الحياة كلها مباهج وأحداث يومية نتفاعل معها وندور في أحداثها تسعدنا أحيانًا وتجلب لنا الحزن أحيانًا ولكن الفرد في دوامة الحياة لا يستطيع أن يحس بنعمة الحياة في الحياة؛ نغتر بصحتنا وشبابنا وأموالنا وننسى أن الصحة والمال والعمر هي نعمة من الله يعطيها لمن يشاء ويمنعها عن من يشاء. والإنسان عندما يمرض ويصبح حبيس الأوجاع في سجن المرض يأخذ فرصته في التأمل ويتمنى أن يرجع به الزمن الذي فرط فيه بلا وعي ويتذكر كيف كانت حياته متاع وملذات وإلتفاف الأصحاب من حوله وكيف أصبح الآن من جسد واهن وروح مشتاقة إلى العودة لحياة الصحة والقوة، ويتمنى أن يعود من منفى حياة المرض وأرذل العمر إلى الشباب. ومن منفى الفقر إلى الغنى ...... كل ما أسلفناه يتفق مع معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اخرجه الحاكم في المستدرك (عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك "). إن الإنسان العاقل يجب أن يستفيد من نعم المولى عزَ وجل ويغتنم صحته ووقته وشبابه للعمل الصالح المفيد الذي يرغب أن يتذكره به الناس ويبتغي وجه الله تعالى في كل أعماله فالدنيا قصيرة وأنفاسنا فيها معدودة ولن يبقى إلا ما كان ابتغاء وجه الله تعالى. جاسم عيسى المهيزع