دكتور / عبد العزيز أبو مندور تربينا على حب البطولة والفروسية والفرسان من أمثال أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وابن عمه فتى العرب علي بن أبى طالب ، وسعد بن أبى وقاص أول رام فى الإسلام وخال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيف الله المسلول خالد بن الوليد وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من الفوارس والأبطال ؛ فهم كثر من أمثال الناصر صلاح الدين الأيوبي ، والظافر قطز ، والظاهر بيبرس ، وشهداء القدس وبيت المقدس وأرض العرب وفلسطين وأبطال التحرير وحروب الاستنزاف من أمثال عبد المنعم رياض ، وأبطال وشهداء حرب أكتوبر وأولهم الرئيس محمد أنور السادات ؛ فلا أحصى عددهم ، فهم كثر فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ؛ وكل من قدم لهذه الأمة وبذل من روحه فداء لها دفاعا عن دينها وكرامتها وأرضها وعرضها ! ولقد أعددت للطبع كتابا غاية فى الأهمية عجيبا فى موضوعه ميسرا فى أسلوبه ممتعا شيقا فى أسلوبه ذو رونق زاه جذاب بعنوان ( الشهيد الأعظم وأمة الشهداء ) ؛ ينتظر ناشرا مؤمنا بالبطولة والفروسية وتاريخ شهدائنا وأبطالنا العظام الذين لا يجود الزمان ولا المكان بأمثالهم إلا نادرا ! أقول ذلك بسبب ذلك الموقف المبتذل والمتخاذل والمهين الذى وقفه الدكتور زميلنا القديم / يوسف زيدان من أبطال وفرسان أمته ؛ فهو يهزأ بهم ويسخر من بطولاتهم وتضحياتهم فى الوقت الذى يحتفل فيه أعداء الأمة من اليهود الغاصبين فى فلسطينوالقدس ومن ساندوهم من الغرب الأوربي والأمريكي ؛ فيحتفلون ببطولات زائفة لأبطال وهميين كل ما فعلوه هو إبادة شعوب واجتثاث قوميات بدون وجه حق سوى العدوان على النفس واحتلال الأرض. دأب الدكتور/ يوسف زيدان كعادته وبالغ بلا سبب فى السخرية من بطل الأبطال الناصر صلاح الدين الأيوبي حتى ظننت أنه قد تشيع ، فلم أجد حقدا أسود من حقد الشيعة العراقيين على الناصر صلاح الدين الأيوبي ، فقد شاهدت وسمعت بأذنى أستاذ زميل لنا كان معنا بقسم الفلسفة ( قسم التفسير ) بكلية الآداب والتربية بالجامعة الليبية بالزاوية كان مهتما بجمع كل قصاصة مكتوبة من أى جهة كانت طالما تطعن فى صلاح الدين الأيوبي ؛ فحقدهم عليه كما لاحظت من عمل زميلنا الدكتور / مصطفى كامل الشيبي وكنت أظنه من الشيعة المعتدلين فهو كان يظهر حبه لمصر كثيرا ، فقد درس فى مدارسها الثانوية كما درس فى جامعة الإسكندرية وحصل منها على درجة الماجستير فى الفلسفة قبل الدكتوراة التى حصل عليها من الجامعة البريطانية. وما زلت أعجب من هذه الكراهية فهى أشد من كراهيتهم لصدام حسين مع أنه لم يفعل بهم شيئا سوى أنه سني ؛ فلعل ذلك بسبب أنه أعاد المذهب السني إلى مصر وانتصر له دون جور أو ظلم وقع على أحد ، فلم يعرف عنه أنه عادى مذهبا أو طائفة من طوائف الأمة أو فرقة من فرقها المتعددة ، فلا يعقل أن تكون عداوتهم له بسبب انتصاره على الصليبيين وهزيمتهم فى موقعة ( حطين ) الفاصلة ودحر قواتهم وعلى رأسها القائد البريطاني المعروف فى تاريخهم باسم ( رتشارد قلب الأسد ) فى موقعة ( حطين ) الشهيرة التى شهد لها العالم كله كما شهد للبطولة النادرة التى تميز بها الناصر صلاح الدين الأيوبي من حسن الإدارة وحسن الخلق ؛ فهى الأشهر من بين انتصاراتنا على عدونا الصليبي فى تاريخنا القريب فقد أعادت المسجد الأقصى ( بيت المقدس) بالقدس الشريف إلى سابق عهده فى حصن الإسلام وحماه وأمنه . ألهذا - يا زميلنا القديم - تسخر من فارس من فرسان العرب والمسلمين فى تاريخ أمتنا العربية والإسلامية ؟! هل يقبل ذلك من عاقل ؟! والحق أن الدكتور يوسف زيدان أو ( ناحت الأصنام ) كما وصفته فى كتابى الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) لم يكتف بالتهجم على فخر العرب والمسلمين بطل أبطال/ صلاح الدين الأبوبي ، بل واصل ومازال فى هدم وتشويه كل ما هو عربي وإسلامي وجميل وصادق ، فقد برأ اليهود المغتصبين فى فلسطين من دم شهداء ( صبرا وشاتيلا ) ، هكذا ، تطوعا مجانا ؛ فلعله قبض ، أو وعد أجره مقدما ، فليس من طبيعة العقلاء ظلم أنفسهم بلا ثمن إلا أن يكون من سجيته الخيانة ! لقد سبق أن قلت لم يكتف الدكتور / يوسف زيدان بالتهجم على الأمويين ومتابعة للدكتور / مردخاى كيدار فى تزيفيه للتاريخ بخصوص القدس والأقصى ، بل وجه سهام حقده إلى الناصر صلاح الدين الأيوبي . نعم ، لقد زعم ( مردخاي كيدار ) ، وهذه ترجمته : أن صلاح الدين الأيوبي الذي اعتمد أيضا أسطورة الأقصى وتلك " التقاليد " من أجل تجنيد وتأجيج المحاربين المسلمين ضد الصليبيين في القرن 12 الهجري ( 12 th. ) إنه لا يقر بقدسية القدس بالنسبة للمسلمين ، بل يعتبرها أسطورة (Must Judaism defer to Islamic myths ) تماما كما زعم الدكتور يوسف زيدان من أن تقديس القدس صناعة أموية ؛ روج لها الأمويين ، وسار على ذلك صلاح الدين فى حربه ضد الصليبيين. وهذا أيضا حق يراد به باطل ، فقد حارب صلاح الدين الأيوبي الصليبيين بسبب عدوانهم على أرض العرب ومقداسات أمتنا العربية والإسلامية فقد كانوا قد اغتصبوا الأرض وعثوا فى القدس العربية ومقدساتنا الإسلامية فسادا بدون وجه حق كما هو حالها اليوم بعدما دنسها المحتل اليهودي الصهيوني الغاصب فى فلسطين ؛ فالمدينة عربية الأصل والنشأة والبناء كما ينته فى كتابى ( الريحانة ) وهو أيضا من كتبى المعدة للطبع تنظر ناشرا محبا لأمته غيورا على دينه ووطنه من أن تدنس مقدساته وتغتصب أرضه ، فما كان انتصار صلاح الدين على الصليبيين إلا انتصارا لإسلامه وعروبته ، فعودة القدس الشريف كما كانت ضرورة دينية وعربية وحماية للمقدسات العربية والإسلامية من أن تنتهك أو تبتذل ؛ فكان أن عادت القدس عربية إسلامية كما كانت منذ نشأتها على يد اليبوسيين من الكنعانيين. هذا ، فكل ما نرجوه من الله تعالى ونأمله اليوم فى العاجل القريب إن شاء الله أن ياتى من أمتنا صلاح الدين آخر فيحرر القدسوفلسطين ويخلص المسجد الأقصى ويطهره من رجس ودنس المحتل الصهيوني الغاصب فى فلسطين وظهيره فى الغرب الصليبي فى أوربا وأمريكا. لم يبق إلا أن نصدع بما يأمرنا به ربنا عز وجل من إعداد القوة والاستعداد بلا ملل أو كلل فتلك مهمة جليلة وغاية عظيمة ما استطعنا منها من اجل المعركة الفاصلة - القوة المادية والقوة المعنوية – فالعدو يجمع ويجهز قواه الباطشة بمساعدة قوى دولية غاشمة تريد طمس الهوية العربية والإسلامية عن القدس والمسجد الأقصى ؛ بل يطالبوننا بالرحيل وحمل حجارة الأقصى كما قالها ( مردخاى كيدار ) ورددها من ورائه كالببغاء ناحت الأصنام بأنها ( حتة طوبة ) ؛ فكانت تمهيدا لتلك الدعوات المجرمة والإرهابية التى تتبجح بها الحكومة الإسرائيلية الغاصبة فى فلسطينالمحتلة على لسان جماعات ينشئونها لهذا الغرض يسمونها متطرفة وهى تعمل فى سبيل هدم المسجد الأقصى فى غضون ثلاث سنوات. أليس هذا نذير شؤم على العالم أجمع ؟! ومن ثم كان علينا أن نصدح بالدعوة ونذكر بها حكام العالم العربي والإسلامي وشباب الأمة وأذكر نفسى بالوعد الحق . قال عز من قائل " إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً " ( الإسراء : 7 ) إن يوم النصر والتحرير بات وشيكا فإن للنصر عدة وعتاد ؛ ولأبطالنا أحفاد وأمجاد ؛ كانوا يحرصون على الموت حرصهم على الحياة وفاء وفداء . يقول عز من قائل : " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" ( آل عمران : 169 ) ( وعلى الله قصد السبيل ) [email protected] ****