اصحى يا نايم وحد الدايم وقول نويت بكره إن حييت الشهر صايم والفجر قايم اصحى يا نايم وحد الرزاق رمضان كريم لا أحد ينسى تلك الكلماتِ الساحرة التي كانت تضيء ليالي رمضان ،وتبعث الدفء والراحة لأرواحنا في أي مكان وزمان ،كلمات رمضان .. حينما كان الزمن بسيطًا،وكانت الأيام تمر علينا ثلاثين ، وكأنهم ثلاثين يومًا في الجنة !. حيث كان البشر مُتحابين متعاونين.. كانت العبادة سرًا ،وآثارها على سلوكيات وطباع البشر تتضح جهرًا!. كانت صلاةِ الجماعة والتراويح أكثر قُدسية وتهذيبًا للنفوس،وكانت النفوس سوية ،والقلوب نقية صافية تحمل من البراءة والطهر ما يجعل الوزرَ غير مألوفًا عليها ،لا تسَعهُ هي ولا يجد له مكانًا بها !. كنا نفهم معنى "العيلة واللمة"،ولا تسكن أرواحنا إلا بجوارهم. شوارعنا أكثر جمالًا بالفوانيس والزينة الرمضانية الزهيدة ،وكان الهلال يبتسم في سماواتنا في كل ليلةٍ ويهمس بآذاننا"تصبحوا على خير ". كنا نجتمع في السراء والضراء،وكان كلًا منا يفهم ما بقلب الآخر بمجرد أن ينظر بعينيه نظرةً عابرة . كانت القنوات التلفزيونية، والبرامج الرمضانية أقل عددًا وأكثر تأثيرًا واحترامًا للعقول. انتظارنا لصوت المدفع أجمل من الإفطار في حد ذاته . الفوانيس البسيطة..الخشبية أو المعدنية التي تحمل الشموع تنير رمضاننا ،وتعلن عن حُلوِ أيامه أكثر من فوانيس اليوم التي تتعدد أشكالها وألوانها. ليتنا ما التحقنا بعالمِ الإنترنت ،والهواتف المحمولة !،ليتنا ما علمنا ما هو ال"فيسبوك"،أو ال"تويتر"،أو ال"الإنستجرام"!. كنا ننتظر بروحٍ متلهفة مُحبة إعلان رؤية هلال رمضان من خلال شاشات التلفاز،لنسمع صوت الصغار في الشوارع وهم يرددون أغاني رمضان ترحيبًا بقدومه. حينما كان العمل والدراسة أمرُ عادي ، ولا شيء يؤجله أو يعطله الشهر الفضيل ،فلم نكن نسمع تلك الجملة الشهيرة:"إن شاء الله بعد رمضان !". وحينما كان يوشك على الإنتهاء،كنا نوَدعهُ بالدموع ،ونودِعهُ دعواتنا وأمانينا التي تتساقط من قلوبنا كأوراقِ الشجر من العام للعام . كنا البشر الحقيقيون حينما كنا نحترم آدميتنا ،ونقدس أيامنا المباركة .. كان رمضان يحبنا ،ويحب قدومه إلينا ،وكنا نشعر بحضورهِ وتأثيرهِ.