(خلاف تكتيكي .. مع صديق استراتيجي !) قالها زميلي في الحوار؛ كمحاولة منه لتقديم تبرير مقنع؛ للقضية الحالية المفتعلة بين الذات الملكية السعودية، والحقوقي المصري الناشط / أحمد الجيزاوي ! كان المتحاورون يسافرون بخيالهم بعيداً في كل مكانٍ؛ بحثا عن تبرير لقضيةٍ، مريبةٍ بحق ! رقصٌ مرتبكٌ، على سُلَّمٍ متحرك ! ما عساها تكون القضية؟! هل هي العيب في الذات الملكية .. أم هي الإتجار في الحبوب المخدرة ؟! عشرون جلدة .. أم مؤبد ، وإعدام ؟! سياسة وفبركة .. أم قانون وعدالة؟! رقصٌ كثير مرتبك بلا شك ، على إيقاعات طبول صاخبة، مختلطة ! خرج عنه جميعه زميلنا في الحوار / دكتور الفلسفة المفكر الكبير؛ ليغرد بأفكاره بعيداً صوب خلاف تكتيكي يراه .. بين الذات الملكية السعودية من جهة ، والصديق الستراتيجي (نظام مصر المخلوع الحالي ) من الجهة الأخرى ! وجهةُ نظرٍ ولا ريب تتوقف درجة إحترامنا لها ليس على درجة احترامنا لزميلنا الكريم ولكن على درجة إقتناعنا بدواعي إفتعال مثل هذا الخلاف التكتيكي ، و في هذا الوقت بالتحديد ! ؟ وتوالت الآراء ، وتداعت الأفكار في محاولة لتصَوُّر وبلورة رؤى ممنطقة، تَرقى لأن تقنعنا كدواعٍٍ؛ تبرر هذا النسج السيء لذلك الخلاف التكتيكي الغليظ ، في هذا الوقت العصيب ، من تاريخ المصريين، والأمة أجمعين !! وعلى الرغم من كل خيالاتنا المحلقة المسافرة ؛ جاءت دواعي صاحبنا أكثر غرابة وأبعد تحليقاً إنها الرؤية التي يراها صاحبنا الآن ومعه شريحة من شعبنا العربي في مصر وبلاد الحجاز وأرض العرب ؛ رؤيةٌ يرونها كحقيقة ماثلة ، واقعة أمامهم ... حقيقة، اسمها : ..... بيْع مبارك .. ! نعم .. (حقيقة .. بيع مبارك) !! يعبرون عن محاولات ضغط تمارسها أسرة آل سعود؛ لتقوم على أثرها سلطات مصر الحالية بتسليمها مبارك القعيد القاعد منذ 25 يناير الثورة ! وكان طبيعيا أن يبرز أمامنا تساؤلٌ عن الجدوى الإقتصادية والسياسية (أو أي جدوى) عائدة على نظام آل سعود من مقايضة رجل قعيدٍ كمبارك ، لصيق سريرٍ، لا حول له الآن ولا قوة؛ بملايين ومليارات الدولارات ؟ ويذهب البعض من هذه الشريحة من مفكرينا ومواطنينا بعيداً حدَّ التفاصيل، ويتحدثون عن ملايين ومليارات من وحدات عملة آل سعود معروضة الآن على الطاولة في مقابل تسليم مبارك الكاسد، المُقعد؛ ليؤول أمره و مصير أيامه حياته الباقية ، لحكومة الذات الملكية !! بل تطرقت التفاصيل إلى حدّ قيام أزلام نظام آل سعود بحصر أعداد الشهداء الذين سقطوا على أيدي نظام مبارك وأزلامه، وعرض نصف مليون ريال تعويضاً لكل شهيد أُريقت دماؤه ، واحترقت قلوب أهله وذويه وأصحاب القلوب الحسيسة من بني وطنه ! وتزداد العروض ، والإغراءات ، وأحاديث عن تسديد ثلاثة أرباع ديون مصر، و... و... وتتوالى العروض .. تلو العروض ... والمقابل .. ؟! المقابل : ليس إلا .. استلامهم هذا المبارك (الرئيس المخلوع) وما ينطوي عليه !! نترك الآن لدواعي منهجنا الفكري ما ينطوي عليه مبارك (الرئيس المخلوع) من أسرار وكنوز لا يعرف قيمتها غير أصحاب الذوات الملكية ! ونعود لما يثور في مخيلاتنا نحن من تساؤلاتنا البسيطة كبساطة ذواتنا الإنسانية ... ما الحقيقة وراء هذه العروض الكريمة، المغرية ؟! وما دواعيها .. ؟! حقاً : ما هو الأمر، يا أُوْلي الأمر ؟! هل هو الوفاء .. ؟! الوفاء .. الذي يتعاظم في نفوس آل سعود لمبارك الحاكم؛ الذي أزهق أرواح عشرات ومئات من العسكريين المصريين ؛متحالفاً مع قُوى الشر؛ مرتزقة جيوش أمريكا والمتحالفين معهم ؛من أجل حماية أنظمة أسر الخليج الحاكمة، إبان حرب الخليج الثانية ؟! أم هو الكرم .. ؟! الكرم .. الذي فاض فجأة من بين أصابع الذات الملكية؛ ليعم كل أهل وذوي شهداء شباب التحرير الأبرار، في مقابل الحصول على .. مبارك وسريره ؟! يا السادة : أمّا بخصوص الوفاء الكبير المتأصِّل في ذوات آل سعود الملكية؛ فنترك الأمر، وحق الرد لحكومة أسرة آل سعود أنفسهم، ولشعبهم العربي الأصيل الصابر، المُصابر ... و أما بخصوص الكرم الحاتمي الملكي السعودي ؛ فنحن نتساءل : هل من مظاهر الكرم .. أن تكون حكومة أي بلد (في العالم) ثريةً كل الثراء الفاحش ؛ ويكون نصف الشعب قابعا مغلوباً على أمره، رازحاً تحت خط الفقر؟! هل من مظاهر الكرم الحاتمي .. أن تُغالِب حكومة آل سعود وحكومة آل صباح، لسرعة استلام التعويضات المستحقة لهم على أثر أحداث حرب الخليج الثانية ؛ قبل أن يسترد العاملون المصريون والعرب حقوقهم وأموالهم المودعة بالبنوك العراقية منذ ما يقرب من ربع قرن ؟! ونتساءل .. ماذا فعلت الذات الملكية ، خادمة الحرمين الشريفين بشأن تفعيل الحديث النبوي الشريف (أعطوا الأجير حقه ، فبل أن يجفّ عرقه) ؟! ألم يكن من واجب الكريم، خادم الحرمين الشريفين ( ومن باب أولى، أو من بابٍ موازٍ ) أن يكون خادما لشعبه وأبناء أمته ، كريماً معهم ، مطالباً بحقوقهم ، ونتاج عرقهم بدلاً من أن يُؤثِر نفسه وأسرته التي هي (الحكومة وأمناء بيت المال ) ؟! لماذا لم يتعفف نظام آل سعود عن مليار واحد من التعويضات المستحقة له عند نظام بغداد؛ ويُولي بها أبناء المصريين المغبونين المظلومين( من أصحاب الحوالات الصفراء)، المصادَرَةِ أموالهم ونتاج عرقهم، لسنين وسنين، تحت وطأة غضب الغاضبين منهم وعليهم ، لا لشيء إلا لأنهم أصرّوا أن يبقوا صامدين معمِّرين للعراق العربي المستهدف لعروبته ومبدئيته ، تحت وابل نيران الغربان الطغاة، فراعين العصر ، والمتحالفين معهم ؟!! ***