أضحى الإنترنت من أهم ضرورات الحياة ففضلاً عن كونه وسيلة فعالة لإنجاز كافة الأعمال الحكومية والخاصة، ووسيلة أساسية للبحث في المواقع العلمية والبحثية والتعليمية بما يضاعف المعرفة العلمية أضعافًا مضاعفة بصورة لم يسبق لها مثيل منذ بدء الخليقة، كذلك فإن مواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وانستجرام وفيس بوك وبريد إلكتروني كلها أمور ساهمت في زيادة التواصل بين الأفراد والمجتمعات والدول بما رسخ وأيد العولمة التي جعلت العالم كله أسرة واحدة تعيش في حجرة واحدة يرى كل منها الآخر. وكما كان للإنترنت من فوائد لا تعد ولا تحصى فقد كان له من الأضرار ما لا يعد ولا يحصى أهمها الأضرار الصحية التي تسببها الأجهزة المتصلة بالإنترنت بدءً من أمراض البصر مرورًا بآلام العظام والعمود الفقري وانتهاءً بالأورام السرطانية التي تسببها الأشعة والموجات الصادرة من الأجهزة الإلكترونية. علاوة على ذلك فهناك العديد من الأمراض الاجتماعية والنفسية التي يسببها إدمان الإنترنت كضعف التواصل المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة وعزلة الأفراد كلٌ في عالمه الافتراضي الخاص به وهي كلها أمور ساهمت في التفكك الأسري والعزلة والانطوائية لأفراد المجتمع. وقد سعت الأسر في أوروبا وأمريكا لتطبيق عادة يوم بلا انترنت يخرجون فيه للطبيعة بلا أي مشتتات تكنولوجية أو إلكترونية؛ لاستمتاع أفراد الأسرة الواحدة بقضاء يوم بلا انترنت حيث أثمرت تلك التجارب عن توطيد علاقات الأسرة الواحدة ببعضها حتى أن هناك من الأمهات من اكتشفن أشياء في أبنائهم كالسمنة أو النحافة أو تغير أشكالهم لم يكن يلاحظنها لعدم التواصل المباشر مع أبنائهم. إننا إذ نؤيد استخدام الإنترنت بمميزاته التي لا غنى عنها لأي أمة فإننا ندعو لتخصيص يوم بلا انترنت تتواصل فيه الأسر مع بعضها دون أن ينشغلوا بالإنترنت. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. جاسم عيسى المهيزع