دكتور / عبد العزيز أبو مندور لا شك أن الذكر والتذكير من واجبات المسلم .. ولكن - هذه الطريقة التى يتبعها البعض بمنشورات ( بوستات ) على الفيس- بوك يطالب الناس بأن يرددوا خلفه ذكر الله بما يحلوا لهم من أذكار أو يطالبونهم بالإعجاب بما يقولونه أو يطالبهم بمشاركته ونشره .. طريقة لا تعجبنى .. ! لماذا ؟ لعدة اسباب ، منها : 1- أن كثيرا من المسلمين لا يقبل أن يفرض عليهم أحد ما يعمله من طاعات.. فلكل واحد منهم حاله مع ربه سبحانه وتعالى. هذا ، ولأن الأذكار كثيرة فى كتاب الله وسنة رسوله فكل يذكر ربه تعالى بما يوفقه الله تعالى إليه من أذكار وبالاسم الذى يدعو به ربه تعالى من أسمائه الحسنى. وقد كنت قد سمعت يوما شيخا كان من أصحابي يدعو ربه تعالى قائلا : يا جبار السموات والأرض. وكنت كلما أردت عن أسأله عن سر دعائه بهذا الاسم أنسى حتى فارق عالمنا الأرضي غفر الله لنا وله . جاء فى ( اللطائف ) لابن الجوزي أن مجلس الذكر مأتم الأحزان : 1- هذا يبكي لذنوبه . 2- وهذا يندب لعيوبه . 3- وهذا على فوت مطلوبه . 4- وهذا لإعراض محبوبه. يَتَشاكى الواجِدونَ جَوىَّ *** واحِِداً وَالوَجدُ أَلوانُ فيبكي المذنب على ديار قد عمرها بالتقوى ، كيف أخربتها الذنوب ؟! وهذا التائب يبكى ... أتدرون لِمَ أنّ ؟ وقرأت لأحد العارفين بالله قوله : إذا سكن الخوف في القلب لم ينطق اللسان إلا بما يعنيه. ومن هنا أقول : إذا سكن الرجاء فى القلب لم ينطق اللسان إلا بما يعنيه. 2- وأيضا يجب أن يحذر المسلم الذاكر ربه فقد يدخل الشيطان على المسلم بخدعه وتدليسه وتلبيسه لا لشئ إلا ليفسد عليه ذكره ويبطل ثواب ذكره كأن يلقى في روعه مثلا : إنك لو لم تذكر الله كما قال لك صاحبك لغضب منك ، فما يكون من الذاكر إلا أن يذكر بحسب رغبة صاحبه خوفا من يغضبه . وحينئذ يفقد المسلم الذاكر الله نية طلب الذكر ونية طلب ثواب الذكر . ولما كانت النية شرط فى كل عمل وبخاصة أعمال الطاعات والعبادات فلا يحصل من تغيرت نيته على ثواب الذكر ولا يجنى لذته ، فالأصل فى الذكر وغيره من الطاعات هو طلب ثواب الله عليها. والخلاصة أن الأولى لمن أراد المواظبة على الأذكار أن يقولها في نفسه ؛ فأفضل الذكر ما يلحق بالسرائر انتهى. و قالوا : الذكر الكثير أن تذكر في ذكرك أنك لا تصل إلى ذكره إلا به سبحانه وتعالى وبفضله. ( وعلى الله قصد السبيل ) [email protected] *****