عندما أعطيتكِ نبضاتي ظننت أنكِ تعرفين فأحببتكِ ووضعت أسفل قدميكِ قصائدي وكلماتي وهدايا كل يوم جمعتها جمعتها من نسيج آهاتي فرفضتِ صفاء الحب وطهارته وتركتِ حبا في المشفى يتألم بدمعة باكية وأنتِ في تلك الزاوية وشوقي يلتهب إليكِ وأنتِ ترتدين ثيابكِ العارية * * * هل تسمحين ... سيدتي ... هل تسمحين ... ؟ أن أحافظ على جسدكِ على عذوبة الياسمين ... وأختار لكِ ما ترتدين ليست السراويل تحفظكِ فهذه لكِ أجمل الفساتين وجمعت لكِ من حبات عشقي عقد أزرق .... فهل تعرفين ؟ جمعته من أنفاس عمري تستنشق حباته كل العشق والشوق والأنين ورسمت عنقوده من خيوط أعصابي وكتبت عليه حب شبابي فهل تسمحين ... ؟ * * * فتجمدت البسمة وألقيتِ تلك الفساتين بكل وحشية .. بكل عصبية وتركتِ فساتينكِ الزركشية وأظهرتِ خصلات شعركِ وكنت أخاف عليها من التيار وأحافظ عليها أحافظ على أجمل الأزهار * * * اليوم ... اليوم .. في ساحة صغرى رأيت الفاجعة الكبرى رأيتها بعيني ... أجل ... رأيتكِ تضحكين مع رجل أ له إذن ... ؟ أ له إذن ... ؟ كنتِ تتعطري وأخذ يديكِ التي أحتضنتها بساعده المتفجرِ تنظرين له وتكملي والقشعريرة تدمر بصري والرياح تمضغ خصري والدمع يسبح كسفينة على حب عمري فمن قسوة الفاجعة صرخت باسمكِ ناديتكِ ... فهل أنتِ سامعة ؟ أنتِ ... أنتِ ... ونظرتِ إليّ وصرخت فيكِ كما صرخ نوح في ابنه ليحفظه من صقيع الطرق فاخترتِ الغرق وسألتكِ بكل براءة مَن هذا ؟ وما تحدثتِ معي وطلبتِ منه أكمال الحديث بكل جراءة أ بهذه القسوة تنحي الحب والاحتواء ؟ وعقدي الأزرق من على أعناقك يقع في هذا الفناء وقدماكِ في ركن تقترب منه وتحطم لؤلؤاته الزرقاء ويذوب أسفل قدميكِ الملساء ويحاول صاحبكِ أن يلتقطه فتمانعيه بهذا الرداء وتقولين له أتركه أركله حطمه وأنفاسي منهارة وصاحبكِ يأخذكِ بسيارة يا أيها الصديق لا تأخذ العقد فقد نادى عليّ بكل حروف النداء يا صديقي ستنتهي قصتك مثلي فلا قصة بغير انتهاء وسترتوي مثلي دموعا وستبكي كل مساء وستعرف يوما سر هذا العقد ذو اللؤلؤات الزرقاء * * * فهمت يا سيدتي .. فهمت أني كنت لعبة شبابكِ وصفحة مبللة من كتابك فلا تتحدثي فبين حاجبيكِ ينمو الكبرياء وفي عينيكِ نظرة عابرة وعلى شفتيكِ ضحكة ساخرة فهذه قصتي مع اللؤلؤات الزرقاء -----------------------------------------------------