مستشار ترامب يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولي الجنائية الدولية    رصدنا جريمة، رئيس إنبي يهدد اتحاد الكرة بتصعيد أزمة دوري 2003 بعد حفظ الشكوى    جوميز يتحدى الأهلي: أتمنى مواجهته في السوبر الأفريقي    حلمي طولان: مستاء من سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية.. وأحمد سليمان عليه تحمل الغرامات    أهالي سنتريس بالمنوفية ينتظرون جثامين الفتيات ضحايا معدية أبو غالب (فيديو وصور)    متحدث "مكافحة الإدمان": هذه نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة    برقم الجلوس.. موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الترم الثاني (الرابط والخطوات)    بالصراخ والبكاء.. تشييع جثامين 5 فتيات من ضحايا غرق معدية أبو غالب    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    هتنخفض 7 درجات مرة واحدة، الأرصاد الجوية تعلن موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أحمد صبحي منصور يكتب : النبي محمد في حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق آدم وحواء في القرآن الكريم ( 3 ) الجزء الأول
نشر في شباب مصر يوم 27 - 01 - 2017


د.أحمد صبحي منصور
النبي محمد في حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق آدم وحواء في القرآن الكريم
( الجزء الأول ) وهو الآتي :-
------------------------
قال المذيع : ولكن كيف تم نفخ النفس في جسد آدم ثم في جسد حواء ؟
قال النبي محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا : ( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السموات والأرض وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (51) الكهف ). لم نكن شهودا على خلق أنفسنا ولم نكن شهودا على خلق السماوات والأرض . إلا أننا نحاول التدبر فيما قاله الخالق جل وعلا لنعرف ما تيسّر .
قال المذيع : كيف انبثقت من النفس الأولى كل الأنفس البشرية ؟
قال النبي محمد عليه السلام : هذا في عالم البرزخ الذي تنتمي إليه النفس البشرية . وكما خلق الله جميع الأنفس البشرية من نفس واحدة فإنه جل وعلا سيبعثها يوم القيامة من نفس واحدة . قال ربى جل وعلا : ( مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) سورة لقمان
قال المذيع : هل ممكن أن نتصورها كتيار كهربائي أو كوحدات ضوئية
حزم ضوئية ؟
قال النبي محمد عليه السلام : علم ذلك عند الله جل وعلا . فعالم البرزخ محجوب عنا وهو خارج مدركاتنا ، ولا نستطيع بألسنتنا البشرية التعبير عما لا ندركه . كل ما نستطيع هو التدبر في الآيات ، ومنها نعرف أن الله جل وعلا حين خلق الأنفس البشرية من لا شيء أخذ عليها العهد والميثاق أى الفطرة ، ثم كانت ميتة فى البرزخ ثم دخلت فى طور الحياة بدخولها جسدها ثم تموت وترجع للبرزخ ، ثم تبعث وتحيا المرة الأخيرة والخالدة ، أى لنا موتان وحياتان ، كما قال ربى جل وعلا : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
سورة البقرة
قال المذيع :يعنى أنا الآن في حياتي الأولى ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . فى البرزخ توجد أنفس أجدادك من آدم الى أبيك الذي توفى ، وقد عاشوا ثم ماتوا ورجعوا للبرزخ الذى كانوا فيه موتى وأتوا منه إلى هذه الحياة. وفى البرزخ أحفادك الذين لم يأتوا للحياة بعد .
قال المذيع : وهل من الممكن أن يلتقي في البرزخ أحفادى
( الذين لم يأتوا للحياة بعد ) مع أجدادي ( الذين جاءوا للحياة ثم عادوا )؟
قال النبي محمد عليه السلام : هذا مستحيل
قال المذيع : لماذا ؟
قال النبي محمد عليه السلام : لأنهم فى البرزخ أموات . والموت هو انقطاع الإحساس والشعور . النفس فيه بلا هيكل جسدا. بالجسد تحيا وبه تسمع وترى وتحس . وبالجسد يكون لها زمن يكتنفها وتعيش فى إطاره.
قال المذيع : إذن متى يجتمع أجدادي من مئات السنين بأحفادي الذين سيأتون بعد مئات السنين .
قال النبي محمد عليه السلام : يوم القيامة ، فى البعث ترتدي كل نفس جسدها الذي هو ما عملته فى دنياها من خير أو شر . هو يوم الجمع الذى قال فيه ربى جل وعلا : ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) هود )
قال المذيع :هل سيتم حينئذ تعارف البشر ؟
قال النبي محمد عليه السلام : الذين كانوا يعرفون بعضهم فى الدنيا سيتعرفون على بعضهم يوم الحشر ، ويتذكرون الدنيا كأنها ساعة من النهار مرت . قال ربى جل وعلا : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) (45) سورة يونس
ثم قال النبي محمد عليه السلام : نرجع إلى موضوعنا . كانت نفس آدم مخلوقة من قبل ومخلوقا معها كل الأنفس البشرية . خلق الله جسد آدم ونفخ فيه من الروح جبريل ( النفس ) الخاصة بآدم ، فصار ( آدم ). ثم خلق الله جسد حواء ، ونفخ فيه جبريل
( الروح ) النفس الخاصة بحواء فصارت حواء . وهكذا بدون تخدير آدم وسرقة ضلع من أضلاعه . ثم وهما في الأرض أنجبا ذرية ، وكل جنين حملته حواء كان يتم فيه نفخ نفسه ليكون إنسانا ، ولم يكن قبل ذلك شيئا مذكورا، قال ربى جل وعلا :
( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) الإنسان )
قال المذيع : فى الآيات السابقة كلمة ( نبتليه ) . هل الإنسان مخلوق للابتلاء ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . بل أكثر من هذا ، إن الله جل وعلا خلق السماوات والأرض لكي يختبر الإنسان وليظهر من هذا الاختلاف من هو الأحسن عملا .
قال المذيع : هل هذا معقول ..؟! خلق السماوات والأرض لمجرد ا
اختبارنا نحن البشر ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . يقول ربى جل وعلا : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) هود )
قال المذيع : هل هذا معقول ..؟! خلق السماوات والأرض لمجرد اختبارنا
نحن البشر ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . ولهذا فبعد أن يتم دخول كل نفس فى اختبار هذه الحياة الدنيا وترجع الى برزخها الذى أتت منه يدمّر الله جل وعلا هذه السماوات والأرض وما بينهما من نجوم ومجرات ، ويخلق سماوات بديلة دائمة خالدة وأرضا بديلة دائمة خالدة ، ويبعث البشر ليحاسبهم عما عملوه في الدنيا ، يقول جل وعلا : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)
سورة إبراهيم والفائز يتمتع بالجنة خالدا فيها والخاسر يتعذب في النار خالدا فيها
قال المذيع : هل هذا معقول ..؟! خلق السماوات والأرض لمجرد اختبارنا
نحن البشر ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . ومن أسف أن الناس لا تقدر قيمة الحرية التي أعطاها لهم الخالق جل وعلا ، والتى بها يكفرون إذا شاءوا ويؤمنون إذا أرادوا . يمارسون حريتهم فى الدين طاعة أو عصيانا ويستكثرون أن يكونوا مُحاسبين ومسئولين أمام الخالق جل وعلا يوم الدين . يغفلون أن الحرية مقترنة بالمسئولية ، ويغفلون أن الابتلاء هو في هذه الحرية ، ويغفلون أنه اختبار واختيار ، وأنهما مقترنان .
قال المذيع : هل هذه الحرية وثيقة الصلة بخلق النفس ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . قال ربى جل وعلا : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس ).
أي إن الله جل وعلا خلق النفس تقبل الفجور وتقبل التقوى ، وصاحب النفس يستطيع أن يختار تغليب التقوى فيكون مفلحا ، أو تغليب الفجور فيكون خاسرا خائبا . هذا متروك له ، وهو مُحاسب عليه .
قال المذيع : ولكن الله يخلق بعض الناس فى ظروف فقر عاتية وفى مجتمعات منحطة ، وبعض الناس يكونون مرضى مُعاقين ، ويخلق البعض الآخر فى مستويات عليا .
قال النبي محمد عليه السلام : الابتلاء قد يكون بالخير ( النعمة ) وقد يكون بالشر
( بالنقمة ) ، يقول ربى جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) سورة الأنبياء
بعض الفقراء ينجحون في ابتلاء الفقر وبعض الأغنياء يفشلون فى اختبار الثروة . وبعض الفقراء يزدادون بالفقر فشلا وحقدا ونقمة وكفرا وبعض الأغنياء يشكر ويحمد فينجح في الاختبار . النجاح في ابتلاء الحياة يستلزم الصبر والشكر معا . بعضهم باختياره عاش ومات ضالا مع قُربه للنبى ، مثل ابن نوح ووالد إبراهيم وعمى أبى لهب . وبعضهم عاش فى بيئة فساد وظلم فأختار الهداية مثل مؤمن آل فرعون وزوجة آل فرعون .
قال المذيع : وبعضهم يرى التناقض بين ان الله قد أحسن كل شىء خلقه وبين القُبح الموجود لدى بعض الناس . ليس البشر كلهم على مستوى واحد فى الجمال . منهم قليل الحظ فى الجمال ، ومنهم من لا حظ له مطلقا فى الجمال ؟
قال النبى محمد عليه السلام: قال ربى جل وعلا :( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )(7) السجدة )( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) 64 ) غافر ) (خَلَقَ السموات والأرض بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )(3) التغابن ) . الحُسن هو الإتقان في الخلق
وليس مجرد الجمال ، يقول جل وعلا عن الجبال : (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)
سورة النمل
الحُسن فى حلق الإنسان ليس مجرد ملامح الوجه ، ولكن فى خلق الخلية وبنائها وفى علاقاتها ببعضها وتنظيمها وتأدية أدوارها من الخلية النباتية إلى الخلية الحيوانية ، ومن الذرة وما بداخلها الى المجرة وما حولها، وهذا عن خلق الجسد المادى الذى نعرف بعضه،أما حُسن الخلق فى عوالم البرزخ فهذا لا يمكن تصوره
قال المذيع : ولكن لا مفرّ من الاعتراف بأن هناك من البشر من هو جميل الملامح ، ومنهم من هو ليس كذلك . وبعضهم يحسُّ بالظلم بسبب افتقاده للجمال والثروة والصحة ..
قال النبي محمد عليه السلام : هذا يدخل فى الابتلاء . وهذه من الحتميات : من حتميات الولادة : ملامح الوجه والجسد والجمال والقبح وان تكون ابنا لشخص أجير أو شخص أمير . ومن حتميات الابتلاء بالمصائب : الصحة والمرض والحوادث ، ومن حتميات الرزق : الغنى والفقر . فى كل الأحوال فالفائز هو الذي يشكر ويصبر. ويوم القيامة لن يؤاخذنا رب العزة جل وعلا بهذه الحتميات ولكن بموقفنا منها ، هل الواحد منا صبر وشكر وآمن وأتقى أم كفر وطغى وبغى وعصى . ولو أراد تحسين وضعه فعليه أن يرجو اليوم الآخر بأن يكون مؤمنا مخلصا لله جل وعلا قلبه وعمله الصالح ، بهذا سيكون فى الآخرة فى نعيم أبدى لا نهاية له مقابل معاناة قصيرة فى حياة قصيرة فى دنيا زائلة . الحتميات مفروضة لا هروب منها ، وهى تحدث فى هذه الحياة الدنيا . وما عداها فباختيار البشر ، وإذا كان رب العزة جل وعلا هو الذى يقرر الحتميات فى الميلاد والموت والرزق والمصائب فإن البشر هم الذين يقررون مصيرهم يوم القيامة ، إن آمنوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار .
قال المذيع : دعنى اضرب مثلا واقعيا : فتاة فقيرة مُعوقة ليس فيها لمحة جمال ، واختارت الإيمان الخالص والعمل الصالح . وفتاة أخرى ثرية رائعة الجمال موفورة الصحة من أسرة نافذة وغرّها جمالها وثراؤها ونفوذها فاختارت الطغيان والفساد والظلم . ماذا سيكون مصيرهما ؟
قال النبى محمد عليه السلام : البشر فى الدنيا تختلف ألوانهم ، قال جل وعلا :
( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السموات والأرض وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) سورة الروم
اختلاف ألوان البشر ، وان يولد هذا اسود اللون أو أبيض البشر هذا من حتميات الميلاد . ولا مفرّ منها . ولكنك تستطيع بإيمانك وعملك الصالح إن تأتى يوم القيامة بوجه منير مسفر ضاحك مستبشر ، وتستطيع بكفرك وعصيانك وفجورك أن تأنى يوم القيامة بوجه مُسود أغبر مظلم ترهقه الذلة . قال ربى جل وعلا : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) آل عمران ) (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنْ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27) ) يونس )( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) عبس) (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) سورة الزمر .
النبي محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن قصة آدم وحواء ( 2 ) :
قال المذيع : أجد صعوبة فى الترتيب الزمني للأحداث ، هل يتمشى خلق آدم مع وجود يأجوج ومأجوج فى الأرض ، ثم طرد إبليس من الملأ الأعلى . وهل يأجوج ومأجوج المفسدون فى الأرض كان الشيطان يغويهم ؟ لو قلت نعم فهذا ضد الترتيب المنطقي للأحداث . لأن إبليس لم يكن قد عصى وكان لا يزال ضمن الملائكة المقربين من الملأ الأعلى . فمتى أغوى الشيطان يأجوج ومأجوج ليكونوا مفسدين فى الأرض ؟
قال النبي محمد عليه السلام : الأحداث وقعت في اللازمن ، أو في زمن برزخى لا ندركه ولا نتخيله ، ليس فيه ماضي أو حاضر أو مستقبل . لا تنس أن الله جل وعلا هو خالق الزمن وهو فوق الزمان والمكان .ثم إن إبليس في جداله مع الرحمن جل وعلا توعد بإغواء بنى آدم ، وليس يأجوج ومأجوج .
قال المذيع : دعنا نستكمل الموضوع ، وهو خلق آدم والأمر بالسجود له ، وطرد إبليس من السماوات . ثم حياة آدم وحواء فى الجنة وإغواء الشيطان لهما وهبوطهما إلى الأرض ، ثم العظة من القصة .
قال النبي محمد عليه السلام : تكلمنا من قبل عن خلق آدم فى مرحلة خلق النفس الأولى وما انبثق عنها من أنفس البشر ، وكل نفس خلقت بصورتها وملامحها ،قال جل وعلا :( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ) الأعراف) ، ثم خلق الله جل وعلا جسد آدم من صلصال من حمأ مسنون يشبه الفخار ، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) الحجر ) وقال جل وعلا:( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) ) الرحمن ) ثم نفخ النفس فى جسد آدم فتحرك بشرا سويا .
قال المذيع : وبعدها ؟
قال النبى محمد عليه السلام : كان تعليم آدم الأسماء ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) البقرة ).
قال المذيع : أتذكر شرح هذه النقطة ، ولكن أتساءل عن هذا الاختبار الذى تفوق فيه آدم على الملائكة فيما يخص الأسماء .
قال النبي محمد عليه السلام : الله جل وعلا غرس فى نفس آدم معرفة الأسماء ، اى القدرة على تسمية الأشياء . مثلا : الجبل الذى تراه هو بلا اسم يحدده ويميزه ، فتسميه جبلا ، ثم تضيف له إسما يميزه عن الجبال الأخرى ، فيصبح معروفا مميزا بهذا الاسم والوصف ، وهكذا أعضاء الإنسان وعناصر الطبيعة والمخلوقات على تنوعها . الإنسان يخترع لكل شىء يراه إسما له ووصفا ، وكلما رأى جديدا سمّاه ووصفه ، وتكاثرت الأسماء بتكاثر الأشياء وبتقسيماتها وبتنوعها ، وباختلاف ألسنة البشر . وطبعا يضاف إلى الأشياء المادية التى نراها غيرها من الأفعال ومن الأشياء المعنوية التى نعقلها ونحددها بالأسماء ، مثل الشجاعة والجبن والبخل والكرم والجود والإسراف والإخلاص والغدر والخيانة والقوة والضعف والخيانة والظلم ..الخ .
قال المذيع : يعنى هذه كانت هذه غريزة فى آدم وورثها بنو آدم ، بينما لم توجد لدى الملائكة .
قال النبي محمد عليه السلام : هذا واضح . فالله جل وعلا كان قد َعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا . ثُمَّ أقام اختبارا للملائكة دعاهم الى تسمية أشياء ، فعجزوا َ، لأن الله جل وعلا لم يعلمهم هذه الغريزة . وجاء دور آدم فانطلق يخبر الملائكة بأسمائهم .
قال المذيع : نأتي إلى القضية الهامة هنا ، وهو أمر الملائكة بالسجود لآدم . أليس هذا غريبا ؟ إن السجود ينبغي أن يكون للخالق وليس لمخلوق .
قال النبي محمد عليه السلام : هنا الاختبار وهو اختبار فى الطاعة . ويعنى طاعة صاحب الأمر الذي أصدره الآمر رب العزة جل وعلا فى أى أمر يأمر به مهما كان مستعصيا على الفهم . وهناك أوامر فى شرع الله لا نعلم الحكمة فيها ، وهذا اختبار لنا ، هل نطيع مثلما أطاعت كل الملائكة وسجدوا لآدم ، أم نعصى ونجادل كما فعا إبليس .
قال المذيع : ما هى هذه الأوامر الشرعية التي لا نفهم الحكمة فيها ؟
قال النبي محمد عليه السلام : كثيرة . منها أن الله جل وعلا يأمرنا بالأكل والشرب يقول ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (31) ) سورة الأعراف ثم يأمرنا أن نصوم شهر رمضان . ومنها تحريم نوعيات من الطعام كلحم الخنزير ، وتحريم الجمع بين الأختين في الزواج، والأمر بالطواف سبع مرات حول الكعبة والصلوات الخمس كل يوم . المؤمن يسارع بالطاعة لأمر الآمر صاحب الشرع جل وعلا ، أما غير المؤمن فيعصى ويبرر عصيانه كما فعل إبليس .
قال المذيع : إذن ليس السجود لآدم تفضيلا لآدم على الملائكة ؟
قال النبى محمد عليه السلام : هذا هو الخطأ الذى وقع فيه ابليس ، فأبى السجود لآدم واستكبر فأصبح من الكافرين بعد أن كان من الملأ الأعلى من الملائكة المقربين . قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) ( البقرة ). .
قال المذيع : وماذا كانت حُجّته ؟
قال النبي محمد عليه السلام : حجته أنه خير من آدم فكيف يسجد لآدم ؟
قال المذيع : على أي أساس جعل نفسه خيرا من آدم ؟
قال النبي محمد عليه السلام : أنه مخلوق من نار بينما آدم مخلوق من طين . قال جل وعلا : ( ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) ( الأعراف ) ( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) ص ) (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) ( الحجر )
قال المذيع : هل كان يحتقر آدم بسبب أنه مخلوق من طين ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . وقالها مستنكرا: (( أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ) سورة الإسراء
قال المذيع : هل كان يحقد مقدما على آدم ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم ، لأنه أعتبر الأمر له بالسجود لآدم تفضيلا لآدم عليه ، لذا توعد بالانتقام من آدم وذريته : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ) سورة الإسراء
قال المذيع : هذا التكبر من إبليس باعتباره أرفع شأنا من آدم المخلوق من طين يحتاج تفصيلا
قال النبي محمد عليه السلام : عوالم البرزخ مخلوقة من نار ، وليس من طين . هذا يسرى على الجن . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) الحجر )
قال المذيع : يعنى أن الجن مخلوق من قبل خلق آدم ، ومن نار خاصة هى نار السموم .
قال النبي محمد عليه السلام : قال جل وعلا : ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) الرحمن ) . فالجن مخلوق من نار السموم أو من مارج من نار .
قال المذيع : ما هو الفرق بين مارج النار ، ونار السموم ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نحن لا نعلم طبيعة هذه النار المخلوق منها الجن ، ولا نعرف معنى وصفها بالسموم أو بالمارج .
قال المذيع : ماذا عن نوعية خلق إبليس ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعرف أن ابليس مخلوق أيضا من نار ، وحين جادل رب العزة جل وعلا يعلل سبب عدم سجوده لآدم وأنه أفضل من آدم قال : ( قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) سورة الأعراف ) و( ص ) .
قال المذيع : ولكن كل المخلوقات مخلوقة من ماء .فى القرآن أية : (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) (30) سورة الأنبياء وآية (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ) (45)
سورة النور
قال النبي محمد عليه السلام : هناك مستويات مادية وبرزخية من الماء ، ومنها ماء ناري مخلوق منه الملائكة والجن ، ومنها ماء مادي كالذي نعرفه ، وكله يدخل تحت مسمى (الماء ) .
قال المذيع : لا أفهم أن يكون ماءا ونارا في نفس الوقت ؟
قال النبي محمد عليه السلام : العلم في عصركم وصل إلى نوعيات من الماء مثل ماء النار ، والماء الثقيل فليس هناك نوعية واحدة من الماء .
قال المذيع : ماهى نوعية الماء الناري المخلوق منه الملائكة والجن ؟
قال النبي محمد عليه السلام : قد يعنى (الطاقة ) بمفهوم عصركم ، ولكنها ( طاقة برزخية) تختلف عن الطاقة المعروفة فى عالمنا المادى هذا. الطاقة فى عالمنا المادي هي صورة من المادة . الماء النارى المخلوق منه عوالم البرزخ هو طاقة خالصة لا مادية ، وهى فريدة لا نتصورها ، تجعلها ذراتها مختلفة عن ذرات عالمنا ، فى سرعة تحرك الذبذبات ، وسرعة انطلاقها ،
قال المذيع : وهل هى نفس الطاقة لكل عوالم البرزخ ؟
قال النبى محمد عليه السلام : لكل برزخ مخلوقاته والسرعة التى تتحرك بها . وفارق بين سرعة الجن فى البرازخ الأرضية الست ، وسرعة الملائكة فى برازخ السماوات العلى . ولنتذكر أن إبليس كان ضمن الملائكة المقربين فى الملأ الأعلى فلما عصى وأستكبر طرده الله جل وعلا من البرزخ العلوي للسماوات ، ونزلت درجته إلى مستوى الجن ، فأصبح شيطانا ، وأصبح ضمن الجن في منعه من العروج بل الاقتراب من برازخ السماوات ، قال ربى جل وعلا عن برزخ السماء الدنيا ( الأولى ) : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) الصافات )
قال المذيع : من هم الملأ الأعلى من الملائكة ؟
قال النبى محمد عليه السلام : هم الملائكة المقربون المذكورون فى قول ربى جل وعلا ( لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172 ) النساء ) ، هم ملائكة الملأ الأعلى الذين يديرون العالم ، أو بالتعبير القرآنى ( يحملون العرش ). فى الدنيا قال عنهم رب العزة : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر ) ، ويقول جل وعلا عنهم يوم القيامة حيث السلطان الأعظم له جل وعلا : ( وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) الحاقة )
قال المذيع : الذي يقرأ ( يحملون العرش ) يتخيل الله جالسا على العرش وتحمله الملائكة . بل هذا بالفعل ما يعتقده السلفيون في موضوع الاستواء على العرش ، يظنونه الجلوس على العرش .
قال النبي محمد عليه السلام : حين تقول جلس الملك فلان على العرش لا تعنى جلوسه على مقعد أو كرسى ، بل هو تعبير مجازى عن مباشرته للسلطة على الناس والدولة . فالعرش بالنسبة للرحمن يعنى ملكوته فى السماوات والأرض . وهو جل وعلا يديره بالملائكة التى تحمل أوامره .
قال المذيع :وكيف تدير الملائكة عرش الرحمن ؟
قال النبى محمد عليه السلام: العرش كما قلنا هو ملكوت السماوات والأرض، أي كل ما خلق الله جل وعلا . والملائكة تتحرك بسرعات لانهائية لا نتصورها فى تنفيذ أوامر الرحمن . وهذه السرعات أشار إليها رب العزة بلفظ ( الجناح ) نسبة إلى جناح الطيران لدى الطيور . وإذا كنتم تقيسون سرعة السيارة بالميل وسرعة السفن بالعقدة فإن رب العزة يجعل وحدة القياس فى سرعة الملائكة بالجناح ، يقول جل وعلا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر ). أى من الملائكة من له مثنى ، ومنها ما له ثلاث ومنها ما له أربع ، ومنها ما لا حد أقصى لسرعته. ورب العزة يزيد في خلقه ما يشاء .
------------------------
وألي لقاء لتكملة ( الجزء الثاني ) في الأيام القادمة عن موضوع :-
النبي محمد في حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق آدم وحواء في القرآن الكريم
------------
بقلم الدكتور/ أحمد صبحي منصور
من علماء الأزهر سابقا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.