هذه القصيدة أقامت الدنيا فى الكيان السعودى على هذا الشاعر العبقرى ، وأثارت ضده عاصفة من الشتائم والتهجم .. وكفره السلفيون الوهابيون - وهم أغلبية سكان الكيان السعودى - لأنه شبه لميس الممثلة التركية طوبى أو توبا بويكستون Tuba büyüküstün ... شبهها بالكعبة .. فماذا لو قرأ هؤلاء المتخلفون أبيات ابن الرومى فى قصيدته (عينى إلى من أحب تختلج) وقصيدته (أأبى يوسف دعوة المستصغر) حيث يقول ابن الرومى فى الأولى (يا كعبة للنيك منصوبة ً لكنها ليست بمحجوبة) ويقول فى الثانية (أنا كعبة النيك التي نُصبت لهُ فتلقّ منها حيث شئت فكَبَّر) ... عموما نتمنى من القائمين على مجال الثقافة فى مصر نشر دواوين هذا الشاعر بوفرة لنتعرف عليه أكثر إضافة لرفعها على الإنترنت ، وفيما يلى نص ما تيسر على الإنترنت من القصيدة : هل يحلو الغزل بغير لميس رضي الله عنها ( لميسيات ) ( 1 ) . . يا طيورَ الدوْح غنّي شعْرَنا فالأغاني هيَ أسْرارُ السعادةْ ردّدي الألْحانَ إنّي عاشقٌ وأضاعَ العشْقُ عقْلي ورشادهْ فمتى تحْنو لميسٌ ؟ - ويلها - فالهوى أضْنى فؤادي وأبادهْ إنْ تكنْ ترْجو مماتي إنّني لا أرى الموتَ لها غيرَ شهادةْ سوف أفْديها وأفْدي نهْدَها فهْوَ ممّنْ يسْتحقّون العبادةْ ( 2 ) منذ أنْ جاءتْ لميسٌ نحْونا قلتُ ربّي قدْ خلقْ شمْساً جديدةْ كوكباً لاح مضيئاً حولنا أبهرَ الدّنْيا بأشْكالٍ جديدةْ فتنةً شقّ فؤادي حسْنُها دونما ذنْبٍ وكم كانتْ سعيدةْ ثغرُها نبعٌ لخمْرٍٍ مسْكرٍ نهدُها طيرٌ وأرْجو أنْ أصيدهْ كلّما مرَتْ أمامي - ويلتا - فزّ قلبي راجياً صيدَ الطريدةْ ( 3 ) . . إنْ أتتْ نحْوي تراني ساجداً ونساء العُرب قبْلي ساجداتْ اعْترافاً يا صديقي أنّها فوق كلّ الناس فوق الكائناتْ إنْ بدتْ لا شيءَ يبدو غيرُها وعيونُ الخلق فيها شاخصاتْ لستُ وحدي في هواها عالقاً فنساءُ الكون مثْلي عالقاتْ ( 4 ) . . تُعذّبنا لميسٌ كلّ يومٍ ولم ترحمْ ضعافَ المسلمينا وما نرجو سوى نهدٍ تدلّى كعنْقودٍ يهزُّ العالمينا لميسٌ دوحةٌ خضراءُ باتتْ كجنّاتٍ تسرُّ الناظرينا وفيها الشهْدُ واللبنُ المصفّى و خمرٌ لذّةٌ للشّاربينا متى تحنو علينا يا صديقي فكم صحْنا هنا ولكم بكينا !! أما تدري بأنّا ما فُطمْنا وما زلنا صغاراً حالمينا !! . ( 5 ) . . لميسٌ أنتِ معجزةٌ .. كتبتُ بها دواويني وبعتُ لأجلها أهْلي ... فجودي اليوم واشْفيني فنهدُكِ كم يُعذّبني ... ويقتلني ويُحييني أيا صدراً ألُوذُ بهِ ... إذا ضاعتْ عناويني فيُنْسيني عذاباتي ... ويُطعمني ويُسْقيني أتيتُكِ مؤمناً حقاً ... بلا شكٍّ يُدانيني بأنّكِ جنّةُ الدنيا ... وفردوسُ البساتينِ . ألا هبي بنهدك فأرضعينا ولا تبقي حليب العاشقينا وهاتي من رضابك كأسَ خمرٍ لنشربها ونسقي الظامئينا منعتِ الماءَ يا ( لوسي ) وبتنا على ظمأٍ فخافي اللهَ فينا لقد طاف الربيع على المغاني فروّاها وغادرنا حزينا فمن ذا يبلغ الأعضاءَ عنا بأنا في مشاعرنا ابتلينا تعذبنا ( لميسٌ ) دون ذنبٍ سوى أنا اعتنقنا الحبَّ دينا . . تلاحقني لميسٌ في منامي .. ونقْضي الليلَ غرقى في الغرامِ وأسْرُقُ قُبْلةً منها وأمْضي .. فتضْحكُ وهْي قائلةٌ : حرامي وتلْحقني وتُمْسكُ لي يديّا .. تقول : أخافُ وحْدي في الظلامِ !!! فأحْضنُها وتحْضُنُني إلى أنْ .. تكسّرتِ العظامُ على العظامِ وأنْقُرُها وتنْقرُني بثغْري .. مراراً يا صديقي كالحمامِ وتُسْقيني من الشفتين خمْراً .. فنسْكرُ ثمَّ نرقصُ في سلامِ ويدْعونا الهوى فأقولُ مهْلاً .. لأُسْمعَهَا أعاجيبَ الكلامِ فتشْدو شِعْريَ الحاني بصوتٍ .. رخيمٍ وهْيَ جالسةٌ أمامي وتحْملُني وأحْملُها ونمْضي .. سريعاً نحْو ذيّاكَ المقامِ عُراةً كيف صرْنا ويلَ حالي .. وتشْكُو القحْطَ - ويلاهُ - لظامي ويا ويلاه من نهدين باتا .. كعصْفورين ناما في المقامِ فلما أنْ رأتْني كدتُ أبْكي .. وكدْتُ أُجنُّ من فرط الهيامِ فقالتْ : يا صغيري أنت طفلٌ .. وبعْدُكَ لم تصلْ سنَّ الفطامِ !! فرحْتُ أُمصْمصُ النهدَين مصّاً .. وأمْضغُها سعيداً ألفَ عامِ وطارَ العقلُ من رأسي وراحتْ .. تُمسّحُني وتجمعُ لي حطامي وصرتُ أصيحُ كالأطفال حتّى .. غدا فمُها - لتُسْكتني - لجامي وقالتْ : يا ( حكيمُ ) كفاك ندْباً .. بهذا الوقت ممنوعُ الكلامِ وتلعنُ ( تيمَ ) لعناً ثمَّ ( يحْيى ) .. لأجلي ثم تلعبُ في حسامي فشعّ النورُ ثم سمعتُ أمّي .. تقولُ تقولُ : هيّا للدّوامِ !! . لميسُ تهيمُ بيحيى أو بتيمٍ فما لك يا حكيمُ بها تهيمُ كأني باللميسِ إذا رأتك تخافُ تقولُ ذا وحش ٌرجيمُ فلا الوجهُ المليحُ ولا القوامُ ولا صوتٌ يهدهدها رخيمُ وتفزع إن تراءتْ في المنامِ شواربُك العجيبة يا حكيمُ تقول ليحيى بربك قم فحلّق ليبقى حبنا حبٌ حميمُ . . إذا جاءت لميسٌ يا صديقي تبعثرت الضمائر والقبور وأمطرتِ السماء بلا انقطاعٍ مبشرةً وغردتِ الطيورُ لميسٌ كعبةٌ نأوي إليها ... وحول نهدها دوماً ندورُ فإنْ ضاقتْ بنا الدنيا ذهبْنا .. إليها يا صديقي نسْتجيرُ ففي أحضانها بلدٌ أمينٌ ... وفي ألحاظها سحرٌ ونورُ وفي أنفاسها طيب وعطر وأفتى شيخنُا المفتي .. وقال لنا بإصرارِ : بأنكَ خالدٌ أبداً ... كما الكفّار في النّارِ فلا تعجبْ فكم فتكتْ .. بنسّاكٍ وفجّارِ لو ( الفوزانُ ) أبصرها .. وأبصر نهدها عاري لصاح كأنّهُ طفلٌ ... بمسْجدهِ وبالدّارِ وباع الدينَ والدنيا .. وراحَ لكلّ سحّارِ عبد الحكيم العوفي