أبناء سيناء: الإرهاب أوقف الحياة وشهدائنا مع الشرطة والجيش طهروها بدمائهم    4 أيام متواصلة.. موعد إجازة شم النسيم وعيد العمال للقطاعين العام والخاص والبنوك    بعد ارتفاعها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وغرامات التأخير    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 3 مايو 2024 في البنوك بعد تثبيت سعر الفائدة الأمريكي    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    فلسطين.. وصول إصابات إلى مستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال منزل بحي تل السلطان    ضياء السيد: معيار الحكام المصريين غير ثابت في قراراتهم    أحمد شوبير منفعلا: «اللي بيحصل مع الأهلي شيء عجيب ومريب»    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    فصائل عراقية تعلن استهداف موقعين حيويين في تل أبيب بصواريخ كروز    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    جمال علام يكشف حقيقة الخلافات مع علاء نبيل    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    ماما دهب ل ياسمين الخطيب: قولي لي ماما.. انتِ محتاجة تقوليها أكتر ما أنا محتاجة أسمعها    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بسعر 829 جنيها، فاكسيرا توفر تطعيم مرض الجديري المائي    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    سفير الكويت بالقاهرة: ننتظر نجاح المفاوضات المصرية بشأن غزة وسنرد بموقف عربي موحد    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    فوز مثير لفيورنتينا على كلوب بروج في نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النشر وسنينه السودا ( كاملة )
نشر في شباب مصر يوم 18 - 01 - 2012


عن النشر وأيامه الذي زي الطين نتحدث !
إهداء : إلى صديقي الفنان السعودي الكبير " عبد الرحمن الزاهر "
أنت لي كنبع ماء صافي تفجر وسط الصحراء .. لذلك أرجوا منك أن تواصل التفجر والتفجر والتفجر .. بس مش في وشي لو سمحت !
إهداء : إلى كتاب زمن الرخص .. إلى الأدباء العظماء والأساتذة الفطاحل .. وإلى أشباه الأدباء والنص نص .. وإلى الذين كتبوا أى كلام ووجدوا من ينشر لهم الأى كلام هذا على الرحب والسعة .. زمن رخص بقا تقول إيه ؟!
من جيلنا البائس اليائس الذي فقد الأمل وتلطم على أبواب دور النشر وأصحابها الصلع المكتنزين الذين لا يفقهون في الأدب أكثر مما يفقه الفسخاني في أنواع الزهور .. ولجأوا آخر الأمر إلى الإليكتروني وأمرهم لله .. اللى أداكم يدينا .. أما بتوع دور النشر إياها فنقول لهم بمنتهي السعادة والإنبساط : ربنا يورينا فيكم يوم !!
الحلقة الأولي
هل أنت كاتب جديد ؟! هل أنت ( أدباتي ) صغير على قد حالك ؟!
أهنئك .. مرحباً بك في نادي ( المعذبون في الأرض ) !
هل أنتهيت من تأليف كتابك أو روايتك أو عملك الأول تماماً !
هل استمتعت بكتابة كل كلمة فيه ؟!
هل قضيت الليالي وأنت تحلم بأن تري كتابك مطبوعاً وعليه غلاف أنيق يحمل صورة ملونة جميلة واسمك يزين منتصفها ؟!
أولاً دعني أهنئك على إنتهائك من عملك الأول ؛ وكم هو غالي عليك بالتأكيد .. أما بالنسبة لموضوع النشر فأسمح لي بأن أقول لك .. قابلني !!
عفواً .. فأنا لا أريد إحباطك أو تحطيم أحلامك أو كسر قلبك .. أبداً والله !
كل ماهنالك أنني قد مررت بهذا الموقف مثلك من قبل ومرات كثيرة .. ولذلك أنا أعرف تماماً ما سيحدث معك !
أتريد أن تعرف ما سيحدث معك !
تحت أمرك .. هاك يا صغيري ما سيجري بالحرف !
في الحالة الأولي .. نفترض أنه لديك ( قرشين كويسين مستخبيين تحت البلاطة ) وطبعًاً أنت تظن أن نشر كتابك أو روايتك أو ديوانك هو العمل الأفضل والإستثمار الأفضل لأموالك ( هذا على فرض أنها أموال وليست مجرد ألف أو ألفين من الجنيهات لا غير )
البداية طبعاً أن تختار بين حلين .. فإما أن تقوم بطبع الكتاب بنفسك .. وإما أن تتفق مع دار نشر على أن تقوم هى بطباعة الكتاب وتوزيعه بعد ذلك على أن تقوم أنت بدفع التكاليف !
هل أخترت الحل الأول .. تمام .. وهذا هو سيحدث لك !
ستذهب إلى مطبعة ما ؛ أى مطبعة ؛ وبالطبع سيقابلك صاحبها بالترحاب و
" أهلاً يا عم "
و " شرفتنا "
و " آنست ونورت "
وخلافه .. ثم يحدث الإتفاق .. وإذا كان كتابك محتاج تصميم لغلاف فلا تقلق .. أكيد المطبعة لديها واد رسام صاروخ ( لاحظ أن كل رسامي المطابع صواريخ طبعاً ) .. وبعد الإتفاق وشرب الشاي ( والذي منه ) تقدم لهم مخطوطة الكتاب ولا تنسي الفلوس طبعاً فهذا هو أهم ما في الموضوع !
وفي النهاية تنصرف إلي بيتك وأنت تحلم بأن تحمل كتابك أو ديوانك مطبوعاً وتري اسمك على غلافه وتشم عبق الورق المخلوط بالحبر .. هذا إذا كنت ممن يحبون رائحة الورق مثلي !
ولكن على ماذا أتفقت مع المعلم الهمام صاحب المطبعة .. ألف وخمسمائة نسخة والتسليم بعد أسبوعين !
إذن أنتظر في بيتك حتى يأتيك الخبر اليقين !
الحلقة الثانية
هل أنتهي الأسبوعان .. تهانئي ..
هيا أجري بسرعة إلى المطبعة ؛ التي لابد أنك حمت حولها في الحقيقة مئات المرات في خلال الأيام السابقة .. بسرعة .. بسرعة إلى المطبعة ..
لتتسلم نسخ كتابك .. ولتضمها إلى صدرك .. ولتشم عبق الورق المخلوط بالحبر .. ولتري الصورة الجميلة على غلافه التي يتوسطها اسمك بالخط ... الأندلسي ربما
آه .. الأندلسي .. سيكون هذا جميلاً !
وتصل المطبعة لتجد ضجة العمل والعمال والآلات .. بينما المعلم ؛ بارك الله فيه ؛ جالس على كرسي في وسط الآلات المزعجة ومنهمك في حديث جدي مهم للغاية ؛ فيما يبدو ؛ مع ( أفندي ) محترم يرتدي بذلة أنيقة ويبدو عليه أنه مهندس أو طبيب .. أو ربما شاعر مثلك ..
تتقدم نحوه وعلى وجهك ابتسامة واسعة تكشف عن أسنانك البارزة كأسنان الأرنب وتمد يدك إليه تلقائياً لتصافحه .. يقطع المعلم حديثه الجاد مع ( الأفندي ) وينظر لك نظرة باردة خاوية تقول لك بمنتهي الصراحة :
" مين الواد ده بقا ؟! "
وتستشعر أنه لا يعرفك ( أو لنقل لا يتذكرك أفضل ) فتقدم نفسك له بهدوء قائلاً :
" أزيك يا معلم .. أنا فلان .. فلان صاحب كتاب زهرة المساء الشفاف ! "
فتلتوي ملامح المعلم الغليظة في شبه إنكار وترتسم على وجهه نظرة من الطراز الذي يقول بوضوح :
" عليا الطلاق وتربة والدي ما أعرفه ! "
وهنا تُخرج له الإيصال الذي حصلت عليه بعد أن قمت بدفع تكاليف الكتاب بالكامل .. وبمجرد أن ظهر الإيصال في يدك أصبحت فجأة ( معرف بأل ) بعد أن كنت ( نكرة ) ويتذكرك المعلم على الفور وينهض من مقامه العالي ويصافحك بحرارة ثم يضرب على كتفك ( فيكاد يخلعه ) علامة المودة ..
ثم يدعوك إلى الجلوس ويحلف عليك مائة يمين بأن تشرب معه كوب من الشاي .. المهم يأتي الشاي بينما يقوم المعلم بتقديمك إلى الأفندي المحترم فتعرف أنه :
" حمادة بيه محفوظ ! "
فترسم إبتسامة مجاملة على وجهك وتسأل :
" شاعر ؟! "
فيهتف الأفندي بكبرياء :
" أعوذ بالله ! أنا سباك !! "
وتتعجب من وجود سباك في المطبعة ، ولكن المعلم يخبرك بأنه هنا لإستلام كروته الدعائية التي قامت المطبعة بطبعها له ( رغم أن هناك آلاف من محلات الدعاية والإعلان التي تقوم بهذه المهمة ، ولكن الأفندي ( السباك ) يفضل التعامل مع المطبعة لأنه زبون قديم فيها )
المهم يمر بعض الوقت في حوار من طراز :
"وأزيك كده يا أستاذ ؟! "
" وعامل إيه ؟! "
" وإزي الأحوال ؟! "
ويدور حوار قصير مقتضب بينك وبين " حمادة بيه محفوظ السباك " .. وينهض المعلم خمسمائة مرة ليشرف على سير العمل .. وينادي هذا وذاك ، ويأمر هذا بشيء ويأمر آخر بشيء ثاني ، وينهر ثالث ، ويلعن أبو ( أو ربما أم ) رابع ، ويحلف على خامس بأن يطرده الآن ولا يدعه يبقي في مطبعته دقيقة أخري ..
وتمر دقائق ودقائق دون أن تجد فرصة لسؤال المعلم عن كتابك وما تم فيه..
وتكر الدقائق فيكتمل نصف الساعة منذ أن وضعت قدمك في المطبعة دون أن تحين لك فرصة السؤال عن كتابك العزيز
ولكن لا تقلق .. أرجوك لا تقلق .. فالفرصة السانحة ستأتي بالتأكيد .. وعندها سيأتيك الخبر اليقين بإذن الله
الحلقة الثالثة
والحمد لله أخيراً جاءت اللحظة المناسبة والفرصة السانحة .. فالمعلم ؛ متعه الله بالصحة والعافية ؛ بعد أن صال وجال في المطبعة ورفت كل العاملين رفتاً مؤجلاً وعين عمال آخرين وهميين ( ناس ولاد ناس ) مكانهم .. جاء أخيراً وأنحط كالزكيبة على المقعد المجاور لجنابك .. وابتسم لك ابتسامة مجاملة من الطراز الساقع إياه وسألك بملل :
" نعم يا حضرة ؟! "
فابتسمت أنت له بهدوء وقلت له بود لا مبرر له :
" أنا فلان صاحب كتاب زهرة المساء الشفاف .. وكنت قد جئت إليك منذ أسبوعين وأتفقنا ... "
" آيوه .. أيوه ! "
ردد المعلم وأتسعت ابتسامته أكثر وأكثر وكان وراءه مصيبة :
" معلش يا أستاذ .. أصل إحنا كان عندنا شغل متلتل .. متلتل والنبي يا أستاذ .. عشان كده ركنا كتابك شوية ؟! "
فتهتف أنت بإستنكار وغيظ :
" ركنتوه ؟! "
" قصدى حطيناه على جنب شوية ... "
وهممت أنت بالإعتراض فقاطعك بسرعة :
" بس ما تزعلش إحنا برضه طبعنا منه كده كام نسخة .. وإن شاء الله هنمسك فيه أول ما ضغط الشغل يخف شوية ! "
بغيظ أكثر تقول أنت في إستسلام :
" طيب ممكن أشوف النسخ لو سمحت .. عشان الغلاف يعني ؟! "
فتناول المعلم الشيشة ورشق منها نفس عميق ثم قال بتملق :
" غلاف أيه يا أستاذ .. لسه بدري على الغلاف ! بس ولا يكون عندك فكر الواد الرسام بتاعنا ده صاروخ يا أبا وهيعملك غلاف ولا غلاف اسم النبي حارسه وصاينه العقاد بيه الله يرحمه .. مش يكون عندك فكر خالص ! "
فتساءله وقد زاد الغيظ في أعماقك حتى كاد ينفجر على شكل شلال من أنفك :
" طيب وهو أنا مش هختار الغلاف .. يعني مش المفروض أنه يعرض عليا كذا رسمه وأنا أختار ؟! "
" آمال أيه يا عسل .. يعني هنفرض عليك رسماية يا باشا ! "
وعندئذ تنهض لتهم بالإنصراف ولكن ليس قبل أن تسأل المعلم الجاثم فوق مقعده كالمصيبة السوداء :
" يعني ممكن أستلم الكتاب أمتي إن شاء الله ؟! "
فيرد المعلم ببرود :
" أسبوع كده يا حلو .. أسبوع وشرفنا عشان تستلم الكتاب إن شاء الله ! "
وتذهب مصاباً بخيبة أمل .. ولعله من حسن حظك أنك ذهبت سريعاً قبل أن تخترق نظرات المعلم القرفانة منك ظهرك وتغوص داخل أمعائك !!
.............................
ولا داعي للقول أن الاسبوع قد أمتد وأمتد وطال وأستطال وبارك الله فيه ؛ طولاً وعرضاً وإرتفاعاً ؛ ليتحول إلى شهر طويل عريض بسم الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ولكن أخيراً أخيراً جاء اليوم الموعود وساح الزبد على الخبز وذهبت لتتسلم الكتاب .. وأستيقظت مبكراً وأنتقيت أحسن قميص وأحسن سروال ( أقصد بنطلون أحسن حد يفهمنا غلط ) عندك وذهبت مبكراً حتى قبل الموعد الذي ضربه لك المعلم بساعة ونصف على الأقل .. وكان أول ما طالعك هو نسخ كتابك الذي طالما سهرت تحلم بضمه إليك .. ولكن يا فرحة ما تمت .. فقد كان في إنتظارك صدمة هائلة .. عدة صدمات في الواقع يا خفيف !!
الحلقة الرابعة
فالكتاب ( اسم النبي حارسه وصاينه ) مطبوع على أسوأ وأرخص أنواع الورق التي رأيتها في حياتك ( مع أنك قد أخترت نوع أبيض شبه سميك ) .. ورق مصفر خفيف للغاية ، قابل للتمزيق من مجرد لمسة وفيه طابع ( التزييت ) الذي تجده في بقايا قراطيس الطعمية .. هذا عن الورق !
أما الغلاف .. فمصيبة بمفرده !
بمجرد أن أمسكت بالكتاب حتى طالعتك على الغلاف فتاة بلهاء ( مصابة بالتخلف العقلي فيما يبدو ) ترتدي ثوب أبيض شفاف ( قال يعني من كتر الرومانسية ) وتضع على خلقتها نصف طن من الدهان ( من غير معجون ) الصارخ الألوان وتمسك في يدها باقة ضخمة من الزهور ( صناعية باين عليها ) .. والأدهي أنها تقف على شاطيء البحر وشعرها يرفرف حولها وعلى ثغرها ابتسامة بلهاء وفي عينيها نظرة هيام ووله لا تعرف بماذا بالضبط !!
رسمة في منتهي الابتذال والرخص ويوجد منها بالكيلو في أى إستيكر من إستيكارات باربي ونانسي عجرم !!
ولا عجب في ذلك .. فهذا ما فهمه الواد الرسام ( الصاروخ )
من ( زهرة المساء الشفاف ) عنوان الكتاب !!
تعترض ؟!
تعترض على ماذا بالضبط .. بل تعترض على ماذا أو ماذا ؟!
فالكتاب كله ( على بعضه ) لا يستحق خمسة تعريفة وهو بهذا الشكل .. ودعك من الغلاف ونوعية الورق .. بل إن المصيبة الحقيقية كانت في الأخطاء الإملائية الفظيعة التي تملأ كل سطر ( كل سطر بلا مبالغة ) من أسطر الكتاب !!
ما علينا
الآن نبدأ مرحلة التوزيع .. توزيع الكتاب بصورته الحالية ( اللي تشرح القلب )
كنت قد أتفقت مع دار نشر صغيرة على القيام بتوزيع كتابك على أن تحصل أنت على نسبة 70% من ثمن الكتاب وتحصل الدار على النسبة الباقية ( 30% ) من إجمالى ثمن الكتب المباعة .. وطبعاً المسترد يعود لك .. المهم أنك استأجرت عربة ( تويوتا ) وشحنت عليها نسخ الكتاب وتوجهت إلى مقر دار النشر المبجلة إياها التي لم يكن سوي شقة صغيرة تحت بير السلم لا تحتوي سوي على غرفتين مزدحمتين بقطع الأثاث القديمة الرخيصة وعدد من أجهزة الكمبيوتر العتيقة .. وفي المدخل الضيق الحالك الظلمة جلست فتاة لا لون لها هى نسخة طبق الأصل من الفتاة التي كانت جالسة في مكتب " كوكس " السمسار النصاب في رواية " بريخت " اليتيمة ( البنسات الثلاثة ) وبالصدفة كانت مصابة ببكم الأسماك مثلها تماماً .. المهم أنك تركت العربة واقفة أمام مدخل العمارة التي يوجد بها مقر دار النشر ودخلت إلى حيث جلست فتاة " كوكس " جلستها الدائمة التي لا تغيرها أبداً وسألتها بلهفة عن الأستاذ " محمود " ؛ الله يخرب بيته ؛ مسئول قسم التوزيع بالدار .. ووجدته جالس في مكتبه المتواضع منتظراً إياك .. وسُر لما علم أنك أنتهيت من طبع الكتاب .. وخلال عشر دقائق كان قد تم تسليم نسخ الكتاب له وحصلت على الإيصال والأورق اللازمة .. وتم الإتفاق على الأماكن التي سيتم توزيع الكتاب فيها تبعاً لإقتراحاتك السابقة .. وأحتفظت لنفسك بخمسين نسخة ( عشان الحبايب والقرايب وأصدقاء العمل ) .. وعدت لبيتك وأنت تحلم بأن تري كتابك في كل يد .. وفوق كل مقعد في محطة مصر .. وشاء الله ألا يتحقق الجزء الأول من حلمك تماماً .. أما الجزء الثاني فقد تحقق ؛ فيما بعد ؛ وللعجب .. بحذافير حذافيره !!
الحلقة الخامسة
أنتظرت يومين على أعصابك قبل أن تنزل وتدور في جولة على المكتبات ومنافذ التوزيع التي سيتم بيع كتابك من خلالها .. والحقيقة أنك لم تكف لحظة واحدة ؛ خلال هذين اليومين الطويلين ؛ عن الحلم والتخيل .. ملأت الأحلام والتخيلات رأسك .. تصورت ؛ خير اللهم أجعله خير ؛ أن كتابك وصل للمنافذ والمكتبات فصنع حالة من الجنون بين الناس .. تكالب الناس على قراءته ووجدوا فيه من آيات البلاغة والأدب والروعة ما يبهر القراء وغير القراء .. تكالب الناس علي كتابك وتقاتلوا من أجل الفوز بنسخة منه .. وطبعاً نفدت جميع النسخ خلال يوم واحد لا أكثر .. ورغم إن الأحلام كانت كبيرة ( شويتين ) لكن لا شيء يبعد على الله عز وجل .. وإن كان كل شيء بعيد عن دار النشر إياها التي اخترت التعامل معها لسوء حظك !
وطبعاً يا حلو أنت يا فنان لم تجد نسخة واحدة يتيمة ( واكلة الجوز ) من كتابك في أى مكتبة أو منفذ لبيع الكتب من المتفق عليها !
أصابك صداع ودوار ورغبة حادة في القيء ( ياللعار ) في وسط الشارع .. ووجدت نفسك تتجه كالصاروخ الأمريكاني إياه ده اللي وقع في البحر من يومين إلى دار النشر المبجلة .. وطبعاً لم تجد مسئول التوزيع ( الله يخرب بيته للمرة الثانية ) مكوماً في مكتبه بل وجدت عوضاً عنه فتاة " كوكس " البكماء إياها والتي قالت لك ببرود أن الأستاذ " محمود " ذهب إلى مشوار مهم وسيعود بعد نصف ساعة .. وطبعاً فضلت أن تنتظر ( دي كلها نصف ساعة مش شغلانة يعني ) .. وطبعاً مضت نصف الساعة ونصف ساعة أخري ( وواحدة تالتة عشان الحبايب ) دون أن يعود الله يخرب بيته من المشوار إياه .. وعندما سألت فتاة " كوكس " للمرة الحادية والخمسين بعد الألف عن سبب تأخر الأستاذ " محمود " ابتسمت لك بشفتيها الرفيعتين المليئتين بالروج السائح الأحمر كالدم وقالت لك ببرودها المعتاد :
" الغايب حجته معاه يا أستاذ .. زمانه راجع ! "
وطبعاً زمانه راجع لم يرجع بعد أن مضت أكثر من أربع ساعات وأنت جالس تنتظر في تلك الصالة الصغيرة المظلمة التي يسمونها ( صالون ) أو ( غرفة إستقبال ) أو ( كنيف ) لا يهم ..
الحلقة السادسة
وذهبت عدة مرات إلى دار النشر .. ولم يخرج تعاملهم معك عن طريقتين :
فإما أن يكون الأستاذ " محمود " ؛ الله يخرب بيته ؛ غير متواجد في مكتبه وبالتالي تنتظره لساعات دون جدوي .. وإذا حاولت التحدث مع أى موظف آخر من المتواجدين في كرخانة النشر هذه قال لك بسماجة :
" مش إختصاصي يا أستاذ .. التوزيع إختصاص الأستاذ " محمود " ! "
أما إذا حدثت المعجزة ووجدت الأستاذ " محمود " ؛ الله يخرب بيته ؛ في مكتبه وتحدثت معه قال لك بسماجة أكثر من سماجة زملائه :
" إحنا بنعمل اللي علينا .. بنوزع لكن ما حدش بيشتري كتابك .. بصراحة كتابك ما لوش زبون ! "
زبون ؟!
هو كيلو بسبسوسة ؟!
لكن الذي أثار غيظك فعلاً هو أنك في كل مرة تنزل إلى إحدي المكتبات التي تقوم بعرض كتابك للجمهور ؛ كما أتفقت مع دار النشر ؛ لا تجد فيها أى نسخة ؛ نسخة واحدة توحد الله ؛ من كتابك .. الغريب أنك كلما نزلت بصحبة الأستاذ " محمود " ؛ الله يخرب بيته ؛ إلى نفس هذه المكتبة وجدت كتابك مشرف ومنور في فاترينات العرض الأمامية !
الله ؟!
هى أيه الحكاية بالضبط ؟!
ولا حكاية ولا رواية يا عم .. الحقيقة أنك وقعت في يد شوية نصابين !
كلهم نصابين !
بداية من صاحب المطبعة المكتنز الذي سرقك وطبع لك كتابك على اسوأ وأرخص أنواع الورق وأحضر لك رسمة من عيل في كي جي وان لتكون غلاف لكتابك وسرق باقي أموالك .. مروراًَ بدار النشر التي وزعت عينات بسيطة من كتابك في الأماكن المتفق عليها و( لهفت ) الباقي وقامت ببيعه لحسابها في أماكن نائية وسرقت تعبك ومجهودك ومالك وموهبتك .. وصولاً إلى أصحاب المكتبات ومنافذ بيع الكتب الذين لهم باع طويل في النصب على الكتاب الجدد أمثالك وسرقة مؤلفاتهم بالتعاون مع دار النشر المبجلة إياها ومع كل دور النشر المبجلة مثلها في مصر !
الحلقة السابعة
ولكن لماذا تحزن وتكتئب ؟!
كيف تحزن وتكتئب وهناك في مصر ؛ خمسة في عين العدو ؛ عشرات وعشرات وعشرات من دور النشر المحترمة .. خاصة وأنك تجلس عدة ساعات في السايبر إياه على ناصية الشارع وتدخل على شبكة الإنترنت وتبحث عن دور النشر والمهتمين بالأدب والشعر مثلك .. وطبعاً طبعاً كل دور النشر في مصر تحب المواهب ؛ وترحب بالمواهب ؛ وتموت في سواد عيون المواهب ؛ كما يدعون في مواقعهم ومدوناتهم على النت ..
ولما كانت الذكري تنفع المؤمنين والتجربة لن تضر .. فقد قضيت عشر ساعات في السايبر وأنت تنقب عن عناوين وأرقام هواتف دور النشر دي بتاعة رعاية المواهب ومحبة المواهب والبحث عن المواهب والموت في سواد عيون المواهب .. وخلال يوم واحد كنت قد حصلت على كشف طويل عريض تزينه عشرات وعشرات من أرقام هواتف وعناوين دور النشر المحترمة بارك الله فيهم ..
وهكذا بدأت رحلتك الثانية في محاولة لنشر كتابك .. ولكن أطمئن .. فإنها ستكون ؛ بعون الله وببركة أصحاب دور النشر المصرية الكرام ؛ الأخيرة !
........................
وقررت أن تبدأ بدار النشر إياها بتاعة ( المواهب ) والتي تموت في عيون المواهب .. وأتصلت بهم هاتفياً فحددوا لك ميعاد مع مسئول النشر .. وذهبت قبل الموعد بأكثر من ساعة وقد حلقت ذقنك وشذبت شاربك بدقة وتعطرت ولبست الحتة الزفرة .. وعلى الطوار المقابل لمبني دار النشر أنتظرت أكثر من ساعة .. وقبل الموعد المحدد بربع ساعة ؛ لكي تظهر لهم نشاطك وإهتمامك بالمواعيد ؛ كنت تصعد السلم البراق في طريقك إلى مكاتب دار النشر في الدور الثالث من المبني .. وهناك وجدت لافتة مكتوبة بحروف ذهبية منقوشة باسم دار النشر .. ودخلت المكتب الفخم لتجد أمامك امرأة في نهاية الأربعينات ذات شعر قصير وتضع نظارة نظر رقيقة تجلس على مكتب في الصدارة وهناك شخصين يقفين عن يمينها ويسارها ويتبادلان معاً حديث هامس يبدو أنه على درجة كبيرة من الأهمية ..
وطبعاً ولأنك كاتب ؛ يعني رجل ذوق ؛ وقفت في منتصف الغرفة كالتمثال منتظراً إنتهاء السادة المهمين من حديثهم المهم .. وانتظرت وانتظرت وانتظرت .. ومرت حوالي ربع ساعة وهم سادرون في حديثهم دون أن يلتفت أحدهم إليك .. وأخيراً انتبهت السيدة ؛ التي يبدو أنها سكرتيرة ؛ لوجودك فعدلت نظارتها التي أنزلقت على أنفها وقالت لك بسماجة :
" أفندم "
والمصيبة أن شكلها وصوتها وطريقتها ذكروك بفتاة " كوكس " إياها ؛ التي يبدو أنها وراك وراك
المهم أنك أبتلعت ريقك وقلت بصوت خجول متحشرج :
" من فضلك .. هناك موعد محدد لي مع الأستاذ " السعدي " "
وطبعاً الأستاذ " السعدي " هذا ؛ الله يخرب بيته ؛ لم يكن سوي مسئول النشر المبجل بدار النشر المبجلة
فأجابت السكرتيرة النحاسية بسماجة :
" الأستاذ " السعدي " مش موجود .. تعالى له وقت تاني !"
فصعد الدم إلى أم رأسك وقلت لها بغل مكبوت :
" إزاى يعني حضرتك مش موجود ؟! دا محددلي الميعاد بنفسه ! "
فنفخت السكرتيرة بضيق ، ونهضت أخيراً وبدأت تجمع عدداً من الملفات والأوراق المتناثرة على المكتب هنا وهناك وغادرت مكانها وأتجهت نحو باب زجاجي ؛ لمعانه يعمي العين ؛ على اليسار وقالت لك قبل أن تدلف داخله :
" معلش هو راح مشوار مهم .. ومش هيرجع دلوقتي .. ممكن تتصل بينا النهادرة بالليل وأحدد لحضرتك ميعاد تاني "
وهكذا خرجت من مبني دار النشر تزفر ضيقاً وغيظاً .. إذا كانت هذه طريقة رجال الثقافة والأدب والنشر مع الناس فلا لوم إذن على سائقي الكارو في ضرب الحمار المسكين على ظهره بالسوط طيلة الوقت !
والحقيقة أنك تحسرت على ثمن الحلاقة وإيجار البذلة المحترمة وزجاجة العطر أم عشرة جنية !!
الحلقة الثامنة
ولكن بعد أسبوع حدثت المعجزة الرهيبة .. وحدد لك الأستاذ " السعدي " ؛ الله يسعده يا أخويا ويسعد أيامه ؛ ميعاداً جديداً في نهاية الأسبوع .. وصدق أو لا تصدق فقد ذهبت في الموعد لتجد الأستاذ " السعدي " في إنتظارك في مكتبه .. شوف إزاي !
وطبعاً هش الأستاذ " السعدي " وبش للقاءك وأسمعك من موشحات المدح فيك وفي موهبتك الشعرية ما جعلك تغادر المقعد الذي تجلس عليه ؛ أمام مكتب الأستاذ ؛ وتحلق في سقف الغرفة طائراً من كثرة النشوي والسعادة .. وطبعاً طلب منك الأستاذ " السعدي " مخطوطة الكتاب ومهلة ؛ شهر ونصف ؛ لعرضها علي لجان النشر ..
وخرجت من مبني دار النشر كأسعد ما يكون خلق الله ..
........................
ولكن مر الشهر ومر نصف الشهر وذهبت لتسأل عن نتيجة عرض كتابك على لجان النشر بالدار إياها دي ؛ التي تموت في سواد عيون المواهب ؛ فقالوا لك بصفاقة :
" معلش .. كتابك رُفض من لجنة النشر "
ودون أن تسأل عن السبب في الرفض ؛ إذا كان هناك سبب أصلاً ؛ خرجت من الدار مبهوتاً مذهولاً مصدوماً حتى دون أن تستعيد مخطوطة الكتاب
........................
وهكذا استمرت رحلتك من دار نشر إلى أخري .. ومن كرخانة نشر إلى أخري .. ومن دكانة نشر إلى أخري
وأضعت المئات من الجنيهات على الإتصالات الهاتفية ومثلها على الفاكسات ومثلها على الإنتقالات والتاكسيات .. وأمثالها على علاج الإكتئاب والدوار والقرف الذي أصابك من قوادي النشر في مصر .. الذين لا يختلفون في شيء عن حرامية الغسيل أو قطاع الطرق !
كلهم لصوص .. كلهم شوية حرامية .. والتعامل معهم ليس أفضل من التعامل مع الهجامة ومطاريد الجبل .. بل ربما كان الأخيرون خير وأفضل منهم .. فالمعروف أن اللص الذي يسطو على البيوت وفي يده مطواة قرن غزال يكون أشرف وأفضل وأقل خطورة من اللص ذو البذلة والنظارة الشمسية والرائحة الباريسية الفخمة !
وهكذ حملت ما حصلت عليه من نسخ كتابك ؛ رغم كل عيوب الطباعة والأخطاء الإملائية والفتاة البلهاء على غلافه ؛ وقررت أنه إذا كان القراء لم يصلوا إليك فلتصل أنت إليهم .. إذا لم يجدوا كتابك أمامهم ليشتروه ؛ وليس كما أدعي بتاع البسبوسة والمشبك إياه ؛ فلتذهب به إليهم بنفسك ..
وفي الشهر الرابع عشر من محاولتك الفاشلة لنشر كتابك حملت ما لديك من نسخ وفي محطة مصر ؛ ووسط الناس الذين ظنوا بعقلك الظنون ؛ وقفت توزع نسخ مجانية من كتابك على كل من يقبل أن يأخذ ..
والغريب أن الناس أخذوا .. أخذوا الكتاب ولم يرفضوا .. وبعضهم راح يتصفحه على كثب منك .. وبعضهم فر الصفحات سريعاً ووقف عند صفحات معينة وأخذ يقرأ بتمعن ..
وفي آخر النهار كانت هناك نسخة من كتابك على كل مقعد إنتظار في محطة مصر ..
في إنتظار من لم يأتي بعد أو في إنتظار من لم يعد بعد من حيث ذهب ..
ولكن لا تبتئس .. كلهم يعودون في النهاية .. مهما غابوا ؛ مهما أبتعدوا فإنهم في النهاية ؛ حتماً حتماً حتماً ؛ يعودون !!
منال عبد الحميد
وتحياتنا لكل دور النشر المصرية التي جعلت الكتاب يحلمون بالموت في كل لحظة لأنه أقرب وأسهل من نيل رضا جلالتهم
تحياتي لدار هلا .. بتوع خطة النشر في العام القادم
تحياتي للمؤسسة العربية الحديثة .. بتاعة الدكاترة وبس
تحياتي لدار ليلي .. بتوع المواهب واللي بيموتوا في سواد عيون المواهب
تحياتي لدار نهضة مصر الذين يخبرونك برفض نشر عملك بعد أربع سنوات من عرضه عليهم
تحياتي لدور النشر المصرية العظيمة .. وربنا يكثر من أمثالكم
لأن الفساد لا يكتمل إلا بأمثالكم
مدونة قصص منال
Kassasmanal.blogspot.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.