مصطفى التونى منذ أن اتخذت مصر قرار الاقتراض من بنك النقد الدولى توالت نداءات الحكومة إلى الشعب تدعوة إلى التقشف مساندة لها فى تخطى الأزمة الاقتصادية . فى بادئ الأمر قلت لا بأس أن يقف الشعب بجوار حكومته للنهوض ببلده معتقدا أن الدعوة عامة لكل الشعب بكل فئاته حتى اتضح لى من خلال بعض القرارات مثل فرض رسوم لصالح صندوق علاج القضاة ؛ القضاة الذين يتم علاجهم فى كبرى المستشفيات على نفقة وزارة العدل فى حين أن بسطاء هذا الشعب لا يستطيعون علاج أنفسهم فى المستشفيات الحكومية المنشأة من أجلهم .وحينما تستمع إلى قرار فرض رسوم إضافية على العاملين بالخارج ؛ العاملين الذين تركوا أولادهم وأهليهم بحثا عن لقمة العيش التى لم تستطع الدولة توفيرها لهم . أيقنت حينها أن الدعوة خاصة ، وأن المفترض فى حسابات حكومتنا أن من يدفع ثمن الكوارث الاقتصادية هم بسطاء الشعب الذين يملكون أقوات يومهم بعناء . ماذنب هؤلاء؟ وكيف يحرمون أنفسهم وأهليهم وهم يرون رجال أعمال يعيشون فى رغد وأمان ، ولا يؤدون حق بلادهم من الضرائب ، وهم يرون مسئولين يسيرون فى الشارع بمواكب تكلفتها تكفيهم العيش أعوام . أي منطق هذا الذى يجعل الصغار يدفعون ثمن أخطاء الكبار ؟!! ولنفرض أن هذه الطبقة طيبة القلب وقفت مع حكومتها كما هى عادتها لأنها حقا تحب بلادها من يضمن لها أن يعمها الرخاء حال تعافى اقتصاد البلاد ؟ وأن تنظر إليهم الحكومة وتدعمهم وتقوي هذه الفئة لكى تجدها عند الحاجة إليها. لا أظن أن هذا يحدث فى بلادنا طالما لدينا على مر العصور الحرامية والفاسدين . يذكر أنه فى عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين وقعت أزمة مالية كبيرة فى دول آسيا كان من بين الدول المتضررة من هذه الأزمة كوريا الجنوبية التى اضطرت إلى الاقتراض من بنك النقد الدولى مبلغ ثمانية وخمسون مليار دولار وقتها ناشدت الحكومة شعبها مزيداً من التقشف مساندة لها ولأن شعب كوريا جرب حكوماته فى السراء فلن يتخلى عنها فى الضراء . فقاموا بالتنازل عن مجوهراتهم لدعم اقتصاد بلدهم وأقبلوا على شراء المنتجات المحلية توفيرا للعملق الصعبة . وفى خلال ثلاث سنوات سددت سول فرض البنك واستمرت فى قفزاتها الإقتصادية واهتمت بشعبها الذى وقف بجانبها ودعمته وعملت على تنميته. فهل ستفعل حكومتنا مع شعبها كما فعلت حكومة كوريا الجنوبية ؟؟؟ أم ستظل هذة الفئة "فى الهم مدعية وفى الفرح منسية" ؟؟!!!!!!!!!