برغم ما يحدث من أمور موجعة للقلب وأحداث اختلطت بالحزن والدمع إلا أن المناظرة التي قدمها الإعلام ..بين مرشحي الرئاسة السيد عمرو موسى الوجيه المعروف .والدكتور أبو الفتوح .المعارض المألوف ..مناظرة اشعرتنى أننا على بُعد خطوات من اختيار السيد الرئيس بالفعل وليس مجرد حلم .وبرغم أنني لديىّ تحفظ على اختيار السيد عمرو موسى كمناظر للدكتور أبو الفتوح فلا أعتقد أبداً أن هناك أصوات صحيحة فى استطلاع رأى صحيح ستدعم السيد عمرو أو تختاره ..حيث الرأى العام سوف يستبعد الفلول تلقائيا سوف يعزلهم دون اللجوء لقانون العزل السياسي ..فموسى كان داعما لمبارك وصمت على ظلمه .وكذب أثناء المناظرة عندما أنكر أنه أختار مبارك ودعمه وقال لابد وأن يكمل فترته الرئاسية ..أدعى أنه قال ذلك فى حال المفاضلة بين جمال مبارك ووالده ..علما بأن محاوره كان يسأله عن الدكتور البرادعى وليس المفاضلة بين جمال وأبيه !عمرو موسى لم تنجح له أى مسيرة سلمية للوطن العربى فى عهده عندما كان الأمين العام للجامعة العربية ..ففى عهده قسمت السودان وتشيع العراق .وزاد حصار غزة ..ضاعت هيبة مصر بين أشقائها العرب وتجرأ الأفارقة على حصة مصر من مياه النيل .عاش الصومال أسوأ مجاعة وخرج منهم أعبط قراصنة ..عمرو موسى مثله مثل النظام كله فهو أثبت فشله بجدارة –ولذلك كان لى هذا المأخذ على اختياره أمام هذا الثائر ..صاحب التاريخ النضالي ..الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح . أدار المناظرة كل من السيدة منى الشاذلى والسيد يسرى فودة ..ونجحا فيما قدما ..قدما نموذج لمناظرة لم نر مثلها فى الوطن العربى من قبل .فالسيدان يقدمان للشعب الناخب بضاعتهما ليختار ويفاضل بينهما ..أليس هذا فى حد ذاته يشعرك بأن مصر قامت بالفعل بثورة .وبهذه المناسبة تحية للشهداء ..فلولاهم ماكنا .وما شاهدنا ... -لقد نجح الدكتور أبو الفتوح فى هز السيد عمرو موسى بطريقة أفقدته تركيزه وتوازنه فنسى وغير خريطة العالم العربي ليصف أيران بأنها دولة عربية ..فقد توازنه لدرجة أنه تحدث بأستعلاء ..ليظهر كونه فرعونا جديدا ..ونسى أنه قد قامت ثورة لتخلع الفراعين ..وتأتى بالسيد الرئيس . ......لقد أعجبنى الدكتور أبو الفتوح عندما راود وداعب أحلام الجميع فى عيش كرامة وحرية ..لم ير الاعتصام فوضى كما رأه السيد عمرو موسى بل أكد على حق المواطن فى الاعتصام . ..وتحدث فتوح عن عقاب من أخطىء فى الفترة السابقة وهنا راود أهالى الشهداء والضحايا وكل الثوار ..راود الشباب عن مستقبلهم بأنهم حملة المشاعل وتقدم مصر ..لم يقصى أى فريق أو تيار بمصر .. إجابات فتوح كانت تنم عن شخصية تمتاز بالمرونة والذكاء .والحضور . .. .....فى نهاية هذه الخاطرة ...أتمنى أن يتفق الإسلاميون على مرشح واحد وتقديم الدعم الفنى له ..حتى ينجح وحبذا لو كانت له حظوظا أوفر فى الأنتخابات على أن يكون باق المرشحين شركاء فى صنع القرار بمصر ..حتى لا تتفتت الأصوات وضياعها فى حال التصارع والتشبث بالرأى كما تبدو الصورة .. تحياتى لكم ...مطيعة طايع (السويس)