تبقى البسمة مُقيدة بين الضلوع لا تقوى على المفر والخروج للنور , تبقى السعادة محصورة داخل حدود البشري لا تُميز بينها وبين البؤس المستقر بأعماق القلب , يسود الظلام والعتمة تصبح هي عنوان طريق يتمادى الإنسان في قطعه دون أن يعي مدى خطورته عليه , تغيب شمس النجاة ويصبح الغرق هو المصير الوحيد الذي يفتح ذراعيه لمن إرتسم على ملامحه التعاسة , ويستقبله بترحاب شديد كأنما لم يلتقيه منذ دهور , وبدلاً من أن تُفرش الأرض بورود الأستقبال الحافل الزاهرة المنتفضة بألوان متألقة , أخذ الطريق يُفرش بأشواك مُهلكة دامية ! .. هي نظرة أحدهم لما يحياه , هي نظرة أحدهم لما يبغض أن يحياه ولكن مرغم على تقبل واقعه الذي لم يجد إجابة بشأنه بعد , أخذ التساؤل يتغلغل به ويعتصر فكره بكل ما أوتي من قوة ! , أخذت الأفكار التي لم تُهزم لحظة في التبدد أمام تساؤل عجيب أثار عاصفة داخله , كيف استقر هذا الحال بي دون إرادتي ؟! , كيف تشتعل النفس بمهرجانات من البهجة والتوهج , فترى الحياة كأنها كرنفال لا يجرؤ أحد على إطفاؤه , كرنفال أبدي مُزين بزينة مُرصعة بأحجار السعادة " النادرة " , وفور دخولك لهذا الصرح المتلالئ تجد شعاع الأمل يتلالئ هو الأخر بسماء الحياة , يأبى أن ينخفض بريقه ولا هدف لديه سوى أن يُبهج الحضور ويبعث داخلهم الطمأنينة وينير عتمتهم التي لم تكف عن نهش أحلامهم ! .. ولكن كيف ؟! , كيف يُهدم كل هذا بين اللحظة التي تُطبق بها جفونك واللحظة الأخرى ؟! , كيف تُزال كل الأضواء التي لطالما كشفت عنك الهم والغم للحظات قضيتها كأزمان ؟! , كيف ينطفئ الكرنفال ويحل محله " سرادق عزاء " لأمنياتك ؟! , السعادة التي زينت الطريق من بدايته حتى نهايته التي لم تتمكن من الوصول لنهايتها ببصرك البسيط أخذت هي الأخرى في الخفوت , حتى إنطفأت بالكامل وعاد الطريق مظلم من جديد ! , عتمته لا تُضاهي عتمة صحراء قاحلة لا نجاة لمن تقع نفسه داخلها , ولا نجاة تتحقق حتى وإن تمكن من الحصول على خريطة ترشده للمنفذ ! , هو ضائع بها لا محالة ولا تجرؤ حتى على محاولة طمأنته حيال أمره , لا تشفق على حاله , فكيف تشفق عليه وهو أكثر البشر شفقة على ما وصل إليه وما سيبقى عليه حتى الممات , في كل الأحوال هو هالك ! .. وهو السؤال , فهل وجدت إجابة تحد من نيران فكرك ؟! .. ما الحياة إلا نظرة , نظرة تختار أن تجعلها مبدأ لك تسير بها خطواتك ودونها أنت تائة في طرقات الحياة , ونظرة تختارك وتجدك مُجبراً عليها حتى تختفي من الوجود , ونظرة ممتزجة بين إختيارك لها فتشعر بالأنتصار والقوة حيث أنك وللمرة الأولى في مشوارك أصبحت قادراً على إتخاذ قراراً مصيرياً كهذا , وبين إختيارها هي لك فيختفي شعورك وتجد أنك أضعف من أن تتخذ قرارات بهذا الشكل من الجدية , أنت أضعف بكثير مما تتوقع ! , وهنا تصبح لليأس والفتور عبداً مطيعاً لم يتعلم كيف يتهجأ " لا " ! .. الحياة أمامك , لا تفرض عليك شروطها إلا بعد أن تتأكد أنك أصبحت قادراً على خوض معركتها .. لا تدعها تختر لك النظرة التي ستراها بها , كن أنت المتحكم الوحيد بالأمور , فلتراها كما تحب ولا تجعلها هي المسيطرة عليك حتى في نظرتك لها ..