اسحاق يوسف فرج النيل شريان الحياه فى مصر فبدونه لاصبحت مصر مجرد صحراء شاسعه فلك ان تتخيل هذا المشهد .. يعتبر المؤرخ اليوناني هيرودوت من أفضل الذين كتبوا عن النيل. فقد عرف الإغريق عن النيل حينما أبحروا إلى مصر. ويذكر هيرودوت في أعماله كيف أن مصر أرض موهوبة منعمة. وفي الأسفار القديمة تحدث آخرون عن المساحة من أرض مصر التي تقع حول فرعي النيل وتمتد بينهما، فأعطوها تسمية دقيقة؛ هي "الدلتا". ودعم هيرودوت هذه الفكرة القديمة عندما وصف هذه المساحة من الأرض المصرية بأنها "هبة النيل". وأثبت الجيولوجيون المحدوثون بأن أرض الدلتا كانت مغمورة تحت مياه البحر؛ إلى أن بناها نهر النيل وشكلها بترسيب طبقات من التربة الخصبة. وهذه المنطقة هي نوع من الوادي، أو قاع النهر؛ الذي عادة ما يكون جافا، باستثناء فترة موسم الأمطار. وبفحص طبيعة الوادي كله، من أسوان إلى البحر المتوسط؛ يظهر بوضوح أن الدلتا في شمال الوادي ليست وحدها هي هبة النيل التي تحدث عنها هيرودوت وغيره، وإنما الوادي بكامله هو هبة النيل. وكما قلت لو لم يكن النيل، لبقيت مصر جزءا من تلك الصحارى الشاسعة التي قسمها مجرى النيل إلى قسمين؛ ولبقي الوادي الأخضر مغمورا بمياه البحر. واختص المصريون القدماء نهر النيل بالتوقير والتبجيل والتمجيد. كما تأثر الفنانون القدماء كثيرا به؛ فصوروه على هيئة رب أو ربة. وفى العصر الحديث صنع المصرى شريانا اخر للحياه وهو مترو الانفاق بتفريعاته المختلفه ولنا ان نتخيل القاهره فى ظل هذا الزحام والكثافة السكانيه العاليه دون وجود المترو وفى رحلة من المرج لحلوان تخيلت اننى ارتاد مركبا كبيرا يقوده قائد قطار وتخيلت اسوار المترو شمالا وجنوبا على انها ضفتى النيل وان من يقطنون الضفتين هم سكان مصر قديما ولكن ما ازعجنى غياب الجمال على الضفتين فقديما سكن المصرى القديم على ضفتى النهر وفى نظام بديع بنيت المنازل ودونما اى تعدى على ضفاف النهر هكذا كان المصرى القديم الذى قدس النهر ونحن وبعد كل هذه العصور ما زلنا نتعدى على ضفتى النهر وعلى ضفتى المترو وبدلا من ان تمتد الحضارة المصريه اقدم الحضارات على الارض امتدت يد المصرى الحديث وشوهت هذا الجمال وتذكرت انه فى ايام الاحتلال الانجليزى كانت دول العالم تتبارى فى ان تصبح فى جمال المدن المصريه والشوارع المصريه الجميله ولنا فى ذلك حطام متبقى فى شوارع وسط البلد القديمه بتقسيمها الرائع ومبانيها الجميله التى ما ان امشى فيها حتى تغمرنى حاله من السرور وفى العاصمة الاداريه الجديده سحبت ادارة المشروع من يد الشركه الامارتيه وتم اسناده لوزارة الاسكان مع خبرات القوات المسلحه وبمشاركة مئات الشركات والاف العمال وتوفير فرص عمل لعشرات الالاف وكان السبب الرئيسى لسحب المشروع هو اغفال وتجاهل التراث الحضارى العريق الذى تتمتع به القاهره .. والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا تحولت القاهرة خاصه الى عشوائيات منتشره فى كل مكان واين كان المسئوليين حين بنيت هذه العشوائيات الممتده على ضفاف المترو ...وكيف تحول المصرى الذى يعشق الجمال الى هذه الحالة المترديه من الفوضى فى كل شوارع المحروسه واعتقد ان لو كان هيرودوت موجودا فى هذا الحال المتردى فى كل مكان لكان غير رأيه وسحب كلامه فيا ليتنا نرجع للحفاظ على الجمال وان نشارك فى صنع منظومة الجمال فى حياتنا فيكفى ان سأل طفل عن من يكون الله عز وجل فكيف لنا ان نشرح هذا الامر الصعب لطفل صغير انه صعب جدا فقال له محدثه بعد تفكير عميق قائلا اسمع يا ابنى لما بتشوف حاجه حلوه بتقول ايه فقال الطفل بقول الله فقال محدثه يبقى الله هو كل شىء جميل ومع بساطة العباره لان الله تسامى اسمه وعلا لا يمكن وصفه فى عبارات بسيطه ولكنها لتقريب المعنى لهذا الطفل واذا افترضنا جدلا ان هذه العبارة احدى العبارات التى يمكن ان نصف بها الله ولان الله جميل ويحب الجمال فلما لا نصنع الجمال فى شوارعنا وبيوتنا حتى نباهى الامم كما كنا ونحن اولى بحضارة سبعة الاف سنه ...دعوتى اجعلوا النيل هبة مصر بل لنقل ان شوارعنا هبة مصر وضفتى المترو هبة مصر ..دعوتى عودة الى الجمال فى كل ربوع مصر المحروسه..