في الأخبار ، أن السفارة الأمريكية في عمان قد أقامت مأدبة إفطار في أحد افخم فنادق العاصمة ( فورسيزونز ) ، وقد حضر المأدبة عدد واسع من الشخصيات ( المحلية ) ، كما ورد في الخبر .... وكان من بين هذه الشخصيات ( صحفيون ورجال سياسة واقتصاد ودين ) ، وقد القى سفير البلطجة الدولية في بلادنا كلمة بالمناسبة ... شكرا أمريكا ... شكرا سيدة العالم ... شكرا ايها الشرطي الدولي ... ( إطعم الفم ، تستحي العين ) ... قاعدة ذهبية اخترعناها نحن العرب وتعاملنا بموجبها ، وها هي الدولة الإمبريالية الأكبر والأخطر والأكثر قسوة تتعامل معنا ( أيضا ) بموجبها .... في الخبر أيضا ان السفير الأمريكي في عمان ( ستيفن بيكروفت ) ، قد القى كلمة أشادبها بدور الصحافة الحرة والجريئة في بلادنا .... ( الله لا يخلف عليك ايا السفير ) ... نحن ( شعبنا ووطننا واقتصادنا وصحافتنا ) بألف خير ما دامت امريكا بعيدة عن التدخل في شؤوننا ... وما دام السفير الأمريكي بمنأى عن مشاكلنا الداخلية والخارجية ... كان البعض يعتقد أن ظاهرة النفاق الإجتماعي ، مع كل ما يصاحبها من مآدب غداء وعشاء وحفلات استقبال تقام في أرقى المطاعم والفنادق ، هي صناعة عربية بامتياز ... ولكن ها هي الدول العظمى تدخل على الخط ، وتقيم المآدب ل(النخبة) في عاصمة بلادنا لتتفوّق علينا نحن أصحاب ( الكار ) الأصليين .... كتبت مرة أعيب على الصحافي تلبية دعوة السياسي على مأدبة غداء او عشاء ... وكلاهما من أبناء شعبنا ... ماذا أقول الآن لهذا الصحافي عندما يلبي دعوة سفير اكبر عصابة قتلة منظمة ( امريكا ) على مأدبة إفطار ؟ هذا الصحافي الذي يمثل ضمير شعبه ، والذي من المفروض أن يساهم في تعرية امريكا ومواقفها حيال قضايا العالم ، وخصوصا قضايانا العربية ... ماذا سيكتب صباح اليوم التالي للمأدبة ؟ وهل حقا سيكون قادرا على تعرية وفضح مواقف امريكا التي تكرمت بالأمس بدعوته الى مأدبة إفطار في فندق من افخم فنادق عاصمتنا ؟ وما ينطبق على الصحافي ينطبق بنفس القدر على السياسي والإقتصادي ... ورجل الدين ... من حق شعبنا أن يتساءل ... ما الذي يجعلكم تلبّون تلك الدعوة وشبيهاتها؟ ولماذا لا ترفضون دعوة هذا الإمبريالي ليشعر مرة أن لنا موقف من دولته المنحازة دائما ضد المصالح العربية ؟ أما حديث السفير عن الصحافة الحرة والإعلام الحر والجريء .... نقول له : ابتعد أنت وحكومتك عنا وعن شعبنا ولا تتدخل بأمورنا ... نحن أحرار بقدر ما تكونون أبعد عنا وعن صحافتنا وإعلامنا ... لا نريد من أمريكا ان تخوض معنا معاركنا الخاصة بالحريات ... ولكم أن تتصوروا ... أمريكا , العدو رقم واحد على مدى الزمن للحريات , تشيد بحرية الصحافة والإعلام في بلادنا ... مرة أخرى تجدني أقول : ( الله لا يخلف عليكم ) .... وهل حضر مأدبة اللئام التي أقمتموها أحد رموز هذه الصحافة الحرة والجريئة ؟ وهل هناك صحافيّ حر وجريء يقبل دعوة لئيمة على الإفطار منكم ؟ ولو حضر ... ماذا عساه سيكتب في اليوم التالي عن أمريكا ؟ هذه المأدبة وغيرها من المآدب تدخل في إطار سياسة التقرب الأمريكي من صانعي الرأي العام ( نفاق سياسي ) ، ناهيك عن أنها أصلا نوع مألوف من النفاق الإجتماعي .... وليس مأدبة أمريكية للبعض هي ما يحسّن صورتها عندنا ... الأهم بالنسبة لنا هي المواقف الأمريكية المنحازة ضد مصالحنا جميعا .... والسؤال : هل سنجرؤ على رفض المأدبة رمضان القادم ؟