دكتور / عبد العزيز أبو مندور كان جحا يضرب به المثل بحسب كل مناسبة أو غرض ؛ فجحا كما يعرف الكثيرون شخصية يضرب بها المثل أحيانا كثيرة فى البلاهة والسفاهة والكذب ! وكثيرا ما كنا ونحن صغارا نضحك من كثرة ما يحكى لنا الكبار من نوادره المضحكة وبخاصة التى تظهر غبائه وكثرة حماقاته وتكشف ضحالة فكره فهو لا يتعلم من سفاهاته وأخطائه! ذات يوم قال جحا لأهل قريته: لم أنتم جالسون والحاج فلان فى الجهة الأخرى من القرية قد ذبح الذبائح ومد الموائد بمناسبة زفاف ابنه .. فاندفع الناس بلا أدنى تفكير وراء شهواتهم وأهوائهم .. مهرولين حيث ما قال لهم جحا .. فلما رأى الناس يندفعون طلبا للحم والطعام .. قال لنفسه : لعل ذلك صحيحا ! واندفع يجرى خلفهم ، فقد كذب جحا وصدق نفسه ! والحق أننى أصبحت أضحك على نوادر زميلنا القديم الدكتور / يوسف زيدان فإنه يضحكنى كما لم يضحكنى جحا من قبل وبخاصة بعدما لم تجدى معه نفعا أحدث مؤلفاتى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) ، فقد كنت أظن بما يقارب اليقين أنه بمجرد قراءته لمزاعمه وأوهامه وأفكاره الفاسدة وهى تتهاوى ويرى تحطم أصنامه الواحدة تلو الأخرى سيرجع عن غيه فتلك طبيعة العقلاء فى كل زمان ومكان فما أن تجرح لهم نظرية أو رأيا بالدليل الجلي ؛ نقلي كان أو عقلي حتى يعترفوا كالفرسان بالهزيمة ويرفعون أيديهم بالتحية تعبيرا عن ذلك بكل أريحية وسماحة صدر ! أقول ذلك بمناسبة أقرب نوادر زيدان المضحكة جدا فهو يزعم أن كثرة المقالات التى كتب للرد عليه بسبب بهجمة على عظيم من عظماء الأمة دليل كاف على صدق بذاءاته وإساءته الأدب من ينبغى أن نقر لهم ونعترف بالفضل وفاء بوفاء. لقد نقلت جريدة ( شباب مصر ) عنه ما قاله : إذا كان وصفى لصلاح الدين (الحقيقي) باطلاً، فلماذا كل هذا الهجوم ضدي، وتشنج القنوات القطرية. لقد زعم أن كثرت الردود عليه دليل على خوف من كتبوها من فضح أسرارهم وأستارهم .. ! لقد بات يوسف أيضا يحمل السيديهات التى يرهب بها كل من يدافع عن حق أمته وبياض ثوب وطهارته عظمائها .. ! وكان علي أن أتوقف كواحد من الذين كتبوا ويكتبون دفاعا عن أمتنا العربية والإسلامية ضد تزوير التاريخ ممن لا علم لهم ولا حلم خوفا من إرهاب زيدان وأوهامه الثقافية والفكرية .. ! كفى دجلا يا يوسف .. ! السبهللة لن تنفعك .. فبأى عقل تدعى أن كثرة الردود على سوء أدبك وتهجمك على عظماء الأمة من أمثال صلاح الدين الأيوبي دليل على صدق كلامك .. ؟! لقد أقسم إبليس لأن يضل الناس فلم يعدم وسيلة إلا بلغها لعله يفى بقسمه فيأتيهم من جهة اليمين فإن فشل جاءهم من جهة الشمال فإن فشل جاءهم من بين أيديهم فإن فشل جاءهم من خلفهم .. فلا يمل .. ولا يكل .. رغبة منه فى أن يفى بقسمه .. ! وإن كان قد استثنى من عباد الله المخلصين فأكثر الناس فى غفلة ساهون ! كفى دجلا يا يوسف .. ! إن ممارساتك السفسطائية السبهللة وهلضمتك الفكرية الخاسرة ولعبك بالبيضة والحجر لن تجديك نفعا ، فارجع إلى رشدك تؤجر مرتين ..! ألا تعلم أنك قد فقدت أهم شروط الباحث الأكاديمي من الصدق .. وأمانة النقل عن الآخرين ؟ ! إن لم تعترف فينبغي عليك كما قلت لك من معاودة القراءة فى أحدث مؤلفاتى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) حتى تتكشف لك حقيقتك فقد تعريت حتى من ورقة التوت ، فلن تجد ما يسترك إلا الاعتراف والاعتذار للأمة كلها على جميع ما جنته يداك بالطريقة التى تروق لك .. نادما مختارا .. ! هل قرأته أم أنك اكتفيت بتزييفك ومزاعمك الفاسدة توهما أنك بلغت نهاية الفكر وغاية الثقافة ؟ كفى دجلا يا يوسف ! وخذ بنصيحتى .. فانا بحكم الزمالة أولى بك ممن يخدعونك ! لا يغررك شهرة زائفة فقد صرت دون وعي منك نفسا كالأفعى تنفث سمومها بلا تمييز؛ فكان ينبغى عليك أن تحذرها فقد أضاعت منك الأهم فلم يعد فى القوس منزع ولا فى العمر مرجع ، فإذا بك وقد أغرمت بها فترنحت كالمخمور بها عشقا ! هل نسيت ؟ هل لك القدرة على تقديم دليل تاريخي واحد على صدق ما تقول فى حق القائد البطل صلاح الدين الأيوبي ؟! لا لن تستطيع ولو حرصت ! لقد أضحكتنى بتلك النكتة السخيفة والدجل الرخيص ، فما هى حكاية صلاح الدين ( الحقيقي ) يا يوسف ؟ هل هناك صلاح الدين غير حقيقي ؟ ربما هو ذلك الذى تكتب روايته أنت وأستاذك وقدوتك دكتور / مردخاى كيدار المحتل الغاصب فى فلسطين ، فقد تدربتم معا على تزييف الحقائق فقط لا أعرف فى أى معهد من معاهد تزييف التاريخ تنتسبون ! ولكننى أعطيك ألف دليل على كذب ما تقول ويكفى فى مسألة القائد صلاح الدين الأيوبي كتاب ( أنتونى ناثنج ) الوزير البريطاني الذى استقال بسبب حرب بلاده على مصر عبد الناصر فى عام 1956م ؛ فهو واحد من المنصفين من المستشرقين ممن عرفوا قدر القائد والبطل صلاح الدين يوسف بن أيوب المنتصر فى حطين ومخلص القدس الشريف والمسجد الأقصى من أيدى الغزاة الصليبيين ، فلعلك لم تقرأ له فأحيلك إلى كتابه ( العرب) فاقرأ الجزء الثانى منه لتعرف عظمة من تهاجمهم فى سبيل محاولاتك الفاشلة أنت وأستاذك وقدوتك مردخاي كيدار اليهودي الغاصب فى فلسطين فغايتكما واحدة وهى إضاعة القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى ؛ فليس لديك دليل واحد على مزاعمك الفاسدة فقد عريتك وفندت مزاعمك واحدة تلو الأخرى بالحجة والدليل النقلي والعقلي كما قلت فى كتابى الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) فاقرأه يصحح لك الكثير من أفكارك الفاسدة ويردك على رشدك سالما إن وعيت ! ( وعلى الله قصد السبيل ) دكتور / عبد العزيز أبو مندور أديب وكاتب وباحث فى الفلسفة والأخلاق والتصوف [email protected]