جاءت ثورة يناير المجيدة من الشعب المصري لتمنع الظلم في الحكم الرئاسي السابق ولتنشر العدل والتكافل الاجتماعي لكل مواطن يعيش علي أرض مصر المحروسة هذه كانت مطالب الشعب المظلوم من الثورة المباركة وعندما نجحت وجدنا الكثير من أصحاب الأموال الضخمة يتقدم للترشيح لعضوية مجلس الشعب القادم ومن هنا مربط الفرس فقد قامت جماعات وأفراد للترشح لهذا المنصب بأعداد كثيرة لم يسبق لها مثيل وذلك حتي يقتنصوا هذه العضوية ومن هذه الساعة يقومون بعمل العاية الكبري لهم سواء بنشر مقالات خاصة بهم في الصحف أو في الإعلانات علي الفضائيات وكذلك عن طريق طبع المطبوعات المتنوعة من الأوراق المختلفة وتعليقها في كل مكان سواء علي حوائط المساجد والكنائس من الخارج وكذلك لصقها علي أسوار المدارس والكليات والمقابر والمنازل والسيارات العامة ومترو الأنفاق هذا بخلاف الإعلانات المرسومة بخطوط عريضة علي الأقمشة المنصوبة علي حوامل خشبية أو حديدية بها رموز وصور وكتابات أسماء أولئك المرشحين وهذه الأشياء مكلفة جدا وينفق عليها الآلآف من الجنيهات هذا بخلاف تشويه المنظر الجمالي للمنازل والمحلات والمساجد وغيرهما من الخارج وأيضا تكليف الشباب والرجال بعمل هذه الدعاية لهم سواء بطبعها أو تعليقها أو لصقها في كل المدن المصرية كل مرشح علي حدة هذا بخلاف الدعاية لهم في النوادي الرياضية وعلي منابر المساجد والكنائس وداخل المقاهي والمحلات وغير ذلك وطبعا كل هذا بثمن لمن يقوم لهم بعمل ذلك ولو كان هؤلاء المرشحين أنفقوا هذه الأموال في تسديد ديون الناس المتراكمة لكان أفضل أو توفير فرصة عمل للكبار والصغار نساء ورجالا والذين محتاجين للعمل لكان أفضل من عضوية مجلس الشعب وأيضا لو انفقوا هذه الأموال في توفير شقق لبعض الشباب البائس لكي يتزوج بها لكان هذا عمل كبير عند الله تعالي وثواب عظيم لمن يفعله وفي ميزان حسناته يوم القيامة ولو صرفت ايضا هذه الأموال التي تنفق ببذخ علي منصب فاني علي العمليات الجراحية لكثير من المرضي المحجوزين في بعض المستشفيات وغير المحجوزين والذين لايجدون ثمن دفعها للأطباء حتي يتم شفاءهم بإذن الله لكان أفضل وأيضا لو فرت هذه الأموال لعمل بعض المخابز لتوفير رغيف الخبز للغير قادرين علي الوقوف علي المخابز بالساعات حتي يحصل بجنيه خبز مدعم لكان خير لهم في أبواب الخير أمامهم لاتعد ولاتحصي ولكن الذي يحصل أن هذه الدعاية تصرف للشهرة لهؤلاء المرشحين أمام أن يحسوا بالناس المطحونة في هذه الحياة فهذا ليس في دماغهم ولا في خططهم هذا بخلاف الصرف علي من يدلوا بصوته لهم فقط حتي ولو كان غير مؤهل لهذه العضوية المهم نفسه وتجد الواحد من هؤلاء علامة الصلاة علي وجه بحجم كبير ولحيته طوله شبر ويلبس أفضل الملابس ويجري لعمل الدعاية لنفسه وتشويه صورة زميله المرشح أمامه في نفس الدائرة وذلك بعمل الدعاية ضده حتي يفوز بأصوات المواطنيين الذين كانوا سيقفون مع زميله ويحاول اعطاء الهدايا سواء كانت أموال أو ثلاجات أو أي أجهزة كهربائية وغير كهربائية أخري حتي يسرق أغلب المواطنين الذين كانوا سوف يدلون بصوتهم لزميل المرشح ويؤخذ صوتهم بإغرائهم كما قلنا بالأموال والهدايا هذا بخلاف استغلال بعض الخطباء في المساجد للترويج لهم من علي المنابر في خطب الجمع والعيد حتي يضمن أصواتهم لمن يدفع لأولئك الوعاظ بعض من الأموال ونجد الواعظ الفلاني يستغل بعض الأحاديث الصحيحة والتي ترغب في الجنة أو ترهب في النار لهذا المرشح أو هذا التيار الديني او غير الديني فيقول الخطباء والوعاظ (( يجب علي كل مواطن أن يعطي لفلان صوته لانه يمثل الإسلام ومن لم يفعل وأعطي صوته لغيره فهو إذن من أهل النار ، ومن أعطي صوته للمرشح التابع لنا فهو من أهل الجنة )) هذا واحد من العينة من الوعاظ واعظ آخر يقول ( أعلم أن صوتك أمانة أجعله صدقة جارية للمرشح الفلاني ويذكر اسمه ) واعظ آخر يقول (( نحن مع الدولة الدينية وضد الدولة المدنية او الديمقراطية لانهم كفر اتريد أن تعطي لكافر هكذا يقول هؤلاء الوعاظ ويكفرون خلق الله وكأنهم أخذوا توكيل من الرحمن الرحيم في تكفير خلق الله أو أخذ مفتاح للجنة والنار يدخل من يشاء من الناس وهذا الفعل مخالف ولايرضي رب الأرض والسماء هذا بخلاف الصريخ والصوت العالي من علي المنابر من هؤلاء الوعاظ وأمام مكبرات الصوت التي تدمر الأذون للمصلين والذين يسيرون خارج هذه المساجد هذه أعمال لاترضي الرحمن أيها المرشحين لعضوية مجلس الشعب وفروا أموالكم وأعطاها للفقراء والمحتاجين من الناس وفكوا كرب المكروبين بهذه الأموال الضخمة التي تنفقونها في الدعاية الكاذبة واتركوا أهل الخبرة بهذا المنصب والذين يخدمون الناس لوجه الله ودون شعارات كاذبة أو استغلال الدين الطاهر في هذه الدعاية لمصالحكم الشخصية ثم اذا نجح الواحد منكم في الانتخابات لانجد بعد ذلك الا في الانتخابات بعد القادمة ولم يفعل شئ لآهل بلده أو الحي الذي يقيم فيه ايها الناس المرشحين الأموال التي تنفقونها ببذخ سوف يسألكم الله عنها يوم القيامة في يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم فالرسول يقول عليه الصلاة والسلام (( والله في عون العبد مادم العبد في عون أخيه )) وبالله التوفيق .