لكلا منا له في حياته ذكريات يفتكرها ساعات وينساها ساعات لكن هناك ذكريات لا يمكن ان تمحي من ذاكرة الانسان أو في مسيرة حياته اياما لايمكن ان ينساها او يمحيها الزمن من الذاكرة وتظل تشكل وجدانه الي ان يتوفاه الله , فمنا من يعتبر تاريخ ميلادة من ايام ذكرياته او ايام زواجه او تعيينه في وظيفة او كلاهما معا. لكني اختلف عن الاخرين . فذكرى ايامي التي اعيشها بعيدة كل البعد عن الحياه الشخصية والحياة الاسرية , اول هذه الايام في حياتي عندما استمعت الي خطاب الرئيس جمال عبد الناصر باستاد الاسكندرية عن مجانية التعليم .وثانيها, فكان تأميم قناة السويس من ايامي الجميله الخالده احسست فيها بالعزة والكرامه وثورية اشعلت النيران بداخلي رغم صغر سني , وهكذا تتوالي هذه الايام و يوم ان جلست بجانب والدتي رحمة الله عليها وهي ببدلة جبس كاملة علي سريرها اثناء العدوان الثلاثي علي مصر عندما قامت الطائرات البريطانية بالقاء فوانيس مضيئة علي سماء الاسكندرية لتتمكن من القاء قنابلها وكنت جالسا بجوارها تنتظر عودة والدى من العمل بالرغم من عجزها الجسدى الكامل في هذا الوقت الا ان روحها ومشاعرها كانت في انتظار زوجها . , وجاء يوم 5 يونية لتكون من ايام الذكرى الاليمه في حياتي حيث النكسه والوكسه والانكسار والهزيمة وكان بالنسبه الينا الاحباط الاول في حياتنا بعد سلسلة من الانتصارات , وبعد خطاب التنحي عاد ت الينا روح التمرد علي الهزيمة فكانت ايام 9,10 يونية من نفس عام الهزيمة واتذكر باني سافرت الي القاهره بملابس ليست بزى اهميه وفي جيبي 5 قروش وتوجهنا الي قصر الرئاسة بحدائق القبه واثناء توجهنا اليه وجدنا ااستقبالا من اهالي القاهره من ناحية توفير الماكل والمشرب والتعاطف وحالة توحد بين القادمين من ربوع مصر واهل القاهره وكان تلاحم اعطي الامل في الايام القادمه بانها سوف تكون افضل . وكان يوم 28 ديسمبير قمة المأساة والحزن التي انتابتني انا وربما لم تستثني احدا من الشعب المصرى فقد مات الزعيم والاب والمعلم جمال عبد الناصر , وسارت بعد ذلك الايام علي وتيرة واحدة في حياتنا بين الامل والرجاء في غدا افضل الي ان جاء يوم السادس من اكتوبر حيث كنت مجندا بالقوات المسلحه بفرع الابرار الجوى ( مدرسة المظلات ) وكان النصر الذى اعاد للعرب والمسلمين عزتهم وكرامتهم وفخرهم بانتمائهم الي مصر تلك الدولة القديم قدم الزمن لتعود مرة اخرى الي الحياه والي مكانتها في العالم فخرا وعزة وكبرياء .. ثم 18,19 يناير حيث كنت مشاركا في تلك المظاهرات بكلية التجاره حيث كنت منتسبا بها ضد ارتفاع الاسعار وفساد بعض رجال النظام , وكان للجيش الكلمة العليا في اعادة الهدوء الي الشارع وقام بدورة وتواطئه في عدم استكمال الثورة وها هو التاريخ يتكرر مرة اخرى في ثورة يناير ولكن باسلوب مختلف – وكأنه قد كتب علينا ان يقف الجيش بالمرصاد لكل الثورات الشعبيه . وبعد ذلك أستسلمنا لواقعنا المرير في ذل وختوع وخوف من القبضة الامنية وفتح المعتقلات فكان الشعب المصرى كله خلف قضبان السجن الذى كانت حدودة هي حدودنا الجغرافيه . وجاء يوم 25 يناير بالبشائر مرة اخرى الي حياتنا والتي لن يكون هناك من يمكنه ان يسطوا عليه مره اخرى فكانت ثورة شعب بكل ابناءه وشيوخه وشبابه وبناته ونسائه , لم يتخلف احدا عن الركب بل سار في الكل فقد وجدوا فيها الخلاص وانهم هم الممخلصون من نظام فاسد ظالم . ورغم نجاح الثورة المضاده فلن يمكن لاحد ان يجعلنا ننسي ناريخ يوم 25 ينلير لانه من المحال ان تنتطفء شعلة الثورة . هذه هي الايام الخالده في حياتي بالرغم من مرور سنوات وسنوات وصلت الي سبعة عقود من الزمان الا ان هذه الايام التي ذكرتها هي اجمل ايام حيالتي وبالرغم من قصرها في نظر البعض فيكفيني اني عشتها باحسايسي ومشاعرى صبيا وفتي وشيخا وربما كهلا . فهي تاريخ وايام ذات مغزى ومعني وذكرى خالدة . سامي عبد الجيد احمد فرج