كل المهن تعاني الفقر الشديد الا مهنة التطبيل فهي في نمو وازدهار مع الأيام لأنها هي من تصنع المجد لأصحابها وتزج بهم الي المناصب بأقصر الطرق الممكنة والوصول لأماكن لم يحلم يوما في اقتنائها أو الوصول اليها مع اختلاف الطرق والابداع فيها كلا حسب اجتهاده ولعل فن التطبيل في مصرنا الحبيبة منذ قرون وسنوات عدة ولعل بعض الأمثلة السريعة كانت لكوكب الشرق أم كلثوم في عهد الملك فؤاد عندما غنت له ملك الفؤاد فما عسي أن أسمع أفديه ان حفظ الهوي أو ضيع لينعم عليها بعدها بوسام الكمال ولم يتكاسل عبدالوهاب عن المنافسة فغني للملك والفن مين انصفه غيركلمة من مولاه والفن مين شرفه غير الفاروق ورعاه وبعدها اصبح اللواء محمد عبد الوهاب كرتبة لواء شرفية وهذا مثال بسيط لطبيعة العطايا مقابل التطبيل أما في الحقل التعليمي فقد تجاوز وتفوق البعض عن أقرانهم في المهن الأخري عن تقديم الدعم والعون وفروض الولاء والطاعة لبعض القيادات والمسئولين حتي وان كانت هذه القيادات فاشلة أو غير ناجزة أو دون المستوي فيقوم أفراد التطبيل التعليمي بمهامهم كاملة دون أي اخلال بل ولديهم القدرة المفرطة في الابداع والاستمرار من مسئول لآخر بأداء مميز وممتع ولكن دعونا أن نتفق أن هؤلاء لا ينطلقون في تهليلهم واحتيالهم الا لو أعطي لهم المسئول الضوء الأخضر وأطلق لهم العنان اللابداع فبعض القيادات تجند أمثال هؤلاء للقيام بمهامهم سواء كانت تحت مسميات لكيانات هولامية وكرتونية أولأفراد عندهم استعداد كامل لحمل المباخر والتهليل والتصوير وبث أحداث واهية علي صفحات التواصل والمواقع بسبب أو بدون أسباب تذكر وكل هدفهم هو ابراز أحداث وانجازات لا يراها غيرهم علي أرض الواقع ومحاولة الاقناع بها بل والزود والدفاع دائما عن هذا المسئول سواء كان علي حق أو باطل بل والأكثرمن ذلك هو الهجوم علي البعض الذين يحاولون الانتقاد أو التحليل أو الاصلاح عن طريق اتهامات باطلة أو خلافه وفي رأيي الشخصي المتواضع أن أي مسئول يلجأ لهؤلاء المحتالين ويعتمد عليهم ينتقص ويخسر كثيرا من رصيده مقدما ونهايته المحتومة الفشل الذريع واعتماذه عليهم يكون عادة اما لضعف شخصية المسئول أو بسبب أنه ليس لديه مايقدمه فعليا علي أرض الواقع والاستعانة بهم لتصدير مشهد غير موجود للرأي العام مغاير للحقيقة أعلم جيدا عزيزي المسئول أن العمل والانجاز والاجتهاد الفعلي هو من سيتحدث عنك ويبرزك وليس مجرد تصريحات او صخب مفتعل لا أساس له والأصعب من هذا أن يتولد الأحساس لديك أنك نابغة عصرك وأنك ناجح بالفعل عبر هؤلاء المحتالين وسيكون السقوط مدويا ولعل هذا الأمر موجود مع بعض المسئولين بالديوان والمديريات والادارات وحتي المدارس وتنتقل هذه الفرق المنظمة من مسئول لآخر بنفس الأداء المقزز المخجل ان التعليم لا يحتاج الي أمثال هؤلاء الأفاقين بقدر احتياج التعليم الي مسئولين يعرفون تماما ماذا تحتاج المنظومة وأين نحن ومن أين نبدأ وكيف نبدأ مع الأخذ في الأعتباربحقيقة الوضع الكائن حتي وان كانت مخجلة فالمواجهة خير من التشدق بانجازات واهية ولأننا لو لم نعلم جيدا أين نحن الآن فلن نستطيع التحرك أو الاصلاح وأوجه رسالتي لأي مسئول أي ان كان منصبه في المنظومة التعليمية اتق الله في منصبك واعمل بضمير وأنجز ماتؤجر عليه وما يتذكرك به الجميع بعد زوال منصبك فلن يخلد أحدا في منصبه وكلها الي زوال لأن من يهلل ويصفق حولك اليوم هذا عملهم الدائم مع كل مسئول سابق أو آت فهي جينات متوارثة في كل عصر يستطيعون تطويعها في كل وقت مع أي مسئول ولن أجد خير من خاتمة كلامي هذا الا بكلام الصديق سيدنا أبو بكر رضي الله عنه عندما بويع بالخلافة وقال أيها الناس اني وليت عليكم ولست بخيركم فان رأيتموني علي حق فأعينوني وان رأيتموني علي باطل فسددوني وللحديث بقية