجا لقبيلة ليو في حين ينتمي كينياتا لقبيلة كيكويو الاكبر. واعتمد الاثنان بشكل كبير على انصارهم العرقيين لكن التوترات بين القبيلتين المتنافستين لم تصل حتى الان إلى الحال الذي كانت عليه بعد انتخابات 2007. ويبدو أن الاضطرابات في كيسومو تعكس الغضب العفوي بين انصار أودينجا الذين يخشون من تعرضهم للتهميش في ظل حكومة كينياتا. ويتوقع الكينيون بشكل تقليدي أن يعطي الحكام المنتخبون الأولوية لمصلحة جماعتهم العرقية. من ادموند بلير