القرآن الكريم خيره كثير وفضله عظيم ونوره باهر وأجره زاخر لآن البركة تحفه دائما والملائكة تلازمه في كل وقت وحين فمن دوام علي سماع وتلاوة القرآن الكريم كان من المقربين إلي الله في الدنيا والآخرة ، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم (( من استمع إلي آية من كتاب الله كتب له حسنة مضاعفة ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة )) رواه الإمام الطبراني والسيوطي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهذا الحديث صحيح . ومن نجوم التلاوة في مقالنا اليوم الشيخ عثمان الشبراوي رحمه الله وهو القارئ الموهوب وصاحب الصوت الخاشع والأداء الطيب والعالم بجميع الأحكام القرآنية الصحيحة وسط نجوم التلاوة في مصرنا الخالدة . ولد الشيخ الزاهد الكبير عثمان الشبراوي رحمه الله يوم 12/10/1946 في قرية البيروم مركز فاقوس بمحافظة الشرقية بمصر . حفظ الشيخ الشبراوي رحمه الله القرآن الكريم وتعلم أحكامه وقراءته المختلفة وهو في سن العاشرة من عمره علي يد والده الشيخ الشبراوي رحمه الله تعالي والذي كان من الرعيل الأول في تعليم القرآن الكريم للناس بالقرية المذكورة . التحق الشيخ عثمان الشبراوي بمعهد فاقوس الديني ثم التحق بدار المعلمين بفاقوس وعمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم حتى ترقي إلي موجه عام للغة العربية والتربية الدينية ، وقد التحق الشيخ عثمان الشبراوي بعد ذلك بإذاعة القرآن الكريم والبرنامج العام (مصر) في عام 1980 وقد نال إعجاب لجنة الاختبار بالإذاعة المصرية لتلاوته الجميلة الصحيحة داخل الأستوديو مع مجموعة أخري من القراء في مصر. وقد تمتع الشيخ عثمان الشبراوي بصوت مستقل لايقلد أحد من القراء في مصر ، وصوته معروف رقته ونغمته الطيبة المؤثرة في أذن المستمعين له عند قراءته آيات الله تعالي . والشيخ الشبراوي كان عضو كبير في نقابة قراء القرآن الكريم بالشرقية وكان سفير لمصر وللإذاعة المصرية في دول كثيرة في سهرات رمضانية عديدة فقد سافر إلي دولة المغرب والجزائر والسودان وتونس وإيران وزامبيا وجزر القمر والصومال وأسبانيا وهولندا والبرازيل والعراق والولايات الأمريكية والأردن ونيجيريا وماليزية وقد زار دولة فلسطين عام 1988 وقرأ بالمسجد الآقصي وقد أعجب به الناس هناك وقام الشيخ عكرمة صبري بتكريمه ومنحه شهادة تقدير لعلمه وقراءته للقرآن الكريم ومن أقوال أهل التلاوة في الشيخ عثمان الشبراوي بعد وفاته : قال الشيخ أبو العينين شعيشع من كبار القراء في مصر رحمه الله (أن الشيخ الشبراوي كان قمة في أداء التلاوة حلو الصوت متواضع كريم ). وقال الشيخ أحمد أبو المعاطي من قراء الإذاعة رحمه الله ( أن الشيخ الشبراوي صاحب أداء عالي في تلاوة القرآن الكريم وصاحب صوت خاشع ولسان ذاكر ووجه بشوش مع الناس وأستاذ كبير في التلاوة وبالتربية والتعليم في مصر . والشيخ عثمان الشبراوي رحمه الله تعالي له شرائط كثيرة متنوعة في الإذاعة المصرية فله حفلات قرآنية سجلت له في أمسيات دينية في كثير من المحافظات المصرية والعربية وله شرائط نادرة عند كثير من عشاقه من المحبين لسماع تلاوته في القاهرةوالشرقية والمحافظات الأخرى وكذلك له شرائط مسجلة من قرآن الفجر والجمعة مسجلة في المساجد المصرية الإذاعة موجودة عند محبيه في كل مكان . وقد قابلت الشيخ الشبراوي في أحد أيام صيف 2000 م بأحد المساجد المصرية المشهورة في مصر بعد الانتهاء من صلاة الجمعة وبعد أن سلمت عليه وقلت له أستاذ عثمان كيف يصل الإنسان إلي محبة الله تعالي فقال رحمه ما نصه ( الوصول إلي رضا الله تبارك وتعالي بقراءة القرآن الكريم والعمل به وعمل الصالحات في الحياة والتعاون مع الناس بالصدق فالدين المعاملة الكريمة مع الناس من صدق وبر وتراحم وتعاطف وعيادة مصابهم وتعزيتهم عند المصاب والسرور معهم في أفراحهم ، وقضاء حوائجهم إذا احتاجوا إليك هذه واحدة ،أما النصيحة الثانية فهي إتقان العمل المطلوب منك لكي يبارك الله فيك فهذه هي التي توصلك لرضا الله وحبه لك وليت كل الناس تفعل ذلك لسعدوا في الدنيا والآخرة. وبعد هذه النصائح الذهبية شكرته وسلمت عليه وانصرفت فهذه الأشياء التي قالها الشيخ الشبراوي هي زاد الصالحين والمتقين في الحياة الدنيا والموصلة إلي نعيم الله الدائم في الآخرة. توفي الشيخ الإذاعي عثمان الشبراوي في شهر رمضان عام 1424 هجريا الموافق عام 2002 م عن عمر يناهز 56 سنة. رحم الله الشيخ الشبراوي وأسكنه فسيح جناته وجعله من أهل الجنة من الأبرار إن شاء الله رب العالمين . وإلي لقاء آخر مع نجم من نجوم دولة التلاوة المصرية .