من طباع المجتمع الشرقى انه لا يعترف ولا يتقبل النظرية التى تقول ان الحب من أول نظرة حب حقيقى والكل يعتبر مثل هذا الحب مجرد لحظة اعجاب عابرة وسرعان ماتنتهى بوجود البديل عند الطرفان شابا كان او فتاة رجلا كان او امرأة ولكننا رغم كل دة نسمع كثيرا ان شابا أحب فتاة منذ أول لقاء لهما بالمصادفة دون ان يكون هناك لقاءات أواتفاق مسبق بينهما على اللقاء ويشعر الشاب أن تلك الفتاة قد انتزعت قلبه وأسرته وتشعر هى وكأن ذلك الشاب قد انتزع قلبها وأسره فلا يكاد أي منهما يستطيع ان يستبعد تلك الصورة الذهنية التي تربعت على ذهنه واستأثرت بشغاف قلبه وأكثر من هذا فان النوم يخاصم أجفان شريكي هذا الحب المفاجئ ويظل السهرحليفهما والأرق مهيمنا على قوامهما النفسي فيتلوى كل منهما على سريره طوال الليل ويفشل في اجتلاب النوم الى جفونه مهما حاول ذلك للتخلص من ذلك الهيام المباغت بذلك المخلوق الذي لا يكاد يعرف عنه شيئا فهو يعجز عن نسيان صورته التي تجسدت وتأججت في خياله بل يظل في حالة شوق جارف للقائه وإلا فسوف يلفظ أخر أنفاسه او يرتمي في هوة الانتحار او الجنون ولكن الواقع ان هناك ما يمكن ان تعتبره قاعدة عامة يخضع لها جميع الناس وهى اننا قد نحبهم ونتقبلهم او أننا نكرهم وننبذهم. فمسالة الحب من أول نظرة لا تقتصر في نطاق التعسف الجنسي الرومانسي كما ان التعلق القلبي وتقبل من نلقاهم لأول مرة والارتباط الوجداني بهم لا يكون بالضرورة عنيفا بين الطرفين بل هناك درجات في شدة العاطفة التي يحس بها المرء سواء كانت عاطفة حب وإقبال أم كانت عاطفة كراهية وأدبار ولعلنا نفسر ذلك التفاوت في المشاعر الوجدانية في ضوء طبيعة المرء وما تتصف به شخصيته من خصائص وجدانية وأيضا في ضوء النمط المزاجي الذي ينتمي اليه فالناس ليسوا منتمين جميعا الى نمط واحد بل هناك أنماط محددة ومعينة قام علماء النفس بتصنيف الناس جميعا فيها فتجد أناس شديدة الحساسية الوجدانية وآخرون يتصفون بالبرود الوجداني ولكن برغم تلك الاختلافات في مدى الحساسية الوجدانية فمن المعروف ان جميع الناس بغير استثناء يحسون بالتجاذب او التنافر تجاه الأشخاص الذين يقابلونهم لأول مرة ولكن من الممكن ان يلون المرء سلوكه ليتناسب مع من قابله سواء كان هذا التلون تعبيرا عن مشاعره باللسان او بملامح الوجه او بالتصرفات او المواقف او أبدى غير ما يشعر به من مشاعر وأحاسيس داخله ارضاء وطمعا فى كسب ود من شعر بانجاذب شديد الية ويسعى لجذب انتباهه ومع ظهور وانتشار عالم النت او النادى الاجتماعى الأوسع كما يطلق عليه البعض وهو الفيس بوك ظهرت وانتشرت علاقات اخرى غير الحب من اول نظرة ولاقى هذا الظهور لعلاقات النت نفس حالات الرفض التى طالت حب النظرة الاولى وانتشرت التحذيرات بشكل اكبر للفتايات من هذا العالم الغريب الجديد الا ان كل هذا لم يمنع الكثيرات منهن من الوقوع فى هذا الحب وقد صادف العديد منهن علاقات ناجحة واخريات منهن كانوا عرضة لعمليات ابتزاز وتشهير ولم يترك لهم هذا الا جروح وألام ومرارة ولكن نجد ان كلا من حب النظرة الاولى وحب النت لايختلف كثيرا عن العلاقات الاجتماعية العادية فمتى وجد الاعجاب ووجدت الصراحة والصدق وجد معها الانجذاب وتولد معها الحب سواء كان هذا داخل جامعة او نادى اجتماعى او رحلة قطار فقد اجمع الجميع على ان الحب هو الشيئ الوحيد الذى يفاجئنا دون ترتيب ودون اعداد لنكتشف اننا وقعنا اسرى فيه