دكتور / عبد العزيز أبو مندور قالوا فى المثل : تيجى تصيده .. يصيدك .. ! وقالوا من حفر حفرة لأخيه .. وقع فيها .. ! وأمثله كثيرة تنطبق على مثل هذا الجالس فى قناة ( أزهرى ) ببرنامجه ( المصيدة ) فمقدمته أغنية تحذر من مصيدة ومصايد الشيطان .. ! وألطف الأمثلة قصة قرآتها من قبل فى كتاب ( ) تحكى عن حدة بصر الصقر وشدة حرصه فإذا به صاحب غفلة وإن كان يلقى بعلة فشلة على القضاء والقدر – حاشا وكلا – والقصة بتصرف - بحسب الزمان والمكان والتطور - أن الصقر كان راكبا الطائرة مع أحد العارفين بالله تعالى فنظر من النافذة حيث أصر أن يجلس فى المقعد بجوارها ؛ نظر فهتف صائحا يوقظ صاحبه الذى كان يغط فى نوم عميق بعدما استقر به الأمر يأخذ قسطا من الراحة بعد تعب الانتظار الذى يعانيه المسافر بشركات الطائرات العربية بعامة والمصرية بخاصة ؛ فاستيقظ الشيخ الوقور بهدوء على صوت صاحبه متسائلا : هل حدث شئ جلل ؟ قال الصقر : انظر إلى أسفل .. قال : ما دهاك يا صاحبى ؟ قال هذا الرجل الذى فى الغابة .. انظر إنه يتناول غذاءه .. ! قال : وما فى ذاك .. ؟! قال : لا شئ .. ولكنه يأكل لوبية .. ! قال : ومن أين لك المعرفة بنوع طعامه.. إن كان من لوبية .. ؟ قال : انظر .. إن عينها سوداء .. أليست علامة عليها .. ؟! وضحك الرجل الصالح وهو يدخل فى غفوته مرة أخرى ويغمم : أعرف أنك من بين الطيور خلقت حاد البصر .. ولكن – ليس لهذه الدرجة ! وهبطت الطائرة فى مطار الوصول .. وتصافح الصاحبان ودمعت العيون ساخنة .. ودعا كل منهما لصاحبة بسلامة الوصول .. برجاء لقاء قريب .. ! ومضى كل منهما فى سبيله . وذات يوم أثناء مرور الشيخ الوقور خلال الغابة التى يسكن فيها صاحبه الصقر كانت نيته لا تخلوا من رغبة عارمة للقائه وزيارته بين أهله وأصحابه من الطيور .. ولم يكن بحسبان الشيخ أن يرى صاحبه فى ذلك المأزق المخجل .. لقد رأى ما لم يكن ينتظره .. رأى صاحبه وقع فى فخ مصيدة نصبها صياد خبيث حاذق .. ! وهنا انفجر الشيخ ضاحكا أسفا وهو يفك صاحبه الصقر من أسره .. قال له .. يذكره بغروره : يعنى لوبية .. وعينها سوداء .. فما أوقعك .. ! قال الصقر : عند القضا .. يعمى البصر .. ! أقول ذلك بعدما سمعت وأنا فى غاية الدهشة والعجب لأحد المعممين بقناة أزهري خصصت له القناة برنامجا يمرح ويعبث فيه بحقائق العلم كما يشاء دون وعى عاقل .. أو فهم عالم .. ! وأنا لن أنتظر من الشيخ القابع فى قناة أزهري ببرنامج ( المصيدة ) ردا كرد الصقر .. فالصقر أوعى من أن يماثله .. ! ولكنى – لا أملك إلا التحذير منه بسبب أخطاؤه المتكثرة .. وهى أخطاء فكرية تعدت المعقول .. فيفترى على القرآن ويفسره بهواه .. ويفترى على العلم والعلماء .. لأنه يلقى بعبارات غاية فى السوء وكأنها حقائق وهى تعارض القرآن الكريم .. وأنا لا أعذره لأن أخطاؤه متكررة .. وإن كنت أعلم أنه لا يعى ما يقول .. ومن ذلك : 1- أنه قال فى حلقة سابقة بتاريخ لاثنين 24 إبريل 2017م أن القرآن كل يوم يثبت فشل العلم .. لقد اتسعت دهشتى لما يقول فهو يمارس أخطاب قاتلة ضد القرآن الكريم ويتهم العلم والعلماء بعدم الفهم عن الله تعالى ! قال : كل يوم القرآن يهزم العلم .. هكذا يتهم الشيخ - بوعي أو بغير وعى – يتهم القرآن الكريم بمعادات العلم فخالف العلم الصحيح وكذب العلماء لأن القرآن أول مبتدأ نزوله على قلب المصطفى النبي العربي الأمي الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قد حرض على طلب العلم بقوله تعالى " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (العلق : 1 - 3 ) وقوله تعالى " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " (القلم : 1 ) " هذا ، فلا يعقل أن يعادى من تلك طبيعته العلم والعلماء ؛ بل هو معجزة تتحدى كل مكذب بكل أنواع الإعجاز كالإعجاز البلاغي لمن يتكلم بلسان العرب الفصيح والإعجاز العلمي لكل من يمارس طرائق البحث العلمي الصحيح وفير ذلك من أنواع الإعجاز التى ليس يسمح المجال بتعدادها ؛ فمهما توصل العلماء إلى اكتشافات وحقائق علمية صحيحة ساطعة كالشمس فى رائعة النهار إلا والقرآن الكريم كان سابقا لها منذ أكثر من أربعة عشر ( 14 ) قرنا من الزمان ، فذاك ما يعرف بالإعجاز العلمي للقرآن العظيم . ومن هنا ، فإننى أحذر القائمين على العلم والعلماء والمهمومين بتجديد الخطاب الديني من هنا وهناك أحذرهم من أمثال ذلك القابع فى المصيدة بقناة ( أزهري ) . هذا ؛ فقد ذكرنى كلامه السقيم المنافى للحقيقة بسؤال سأله لى أحد رواد مسجد بعد صلاة العصر ، فقال : هل القرآن يتحدى العلم ؟ فلما نفيت ذلك .. سألته وقلت له مستنكرا : ماذا تقصد ؟ وهنا زعم أن تلك من أقوال الشيخ محمد متولى الشعراوي .. قال : الشيخ الشعراوي هو من قال ذلك . وبالطبع لم أصدق ما نسبه إلى الشيخ الشعراوي فلا يعقل أن يقع شيخ عالم مثله بما وقع فيه صاحبنا من جهل . لقد ألقى بالتهمة على الشيخ الجليل فقلت له أعلم أن الشيخ الشعراوي وهو العالم الجليل لا يقول مثل هذا الكلام المنكر .. وإن كان أحد أخبرك بهذا فهو المسئول عن هذه الفرية فيسأل عنها سمعه .. ولا يسأل الشيخ الشعراوى عن أخطاء أمثال هؤلاء من مشتتى السمع سقيمى الفهم .. ! وأنا أتعجب من أمثال هؤلاء المتعلمين الذين يلقون بالتهم جزافا على العلماء فلا أتردد أن أمثال شيخ المصيدة هو من أفسد عقولهم بجهالته التى لا تخفى وأحيلك لتتعرف على أخطائه التى ذكرنا منها واحدة فأنا لا أذكر إلا ما سمعت بأذنى وشادته بعينى ... 2- وكانت المرة الثانية بتاريخ اليوم الجمعة 9 من شهر شعبان 1438ه / 5 من مايو 2017م فقد قال القابع فى المصيدة بقناة أزهري كلاما شنيعا فى تفسير قوله تعالى لخليله إبراهيم عليه السلام بعد أن سأل ربه جل وعز أن يريه كيفية إحياء الموتى لكى يطمئن قلبه .. فقد قال الشيخ بجرأة غريبة أن الله تعالى أراه كيفية إحياء الموتى ، فخالف الفطرة السليمة والعقل الرشيد والذوق الرفيع والعلم الصحيح فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا . يقول عز من قائل : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة : 260 ) أن كل من قرأ واطلع على تفسير هذه الآية الكريمة فى مجمل أقوال كبار أئمة التفسير من أمثال القشيري فى ( لطائف الإشارات ) والفخر الرازي فى ( مفاتيح الغيب ) المعروف باسم التفسير الكبير والقرطبي فى ( جامع أحكام القرآن الكريم ) وابن كثير فى ( تفسير القرآن العظيم ) وغيرهم من أمثال الشيخ محمد متولى الشعراوي فى ( خواطره حول القرآن الكريم ) يلمس بيسر ودون أى لبس أو غموض أنهم قد أجمعوا أن الله تعالى لم يري إبراهيم عليه السلام الكيفية .. بل أراه آثر القدرة الإلهية ، فقال له : " وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ومن هنا فهمنا وعلمنا يقينا أن الكيفية لا تدرك . أما الشيخ فى مصيدة قناة أزهري فقد أساء إلى نسبة القناة فى الوقت الذى يعانى منه الأزهر من هجوم خصومه أساء مقدم البرنامج إلى القناة وإلى الأزهر ناهيك عن العلم والعلماء فقد زعم بأن الله جل ذكره أراه كيف يحي الموتى .. ! وأطالبك أن تنتبه جيدا لما قاله مَنْ فى المصيدة. وهكذا افترى على القرآن الكريم كما كذب على العلم والعلماء وخاصة المسلمين وعامتهم وأثار الشبهة والبلبلة فى نفوس من لا يعلم . وليس هذا فقط بل بدل ألفاظ القرآن فقال أن خليل الله إبراهيم عليه السلام جعل الطيور الأربعة التى أمره الله تعالى بهن كتلة من المفروم ، فقام بفرمهن وتوزيعهن على الجبال .. هذا ، فينبغى على كل من له اهتمام ما أو دورا فى تجديد الخطاب الديني أن ينتبه ويلزم نفسه والعاملين معه بمتابعات جادة لمشايخ الفضائيات فيما يقدمونه فهو فى غالبه لا ينسجم مع الذوق الرفيع ولا يوافق العلم الصحيح ! وينبغى أن يدقق كل من له حظ من فهم فيما قاله الشيخ المعمم بقناة أزهري من أن الطيور الأربعة صارت ( كتلة من المفروم ) والله سبحانه وتعالى قال" ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً " وإنى سائله إن كان يعلم من أين جاء بتلك اللفظة المشينة ( المفروم ) ؟! ولا أظن أحدا قال بها نصا ولا تفسيرا إلا أن تكون عملية الفرم هذه خاصة من خواص فهلوة المصريين فلا تفارقهم .. فقد وقعوا فى مصيدة المفرمة .. ولحم الحمير ..! ( والله غالب على أمره ) [email protected]