الدكتور أحمد عبد الهادى ضحكت سعيدا وأنا أستمع لكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية اليوم ثم أخرجت القلم من جيبى بسرعة وسجلت ماقاله خلال حديثه الإرتجالى والذى قاله بعيدا عن خطابه الرسمى المكتوب .. وهمست فى نفسى وأنا أدقق النظر بين وجهه فوق المنصة وبين الورقة التى أخذت أدون فيها ماقاله : أخيرا ياريس إعترفت بتحذيرات حزب شباب مصر اليوم الرئيس أطلق العديد من الرسائل القوية التى تعتبر إستكمالا لما قاله خلال حفل الإفطار الذى دعانا له بالأمس والتى شدد فيها على المواجهة لكل قضايا مصر بحسم وجدية .. اليوم أطلق السيسى طلقات رصاص جديدة فى مواجهة التحديات التى تواجه الوطن ... رئاسة الجمهورية وجهت لى الدعوة لحضور إحتفالية ليلة القدر التى تقيمها وزارة الأوقاف اليوم بفندق الماسة والتى يشارك فيها رئيس الجمهورية .. موعد بدء الإحتفالية هو الواحدة ظهرا وحضرت قبلها وحسب التعليمات الرئاسية بساعة ونصف الساعة ... تجاذبت الكثير من الأحاديث مع الأصدقاء من قيادات الأحزاب ورؤساء مجالس إدارات الصحف ورؤساء التحرير وعدد من نواب البرلمان .. وقيادات الدولة .. تشاركت الأحاديث مع عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين .. وكان هناك الأصدقاء علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام وخالد ميرى رئيس تحرير الأخبار .. كانت هناك أحاديث مع الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور الذى حضر هو الآخر ... مر الوقت سريعا مع الجميع .... لم نكن نتوقع طلقات أخرى فى أحاديث الرئيس اليوم خاصة بعد الكلمة الهامة التى ألقاها بالأمس .. لكن فوجئنا أنه يحمل المزيد من الطلقات القوية التى صوبها تجاه الهدف بذكاء وقوة وحسم ... تحدث عبد الفتاح السيسى حول إستخدام التكنولوجيا وثورتها فى تدمير الدول عبر الإرهاب الذى يتنامى بمعدلات غير مسبوقة ... وحذر من إستخدامها فى عمليات التخريب والدمار التى تتم ... ضحكت وهمست : أخيرا إعترفت ياريس بتحذيرات حزب شباب مصر التى أطلقها منذ سنوات دون أن يستمع لها أحد ؟؟؟ لقد صرخنا عبر السنوات الماضية من خلال برنامج حزب شباب مصر ومن خلال عشرات المؤتمرات التى عقدناها أن هناك حروب إلكترونية تشتعل فى سماء الإنترنت موجهه صوب مصر وينفق عليها الخصوم مليارات الدولارات .. قلنا منذ سنوات قبل أن يعرف أحد أسرار ثورة التكنولوجيا أن الجيل القادم سيخرج من رحم الإنترنت وسيكون أكثر تمردا من الجميع .. وطالبنا الحكومات المصرية المتعاقبة باعداد العدة لهذه اللحظة حتى لايحدث شقاق بين الأجيال الجديدة والدولة ... لم يستمع لنا أحد وعندما إلتقيت بالرئيس عبد الفتاح السيسى أول مرة عقب وصوله لقصر الإتحادية رئيسا للجمهورية قلت له لحظتها نصا : هناك مليارات الدولارات مخصصة لتدمير مصر عبر الحروب الإلكترونية التى تقف خلفها دول كبرى وتجند الشباب والتنظيمات لصالحها... وحان الوقت لتأخذ مصر حذرها وتضع خطط المواجهة . لحظتها سخر رؤساء الأحزاب المشاركيين فى اللقاء من تحذيراتى بزعم أن ما أقوله لاعلاقة له بالواقع ... واليوم .. وخلال إحتفالية ليلة القدر وفى تصريحاته الحاسمة وطلقاته القوية أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية تحذيره من نتائج الحرب الإلكترونية على مصر ودول المنطقة وأنه على الدول أن تحتاط لما يحاك لها من مؤامرات .. لم أكن أنوى تسجيل خطاب الرئيس وكتابته اليوم لأن هناك عشرات من الصحف ووكالات الأنباء العالمية ومراسلى الفضائيات لكن وفور أن أطلق صيحته وتحذيره حتى وجدتنى أخرج أجندتى الصغيرة وقلمى وأدون ماقاله ... لم تكن هذه التحذيرات هى مبعث سعادتى فحسب .. بل كان مبعث سعادتى أيضا طلقاته المتتاليه التى قالها وأكد عليها حيث أكد على دور قوى مصر الناعمة والمثقفيين والإعلام فى مواجهة خطر الإرهاب .. ثم واصل طلقاته شديدة الأهمية والتى جاءت فى رسائل كان أهمها تأكيده على عدة نقاط مهمة للغاية حيث قال فى رسائل واضحة : - لدينا للأسف أشقاء يدعمون الإرهاب وينفقون عليه مليارات الدولارات سنويا. - أن أوان أن يقرر المجتمع نبذ التطرف والانغلاق، والانفتاح على العالم فى ثقة وحب وتسامح ورحمة. - الإرهاب يتطلب أربعة عناصر لمواجهته، أهمها تجديد الخطاب الدينى وإعادة بناء الدولة الوطنية. - خرجت من بيننا جماعات وأفراد أساؤا فهم الدين، وعلينا مراجعة أنفسنا فيما نحن فيه الآن بين كل الأمم. - التصدى للدول الراعية للإرهاب بكل حسم وقوة أصبح فرضا واجبا إذا أردنا نهاية حقيقية لظاهرة الإرهاب. - القضاء على خطر الإرهاب لا يمكن أن يتم دون تدمير بنيته التحتية، سواء المالية أو الفكرية. - أقول للدول الراعية للإرهاب كفاكم تماديا وتعالوا إلى كلمة سواء نتعاون فيها لما فيه صالح شعوبنا. - انتبهوا جميعا.. الفترة دى بتبقى موسم الشر ووقت الشر، وأهل الشر بيحاولوا ينالوا من استقرارنا. - عليكم الانتباه لدور العبادة كلها، مساجد وكنائس، والمنشآت الحيوية فى الدولة بالكامل، لازم ننتبه لها كلنا. - تصويب الفهم الدينى دون المساس بالثوابت قضية حياة أو موت للشعب والأمة. - تجديد الخطاب الدينى ضرورة، ويجب تأسيس خطاب يبنى مجتمعا متماسكا يسوده العدل والرحمة. - سيظل الأزهر مؤسساتنا العملاقة التى نفتخر بها، وعلى المجتمع الوقوف مع نفسه والنظر للمستقبل بدلا من الماضى. - أمن مصر القومى خط أحمر لا تهاون فيه، ومصر ستنتصر بمشيئة الله على الإرهاب. .............. لقد نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية اليوم وأمس فى وضع النقاط على الحروف فى قضايا كثيرا كانت تؤرق رجل الشارع وتؤرق الجميع ... حسمها بلا جدل أوسفسطة عقيمة .. ومن قبل نجحت الأجهزة الأمنية فى الوقوف بقوة وحسم للدفاع عن أمن مصر الداخلى فى مواجهة دعوات لإثارة الفوضى بزعم الدفاع عن تيران وصنافير .. أعلن السيسى عن البدء فى حصاد ثمرة الإصلاحات الإقتصادية التى شارك فيها الشعب المصرى ليتصدى بقوة لكل المتاجرين بقضايا الشعب المصرى وقضايا الوطن ... كان لقاء الأمس ولقاء اليوم بمثابة خطوات قوية حاسمة على طريق مصر جديدة تسير فى ثبات ويقين على الطريق الصحيح