دكتور / عبد العزيز أبو مندور تلك رسالة صادقة من الدكتور / عبد العزيز أبو مندور إلى كل من يهاجمون الأزهر بدون فهم أو دليل . وقبل كل شئ كان علي أن ألفت نظركم لأمر هام .. فأنا لست أزهريا .. فأنا خريج قسم الفلسفة والاجتماعبكلية الآداب جامعة الإسكندرية ( الليسانس + الماجستير + الدكتوراة ). وأقول لكم أيها المهاجمون سواء بوعي أو بدون وعي ، وبطريق مباشر أو غير مباشر .. إنكم تحتجون على الأزهر بمنهج الإمام الغزالي فى اقتناص العلوم بدون فهم ولا علم ولا حلم ولا دليل . لا ليس كذلك يا شباب ... فلا دليل لكم .. فكان عليكم إن صدقتم فى توجهاتكم نحو معرفة الحق والحقيقة أن تطلبوا رأى المتخصصين .. ! قال تعالى " فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" ( النحل : 43 ) لا تتكلموا بدون دليل . 1- أولا الإمام أبو حامد الغزالي توفى 555ه / 1111م 2- ومنهج الغزالي وإن كان اتبع منهج الشك فهو شك إيجابي .. 3- يعنى الغزالي لم يشك فى الأصول. 4- وإنما شكه كان منهجيا فى وسائل المعرفة .. فكان عليه أن يتأكد من صدق وسائل المعرفة كالحواس الخمسة الظاهرة واستطاعتها فى اقتناص العلوم. وكان عليه بعد ذلك أن يتبين مدى صدق العقل فيما يتوصل إليه من نتائج معرفية ..! وهل العقل باستعانته بتلك الحواس بمستطيع بذاته على استخلاص العلم اليقيني ؟ أم أن استطاعة العقل محدودة فى نطاق عالم الشهادة وأنه لا استطاعة له بذاته على معرفة عالم الغيب ؟! وفى النهاية انتهى إلى قضية هامة جدا وهى أن العقل الذى ينفى هو العقل الذى يثبت . فكيف يطمئن إليه طالب اليقين ؟ وكانت أهم نتائجه أنه لا بد للعقل من الإسترشاد بنور الشرع والدين وإلا ضل فى دياجير الظلام . وأعلمكن شيئا .. أن مذهب الغزالي الذى تحتجون به على الأزهر هو المنهج الذى يقوم عليه الأزهر فى توجهاته العلمية والبحثية .. فالغزالي كان أشعريا من رأسه إلى أخمص قدمية ؛ وكان اختياره للتصوف السني طريقا تتويجا لذلك المذهب الوسطي . وأنا لا أعنى بذلك المشايخ .. إنما أعنى الأزهر وعلومه الشرعية والعلمية ؛ ولا شك أن وراء تلك العلوم من رجال الأزهر من له منا كل تقدير واحترام . فتبينوا قبل أن تهاجموا بدون دليل قال تعالى " فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" ( النحل : 43 ) ( وعلى قصد السبيل ) ----------------- دكتور / عبد العزيز أبو مندور كاتب وأديب وباحث فى الفلسفة والتصوف *****