كانت لي صديقة تقوم بدور توعوى بيننا ..وكانت تخصنا نحن بنات حواء بأن نبتعد عن الخزعبلات وتنهانا عن قراءة الطالع وحتى شرب القهوة حتى لا تسول لنا أنفسنا ونستطلع سكة السفر وأفعال مورجان عفريت الفنجان ..كنت معجبة بها أشد الإعجاب فأنا بالعكس منها تماما ..لا أحب أن أرى قطة سوداء فى الصباح وأكره أن ينعق على نافذتى غراب ..أتعلمون متى يكون يومى جميلا ؟لو استيقظت على صوت البلبل يغرد على نافذتي كأنه عاشق جاء ليبث لوعته .وآساه ..ساعتها أنقلب لمراهقة جميلة .تنبعث منى الطاقة والحيوية ووجهى ينطلق بالبشاشة والحبور كل هذه الحالة أنثرها على الكون من حولى .بسبب هذا البلبل العاشق .-أما لو نعق الغراب على النافذة أتذكر زوجة أبى عندما كانت تفرض على الإشغال الشاقة فى ليل بارد فى قهر وإذلال !ساعتها ..أنقلب إلى مخلوق لا يطاق ولا أرى أمامى سوى نهار بلونه ..وأجرى على عمى الشيخ (سنقر )ليقرأ لى التعويذات ويفك من حظي المعكوسات.حتى أصبحت حدوتة الصديقات .يوما جاءتني إشارة تليفونية بأن زيارة متابعة من لجان الوزارة ستتابع المدرسة،وعلىّ أن أجهز لتلك الزيارة المفاجئة!.ولأنني مشعوذة قررت أن أزور الشيخ" سنقر" ليعمل لى حجاب ويعزم بكام تعويذة ..لجعل السادة المتابعين و الزوار يروا المدرسة وهم فى حالة تنويم مغناطيسي ويكتبوا زيارتهم ..بأحرف التمام. وما أن دخلت لعم الشيخ (سنقر)الا ووجدت صديقتي تلك المرأة العاقلة التي تدعونا فى كل جلسة إياكن والدجالين ! لم أفزع أو أمثل الدور المندهش المتفاجىء المفترض فى هذا الموقف لأننى وبصراحة لدى خلفية فى دراسة الشخصية وأعرف جيدا أن كل واحد فينا عبارة عن مجموعة شخوص مختلطة متضاربة وفى حالة المرض متلاطمة غير منسجمة مع بعضها .- –لمحت في يدها كيس ورق يصرف فيه الشيخ( سنقر )منتجاته من البخور وخلافه ..وعندما دفعني فضولي ..أسألها ما الشكوى؟. ..بكت وقالت لقد جئت استنجد بالشيخ (.سنافرو )(تمويه يعنى لا تعرف اسمه ،ما علينا).والله يبارك له صرف لى كارع دكر نمل عازب -وعُرف ديك أستشهد فى حلبة مصارعة.-.وبيض ديناصور بتول .* فسألتها كل ده ليه؟ فقالت عمك الحاج يا مطيعة ؟ قلت لها خير ماله عمى الحاج ؟ يعنى!! يعنى أيه ؟ لابسه عفريت ؟ خطى على عمل ؟ جابلك واحدة وقالك أنها بنت ملك الجان الأزرق؟ بيحلم بكوابيس ؟ عرف مين بيحرق مصر؟ عكاشة حدف عليه بكلام؟ قام بثورة وأتسرقت منه ؟ دخل انتخابات وطلع جده أرنأوطى ؟ تجنبوه من لجنة إعداد الفسفور ؟ نام على تعديل وقام على أعلان ؟ فطأطأت رأسها فى الأرض وهى تقول بصوت خافض ! عمك الحاج أنصاب يا مطيعة فقلت لها مداعبة: أنصاب فى ثورته عادى يعنى! دا مصابنا كلنا . فردت قائلة أفظع يا مطيعة أفظع!!.. فهمت من حالتها أن عمى الحاج لحق حاله بحال مجلس النواب تركت صديقتي بعد أن تلقيت منها نظرة بطرف عينها بالا أبوح بما رأيته لبقية المجموعة حتى تحتفظ بصورتها كامرأة عاقلة تملأ قلوبهن جميعا (مطيعة طايع)