دكتور / عبد العزيز أبو مندور لقد أفزعنى ما أقرأه وأسمعه من اعتداءات العدو اليهودي الغاصب فى القدس العربية وفلسطين ومحاولاته تهويد القدس وحفرياته تحت الأقصى تمهيدا لإنهياره وهدمه وأخيرا منع إقامة الآذان فيه ؛ لقد فزعت وتوجست شرا كبيرا فليس هناك أعظم من ذلك شرا غلا أن يشاء ربى أمرا حتى حرت فيما أقول وما علي أن أفعل ! أليس ما يحدث الآن للمسجد الأقصى مما حذرت منه كثيرا فى كتاباتى ومؤلفاتى المتعددة وكان كتاب ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) إنذارا مبكرا لمن يعقل ويعى أن المؤامرة على المسجد الأقصى قد حيكت بليل ويتم تنفيذها إعلاميا وعمليا وواقعيا على الأرض دون أن يحرك أحد من حكام العرب المسلمين ساكنا ؟! أليس خيرى رمضان من فتح الباب واسعا فى برنامجه ( ممكن ) لزميلنا القديم الدكتور / يوسف زيدان ليبث سمومه وتدليساته وتلبيسه على الناس مزاعمه حول المسجد الأقصى متماهيا مع اليهودي الإسرائيلي الدكتور / مردخاى كيدار فى محاولة فصل الأقصى عن المقدسات الإسلامية والتشكيك فى كل ما يتعلق بالقدس العربية والمسجد الأقصى لصرف الأنظار تمهيدا لما يحدث الآن ؟ لقد ألفت كتابى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) الذى صدر عن المكتب العربي للمعارف بالقاهرة وعرض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام 2017م فلم يجد أحد لا من المسئولين ولا من الإعلاميين من يهتم بما فيه من تحذيرات وخطط لمواجهة العدوان الإسرائيلين الغاشم على القدس والأقصى بل تقدم الجوائز للخونة ويفتح لهم جميع وسائل الإعلام وتعطى لهم الفرصة كاملة لنشر سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل الغاصب فى فلسطين الذى لا يرعوى لحق ولا واجب ولا يردعه قانون ولا مجلس أمن ولا قوى كبرى أو صغرى فلا يوقفه عن جريمته النكراء فى القدس والأقصى رادع . أليس خيرى رمضان من جمع بين الحبيب الجفري والدكتور على جمعه فى مجادلات عقيمة مع الدكتور / يوسف زيدان الذى أبى أن إلا أن يجادلهم من وراء جدار فكانوا أرحم به من أمه الرؤوم فوصفوه بالأخ والمفكر والصديق وهو من أجرم فى حق أمته العربية والإسلامية ومقدساتها وثوابتها ؟! أليس الدكتور على جمعه والحبيب على الجفري وكلاهما للأسف اسمه ( على ) ممن دعوا لزيارة القدس والأقصى مع أن الأمة قد أجمع علماؤها على النهي عن زيارتها طالما مازالت تحت قبضة المحتل اليهودي الغاصب فلم يكتفيا بذلك بل قاما بالفعل بما نادوا به من مخالفة لما أفتى به علماء الأمة ومؤسسة الأزهر ؟! إننى أطالب هؤلاء وكل من ارتكب من أخطاء جسيمة وأفتى بما يخالف مصلحة الأمة وضياع حقوقها فى الدفاع عن مقدساتها وتحرير القدس وتطهير الأقصى من دنس المحتل الغاصب الإسرائيلي فى فلسيطين ؛ أطالهم بالاعتذار للأمة عما أجرموا فى حقها من أقوال وأفعال فلا يسمع لهم قبل ذلك وفى ذات القنوات التى أشاعوا فيها آرائهم الخاطئة والمعارضة لآراء أهل الفتوى والرأى من كبار العلماء المعتدليل ومؤسسة الأزهر الموقرة. لقد ألفت كتابى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان )إنذارا وتحذيرا دون أن أجد له صدى لا عند خيرى رمضان ولا عند غيره ولا كذلك عند من يهمهم الأمر . وهكذا شعوبنا لا تشجع إلا من يتحالف مع العدو افسرائيلي فى تدنيس مقدسات أمتنا العربية والإسلامية والإعتداء على حرمة اللإسلام والمسلمين . إن رفع الآذان فى المسجد الأقصى والقدسوفلسطين حق لا يقبل السكوت عنه إلا كل خائن للأمانة خوار رعديد ! أذكر حكام العرب والمسلمين وتابعيهم من الأشاوس بما كان للعرب والمسلمين من عزة ومنعة وكرامة ونخوة تحكى عبر العصور . أذكره بما فعله المعتصم بالله خليفة المسلمين يوما بعدما أأن فزعته قصة إمرأة صرخت بكل قوة الحرة الأبية ( وامعتصماه ) تستنجد به كخليفة للمسلمين وولي أمرهم فقد أسرها الروم بعد استيلائهم على مدينة ( عمورية ) صرخة إمرأة روعها وأرهبها العدو فجهز الجيوش وهزم العدو وأسر منهم الكثير وطرد المحتل وخلص الفتاة ( العمورية ) من الأسر ومن الرق وجعل من اشتراها من الروم عبدا لها ثم قال يسألها تقريرا : هو .. هل لبى المعتصم نداءك …؟ سؤال صار مثلا دبجته ريشة التاريخ الإنساني بحروف من نور فلم ينساه العرب والمسلمين أبد الدهر ! والآن : هل مازال فى العرب والمسلمين معتصما بالله ؟ وهل مازال فى العرب والمسلمين صلاح الدين الأيوبي ؟! أم أنه قد استهوانا تدليس المزيفين وتلبيس المخادعيين باسم الثورة الثقافية وتجارة السبهللة ممن يتهجمون على أباطلنا فى محاولات لا تكل للنيل من فرسان العرب والمسلمين ممن لم يجود الزمان بمثلهم حتى الآن ؟! ( والله غالب على أمره ) دكتور / عبد العزيز أبو مندور [email protected] كاتب وأديب وباحث فى الفلسفة والتصوف محاضر وأستاذ فى الفلسفة وعلم اخلاق والتصوف بالجامعة الليبية بالزاوية سابقا *****