لا أخفى عليك سرا أنى أعش حالة من القرف والإشمئزاز من جراء ما أراه من أحداث متشابكة ومتضاربة سامحنى على تلك المقدمة الكئيبة , ولكن مايحزننى حقا أن الإعلام ينحرف ويبتعد كليا عن مهنته الأساسية فالقنوات الفضائية وحتى الأرضية وكثير من الصحف أصبحت السياسة التحريرية لها " التلقيح والردح" مازالوا جميعا يمارسون بإتقان دورهم الرائد فى تحويل وسائلهم ومنابرهم الإعلامية إلى مصاطب , وركوب الموجة مازال شعار المرحلة وكل إعلامى يريد أن يلفت الأنظار ينصب نفسه واصيا على الجماهير ويوجههم كيفما يشاء بما يخدم أغراضه الشخصية ,وكل من له خصومة مع زميل له يحول برنامجه إلى ساحة نزال لتشويه خصومه متناسيا أن دوره الأساسى توعية الجماهير وإبراز الحقائق بموضعية لهم حتى يتنسى فهم الموضوع من كافة أبعاده معارك فى كل مكان فى الشارع السياسى الإخوان والسلفيين والليبرالين وفى الوسائل الإعلامية معارك بين الإعلاميين الجميع يتسابقون ؛لإرتداء ثوب النضال ولو قيمنا بشكل موضوعى سنجد أنه رداء فضفاض جدا عليهم ؛لأنهم جميعا صغار للدرجة التى لايمكن أن تراها العين المجردة....سامحنى على إنفعالى, ولكنى عندما أراجع الأسس والمبادىء التى يجب أن يقوم عليها الإعلام السليم وما أراه من ممارسات فى المنابر الإعلامية أشعر أن الفجوة واسعة جدا وحتى لا أتجنى على أحد دعنى أذكر لك بعض مادرسناه فى كلية الإعلام حيث يؤكد أساتذتنا وخبراء الإعلام أن المبادىء والأسس التى يجب أن يقوم عليها الإعلام السليم هى نقل الحقائق التى تدعمها الأرقام والإحصاءات ,والتجرد من الذاتية والتحلى بالموضوعية فى عرض الحقائق ,والصدق والأمانة فى جمع البيانات من مصادرها الأصلية, والتعبير الصادق عن الجمهور الذى يتوجه إليه الإعلام, والأن عليك أن تقارن؛ لترى الفرق أنا لست عدوانى ولكنى أحزن كثيرا عندما أرى بعض ممن يظهرون على الشاشات ويكتبون فى الصحف يتدشقون بمبادىء لا يمتون لها بأى صلة ويريدون أن يضعوك دائما فى دور المتفرج المبهور الذى لايكف عن التصفيق لهم من فرط الإعجاب.أنا لست ملاك ولا قديس ولاشيطان ولا أبليس أنا إنسان والإنسان غير معصوم من الخطأ ولكن ليس معنى هذا أن يتخذ من الخطأ حق مكتسب. مصطفى محمد [email protected]