الحسين عبدالرازق "والله العظيم أنا قعدت عشر سنين .. تلاجتي كان فيها ميا بس , وماحدش سمع صوتي" هكذا تحدث السيد الرئيس خلال المؤتمر الأول للشباب , والذي إنطلقت فعالياته بشرم الشيخ يوم الثلاثاء الماضي .. أراد الرئيس من خلال كلماته تلك إيصال رسالة إلي الشباب , ومن خلالهم إلي عموم المصريين , رسالة مفادها أن الوطن يمر الآن بظرف إستثنائي يتطلب من كل أبناءه الإلتفاف حوله من أجل حمايته والحفاظ عليه , بدلاً من ابداء الضجر وتكرار الشكوي وتوجيه اللوم إلي أجهزة الدولة علي إختلاف تدرجاتها ومهامها . طالباً إلي المواطن أن تكون لديه النية والعزم علي تحمل بعض المصاعب , التي عادة ماتظهربالتزامن مع أي عرض طارئ أو ظرف استثنائي , فمابالنا في حال التعرض لخطط ومؤامرات باتت خيوطها تتكشف يوماً تلو الآخر !! فلابد هنا أن تكون القدرة علي الإحتمال مضاعفة , خاصة مع وجود شواهد حية لتجارب بلدان لايفصلنا عنها غير بضع كيلومترات قليله , بات أهلها الآن مشردون في كل بلدان الأرض , فضلاً عن مئات الآلاف من القتلي والجرحي . لكن ' ولأن رئيسنا مؤدب , مهذب , لديه من الخلق الرفيع ما لم يستطيع إنكاره حتي ألد خصوم الرجل وأعداءه قبل محبيه أومناصريه , لم يشأ أن يوجه اللوم إلي أولئك الذين تعالت أصواتهم في إنتقاد الأداء الحكومي لمجرد نقص عابر في كيس من السكر أو زجاجة من الزيت ... " والذين كنت أحدهم خلال أزمة السكر الأخيرة " !! لم يلومهم الرئيس , بل لم يشر إليهم حتي مجرد الإشارة , مفضلاً بأن يضرب المثال علي نفسه و بالأحري علي ثلاجته التي قال أنها ظلت خاوية لعشر سنوات إلا من الماء , في تشبيه مجازي لا يستطيع فهمه إلا من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد , أراد الرئيس أن يُعلم مستمعيه بأن ثلاجته ظلت خاوية من أية لحوم أو دواجن , قد يكون بها بعضاً من الجبن أو قليل ٌ من البيض ولكن لا لحوم فيها ولا دواجن أو أسماك فوصفها بالخاوية , تماماً كما يصف بعضنا جيبه بالنظيف " أنضف من الصيني " دلالة علي خلوه من المبالغ المالية الكبيرة , ولكن قد يكون به من المال ما يستره , هكذا فهمت أنا علي الأقل , ربما فهمي لم يكن دقيق , لكن علي أية حال فقد وصلتني رسالة الرئيس , واستطعت فهمها لسببين أساسيين أولهما أنني أثق تماماً في صدق الرجل ومصداقيته , والسبب الثاني أنه وبإعمال قليل من العقل , فليس لها أي تفسير آخر , غيرأن البلد في أزمه وكل ماعليك فعله أيها المواطن هوالتحلي بقليل من الصبر والقدرة علي الإحتمال . أما عن أولئك الذين سخروا أو تهكموا علي كلمة الرئيس فليس لدي ما أقوله لهم أكثر مما قاله أجدادنا العرب قديماً ( لقد أسمعت لو ناديت حياً , ولكن لا حياة لمن تنادي ) ؟!! لأنه وببساطة حين ينصب حديث هؤلاء عن الثلاجة الفارغة , دون النظر إلي أن مؤتمر الشباب هذا , وهو اللقاء الأول الذي يجمع مباشرة بين الرئيس والشباب , المعارضين منهم قبل المؤيدين , بل ليس فقط الشباب فبإمكاننا وبإلقاء نظرة عابرة علي منصة الحديث وما حوته من صحفيين وإعلاميين من مختلف الإنتماءات والتوجهات , أو أولئك الجالسين في مقاعد الضيوف والذين يقوم بعضهم بمعارضة الرئيس في الصحافة بصورة شبه يومية , وآخرون يعارضون عبر شاشات الفضائيات , بل أن أحدهم يعارض الرئيس عبر الكتابة في الصباح ومن خلال الفضائيات في المساء , وقالواكل ما أرادوا قوله , ولم يعلق الرئيس أو يمنع أي منهم من الحديث , لم يتحدث الساخرون والمتهكمون عبر وسائل التواصل عن أية إيجابية تذكر وكأنهم لم يشاهدواأية إيجابية تذكر !! فلم يستمعوا مثلاً إلي رد الرئيس حين طالبه أحد المتحدثين بالإفراج عن الشباب والذي قال فيه أن الدولة المصرية أمانة فى رقابنا كلنا، مين بيبقى عايز ولاده يحطهم فى احتجاز، مردفاً بالقول " انا بقول كلام من جوايا وأرجو أنه يوصل لكم " ، ده مش موجود عندنا، أنا بقول تتشكل مجموعة من الشباب اللى موجود هنا ودى رابع مرة أعمل الحكاية دى لأنى ماليش مصلحة، ويراجعوا كل حاجة واللى هيعلنوه أمامى هوقع عليه طبقا للدستور والقانون " تحدث الرئيس من القلب فوصلت كلماته إلي قلب كل من أنصت إليه , وهذا هو الأساس , أن تصل رسالة الرئيس .. وهو مانجح فيه الرجل تماماً إلي الحد الذي وصل بموقع ( ميدل إيست آي ) البريطاني الأشهرلأن يقول ... أن السيسي استخدم الفكاهه من اجل إيصال رسالة مهمة إلي شعبه حول ضرورة تحمل الأزمة الراهنة , هكذا وصلت فكرة الرئيس ورسالته إلي الموقع الغربي الذي طالب المصريين بالتحلي بالمرونة في ظل الأزمة الإقتصادية بدلاً من التعامل مع إقتراحات الرئيس والحكومة بشكل "سطحي" لافتاً إلي مداعبات السيسي الشهيرة من قبل , مثل مطالبتة للمواطنين بالتبرع بالفكة !! وأخيراً نقول ... قال علمني الهيافة يابا .. قاله تعالي في الهايفة واتصدر !!