لاتخلُ الحياة الزوجية من المشاكل حتى في الُأسر التي نعتبرها نموذجية..ولكن أعتب على من يقدم النصح والارشاد النفسى بطريقة التوجيه المباشر (عليك بكذا وعليكٍ بكذا)كمقتطفات دستورية فوق غلاف كراس التلاميذ أثناء الحقبة الناصرية فهذه طريقة لن تجدي فى ظل العولمة والسماء المفتوحة على العالم، وتحول عالمنا من قارات معروفة جغرافياً إلى قرية صغيرة.!.فتقليد الغرب والجري وراء المقاييس النموذجية فى النحافة ولو ن الشعر والموضة أصبح هوس الرجال في عالمنا الشرقي ..فهو متابع جيد للموضة وللمودلز كما هو متابع لحركات هداف فريقه لكرة القدم أمام شبكته –نحن نئن تحت وطأة الحرب الإعلامية والغزو الفضائي ..والصناعة الهوليودية فنجد الشاب يهمس فى أذن زوجته أنه معجب بجسد الفنا نة ..(...) وتسحره ابتسامة موناليزا هوليود ..(....)ولا ينسى أن يتحسر على حاله بتنهيدة الندم المعروفة لأنه وقع فى النموذج الشلبى !ينظر إليها وهى تلتهم الطعام ثم يقول قولته المشهورة(..) لتقف اللقمة فى بلعوم المسكينة ..وفى نفس الوقت تجده ..أول كلمة قبل التحية بعد رجوعه من عمله ..أأنتٍ طابخة لنا أيه النهاردة ؟!(نكد فضائي ) -ثم يأتي دور الإعلام الغازي ليحاربنا فى قيمنا وتقاليدنا .فالإعلام هو مندوب إبليس فى قهر الناس والأتي نموذج –يجلس الضيف ليتكلم عن مشاكل التعليم بمصر .وأثناء المناقشة تظهر صورة أطفال بمدرسة ما !تشدك الصورة، وتفتح فاك حتى يظهر لسانك المزمار وتقول كالأبله أتلك المدرسة بمصر .بمعدل تلميذ واحد على التختة أو أثنين على الأكثر .بجملة 18طفل بالفصل أو حتى عشرون ،و طفلك يرجع يوميا أما بالتهاب اللوزتين أوأنفلونزا متعددة الأغراض مرة بط ومرة خنازير تبع الحالة السياسية للبلد.هذا غير أمراض موسم الامتحانات الجدري والحصبة الافرنجى منها والبلدي ولما تدخل فى النكد يظهر السحائي ..كل هذا لأن ابنك طفل يجلس على مقعد يشاركه فيه من خمس لست أطفال بجملة سبعين طفل فى حجرة واحدة ..طبعا إبليس لن يحبطك كما يحبطك هذا المشهد (نكد تعليمي).... أتُحب أن ترى مشهد محبط. أخر ؟.إعلانات عن مناطق ومنتجعات وبورتوهات..على مياه زرقاء صافية وملاعب جولف يمرح بها الخيل ،ثم تسمع أنها توفر كذا فرصة عمل..يعنى أنت تبنى .وكن شاكرا لأنهم منحوك فرصة عمل كبناء أو مبلط أو حتى كونك أسانسير! -.يجلس الزوجان يتابعان المشهد..ليتحسرا على حالهما فالأقساط والجمعيات والديون قد أتت على أية بارقة أمل فى يوم تنزه للتغلب على مصاعب الحياة ..فيزداد الضغط النفسي ويظهر الإحباط بطعم القهر فينفجر كلاهما في وجه لأخر (النكد الإعلاني)..... .-.الأخبار الآن أصبحت مادة أكثر اثارة لأنها مصحوبة بالصورة وأيضا وقت حدوث الحدث ..تتابع الأخبار أصوات أستغاثة ! دم هنا وقتل هناك .. صوت الرصاص أصبح بديلا عن صوت الموسيقى ، تتابع وتتابع المشاهد تتوتر تتعصب تنفجر في أقرب قارورة بلهاء قبلت يوما أن تكون شريكة حياتك ...(النكد الإخبارى ). -عموما لكل نكد مسمى وظيفي بحسب الموسم النكدى .فبعد عام من الزواج يُشرف ولى العهد وتبدأ المشاحنات بسبب أسعار البامبرز والرضاعة الطبيعية أو البديلة ،متابعة الطبيب صراخ الليل وهذا هو ( النكد البامبرزى)..تمر الأيام وكل عام وانتم بخير وكعادتنا فى شهر الصوم لابد وأن يكون مرفق طيه يا ميش رمضان ويبدأ الشجار والنقار بين الزوجين ( النكد الياميشى)وكل سنة وأنت طيب وبعودة الأيام أنتهى شهر الصوم وجاء موسم الكعك يبدأ الشجار ويستمر النقار وهذا هو(النكد الكعكي أو المحروق) .وقس على هذا شراء الزى المدرسي والمصروفات المدرسية والدروس الخصوصية ومكتب التنسيق والتوزيع الاقليمى .لنصل إلى درجة( النكد القياسي )...تستمر الحياة وتستمر المشاحنات ..ويمرق العمر لتفيق على انك ضيعت عمرك..ولم تستطعم طعم الرضا ..... والسعادة ...... تحياتى من السويس مطيعة طايع (بنت البنا )