أشرقت أمامى ذات صباح لاأدرى أم مساء ! وبات كل يوم بإشراقتها تمطر السماء مطرا وعطر جاب أنحاء الفضاء لبسمتها ترنحت واستحت وتوشحت بدثارها الأرجاء نور يطل من عينيها كشهب ولهب حنون يقتل ويضمد الأشلاء قدّ ونهد وشهد يغازل مقلتى أيامقلتى تحملى العناء ! مابك ياقلبى ؟ وقد طالك سحرها نورها مطرها عطرها بسمة ثغرها بخفقات وشهقات وأنت البحر الذى من عنفوانك وعلوّ شطآنك لاتهتز ودائما تعتز بذاتك لا تتبدّل بل تُبدِّل الأشياء طار من عيونى النوم وانتظرتها ذات يوم عند مروق إطلالتها فى المساء ذهَبَت إلى البحر وعلى حافته جلسَت وبنظراتها لى إختلسَت دقّ قلبى ووجدت دربى قد لاح فى الأنحاء أنوثة حورية ملائكية تتعثر من جمال بهائها ورفّة حياءها أقدام أمهر فرسان السباق فى الخلاء خصر مرمرىّ شعر حريرى ينثر عبيره فى الكون الهواء تشجعت واقتربت منها فالتفتت إنتفضت إرتبكت ثم إبتسمت وكانت فى الإبتسامة إشارة لبلوغ الرجاء جلست أمامها هالنى بريق عينيها لؤلتين غاليتين جميلتين ما أجمل نورها الوضاء همست لها بصوت خافت مبحوح والقلب منى يرتجف تكاد تطير من فرحتى الروح ومن حياء أنوثتها استدارت وبيدها أشارت لطيور النوارس التى عند قربى منها طارت وفجأة راحت بسمتها وتوارت ! فهمست لها أسفا ً فرأيت دمعاتها تحت أهدابها مددت يدى لمسحها فازداد هطول دمعها وبصمت كان نحيبها !! ربّت على ثغرها وكتفها وقمت باحتضان رأسها فازداد صمت نحيبها تزلزل قلبى فلِم ياحبيبة قلبى البكاء ؟ تقارب وجهى لوجهها حتى كاد يلامس ورود ثغرها ثم همست بكل حنان لها : أحبك وعندها كأن نصلا قد أصاب قلبها !! فأزاحت يدى برفق عن خصرها وازداد ثم ازداد هدير دمعاتها واستفاقت فأشارت بيدها إلى فمها وأذنها أنها : خرساء !! ونطقت دموعها بألف آآآآآآآه وآآآآآآآآآآآآآآآه وأنها : تحبنى ولكن هى ليست لى ولست لها ! وهنا إحتضن قلبى قلبها وراحت تعانق روحى روحها وبللت شفتاى خصلاتها وبدموعى أقسمت لها بأن حبنا سيخلده التاريخ وسيعم ذكره جميع الكواكب المشترى وزحل والأرض والمريخ وليكن همس الصمت بيننا هو سعادة حياتنا فابتسمَت وازداد بريق عينيها وشدّت بحب يدى ليديها ومن إثر عشقى وولهى بها قبّلت بجنون وحنان شفتاها وعينيها وضممت لحضنى رأسها وأنا أهتف فى الفضاء : أنك ِلى وأنا لك ِ يا أروع وأنبل وأغلى وأكمل وأجمل خرساء !!! يوسف الصغير