نهى يوسف تطور الصراع ، كثرة الجريمة ، الحبكة الجيدة ، جودة المتابعة ، تفوق رسم الشخصيات وحسن اختيارها ، اختراق سراديب رجال الأعمال ، عرض الصورة الإيجابية والسلبية لضابط الشرطة ، التعاطف مع البطل ، هذا ما بنى عليه العمل الفنى ، أعتمدت فكرة السيناريو على الجرائم المنتشرة خلال السنوات الأخيرة ، كشف المسطور حول قضايا فساد رجال الأعمال ومطامعهم والتوغل داخل أسرار حياتهم الشخصية وتسليط الضوء على عيوبها وتورط رجال الدولة فى فسادهم سواء بالمشاركة أو المساعدة على صعيد رجل الشرطة أو المسؤولين وبرغم تكرر الموضوع فى أعمال سابقة إلا أن جودة الحبكة ، وتقديم معلومات جديدة ، ومعالجة مختلفة أثار انتباه المشاهد نحو متابعة العمل إلى نهاية الحلقات ، أعتمد صناع العمل على إيجاز الطرح ، والإيقاع السريع ، دون إسترسال ، عرض دور رجل الشرطة المراعى لضميره وواجبه مترجما ذلك فى رسم شخصية البطل مفسرا لجميع مقومات النجاح والعقابات والمصاعب والإنكسار والتضحية على مسرح حياته الظاهرة والباطنة مما جعله يحصل على انحياز المتفرج ، ركز فى دافعه الخارجى على لغز ظهور القتيلة هالة طارق وجسدت الدور (رانيا منصور) والتى دفعته للبحث مرة أخرى ، وقلبت حياته رأس على عقب حيث اكتشف تعرضه للخداع فى تحريات القضية وتقديمه للعادلة مجرم بجريمة لم تنفذ غير على الأوراق المثبته بالقضاءونتقل إلى الدافع الداخلى هو شعوره بالذنب لإتهامه شخص برئ بقتل المجنى عليها وهى على قيض الحياة ونفذ على خلفية هذه الجريمة العديد من الجرائم وكشفه لفساد المستشرى لرجل الأعمال محمد السيوفى وشقيقه وقيادة الداخلية الذى كان يساعده وإحساسة أن إستقالته من الوزارة رغبة رؤسائه ، وشعوره بأتخذ قرار خطأ لأن الإستقاله فتحت المجال أمام الفاسدين للتعاون مع بعضهم البعض سواء قادته أو رجال الجريمة على حسب التعبير الصحيح لوصفهم بالمسلسل وبخروجه زادة حوله العراقيل نحو كشف الحقيقة وحماية نفسه ووجهت إليه الإتهامات لعديد من القضايا لتعجزه عن الوصول لملابسات الجريمة وأصبح مدرك أن الأمانة المهنيه باهظت الثمن تكلفه حياته إذا استطاع تحقيقها لنهاية ، وبين جريمة القتل إلى الدوافع يجد المشاهد نفسه أمام الصراع ويعتبر جاء موازى لذروة حيث الفصل الأول جاء مختصر ويعتبر الفصل الثانى معرض الأحداث بكل تفاصيلها وبدأ ت العقدة بظهور نتيجة التحليل التى أجرها معتز بأخذ عينة من شعر القتيلة الموجودة بأداة تمشيط الشعر بغرفة نومها ومطابقتها بشعر جثة القتيله وجاء تحليل dna متطابق لعينتان مما زاد تفاعل الجمهور وهروب محمد السيوفى ووجود جثته بمنزل معتز أثبت الطب الشرعى أنها جثة الهارب مما خلق تعاطف معه لإتهامه بجرائم لم يرتكبها وزاد الإنحياز له بمرضه بالسلطان ومطاردة زملاءه فى الداخلية باعتباره مجرم ، وإكتشافه توطئ قيادة فى الداخلية بالقضية وكل ما يهمهم غلق ملف لحساب المفترض القاتل على حساب مستقبل وحياة هذا الضابط الذى لم يرتكب ذنب غير بحثه وراء الحقيقة وهذا يأخذنا إلى تنويه الكاتب على فكرة هدر حق الضعيف والشريف وأرتكاب بحقه جرائم ضد الإنسانية وتعرض حياته للخطر بسبب ثغرات أصحاب الأموال الفاسدة وعلى وتيرة الظلم الذى تعرض له معتز ؛ أكد الكاتب على ذلك المعنى من خلال البواب الذى قتل ليكون بديلا لجثة محمد السيوفى ويدفن مكانه هذا يدل إننا نعيش على مسرح العنف والجريمة الممنهجة الغير مبررة فى آن واحد ويضاف إلى الجرائم قتل المخرج لمعرفته معلومات خاصة بلغز ظهور القتيلة هالة طارق واتضح أن الخصم بالمسلسل هو رجل الأعمال محمد السيوفى وقام بالدور (إسماعيل شرف الدين ) ولكن واقع العمل الدرامى بالفصل الثالث أبان الحل اوضح شقيقه عيس السيوفى جسد الشخصية ( إياد نصار) هو الخصم والمرتكب لجميع هذه الجرائم والذى بدأها بمقتل والده ومحاولته قتل زوجة شقيقه الفنانة والتسسب فى دخوله السجن والحكم عليه بالإعدام ظلم حتى يكون هو الوريث الوحيد لأموال والده وتأخذنا روحه الإجرامية للحديث عن رسم الشخصية حيث إمتلك نقاط القوى التنفذية الممزوجة بالعنف النابعة من كثرة العقد والضعف النفسى و أهم التصرفات التى خلقت منه مجرما تعطية المخدرات واوضح الكاتب ذلك فى حديثه لشقيقه محمد عن حالة الإدمان التى تعرض لها وسفره الخارج للعلاج وتميز والده بينهما لإنحرافه السلوكى مما جعله يختص أخيه بإدارة الأعمال وأعطائه النصيب الأكبر من الأموال مما زرع بقلب عيس الكراهية اتجاه ابيه لانه يشعر بعدم الرغبة ويعتبر الكاتب (محمد سيد بشير) هنا نوة على ما تخلقه التفرقة بين الأبناء من حقد وغيرة ولذلك ذهب نظر عيس لزوجة شقيقه يريد أن يفوز بالزواج منها قبل أخيه وهذا لشعوره إنه يأخذ مكانه دائما فاراد هذه المرة يقوم بهذا الدور ولم يقتصر الأمر على ذلك لكن حاول بشتى الطرق الحصول على الأموال التى ترضيه بمختلف الأساليب حتى على حساب حياة الأخرين ومن خلال سلوكيات عيس رصد الكاتب البيئة التى عاش فيها الخصم واوضح إنها قائمة على الطمع والإنتهازية حيث تتشابه شخصية محمد السيوفى كثيرا مع شخصية إياد نصار بالنسبة لطريقة التفكير فى إدارة العمل ونشاط الشركة والذى ظاهره اتفقيات رجال أعمال وباطنها ثفقات فساد وعما ذلك على حياتهم الأسرية ورمز المؤلف لذلك بشخصية كريمان قامت بالدور (رانيا يوسف ) التى كانت شريكة بفساد الشركة وخائنة لزوجها بتكون علاقة غير إخلاقية مع خالد محاميها ووعودها بعد دخول زوجها السجن لعيس بالزواج بمجرد إعدامه و خلال هذه الدائرة التى عرضها ومطاردة البطل لإتهامه بجرائم لم يرتكبها انساب الصراع نحو التطور وتنقلنا فكرة البطل والخصم للحديث عن مستوى أداء الشخصيات ودور المخرج فى المعالجة ويحسب لإياد نصار تَميز أداءه حيث تقمص الدور جيدا موضحا ذلك بتعبيرات وجهه وأعتقد على المستوى العام ركز جيدا المخرج طارق رفعت على البروفات حيث قدم الفنانة رانيا يوسف بشخصية مركبه جزء منها يتعلق بفقدها الذاكره وتحولها إلى سيدة تمتلك قدر كبير من إحترام الذات بعد رأيتها لرسائل التى بينها وبين خالد ونفورها الذاتى من هذه العلاقة السائدة بينهما وحاولت تصلح اخطائها وتساعد معتز والجانب الأخر صفات الخيانة والشر تعتبر ركيزة نسجت منها محاور الدور وعلى عكس شخصية خالد وقام بالدور (وليد فواز ) على الرغم تكرره لدور بنفس الأداء لا نستبعد المجهود الذى بذله حيث تشبه ملامح شخصيته دوره فى مسلسل حارة اليهود أم البطل خالد النبوى قدم لنا شخصية تعاطف معها الجمهور جذبت انفعاله لأخر حلقات المسلسل ويعتبر دور أرنبة جسده (حمزة العيلى) جاء بشخص المعلم المساعد حيث كان ملهما له بالحكمة السماوية ، وبرغم صغر سنه عادلها كثرة تجاربة الحياتيه ، وقدم المساعدة لمعتز أثناء رحلة المطاردة والهروب ، ونهاها بالتضحية حيث استقبل طلقات الرصاص فدائا له وأهم المشاهد الذى نحج فيها أرنبه تحمله تعزيب ضابط الشرطة حيث تقمص الشخصية فى هذا المشهد جعل المشاهد يتفاعل معه وكأنه حقيقة ويحسب للمخرج حسن اختيار الممثلين بصفة خاصة إياد نصار بخلاف البطل لأن فى الساحة الدرامية حاليا يترك لاختيار المنتج ويلاحظ على المخرج إستخدام لقطة عامة ومتوسطة وزاوية منخفضة حيث استخدم فى مشهد تواجد هالة طارق مع المنتج بمكتبه وسألها عن الشركة المنتجة التى تشارك فى المسلسل إستخدم هنا المخرج لقطة متوسطة عامة medium long shot ولقطة عامة long shot مستخدما بهذا المشهد تتابع الحركة لجميع عناصر العمل سواء حركة الممثل الإضاءة وا لصوت وتنقلنا نوع لقطة إلى القطع حيث إستخدم المخرج الكلمات المطابقة لنتقل بين لقطة وأخره بنفس المشهد عندما سألها المنتج عن إسم الشركة قال لها قولى سر عنها ردت قائلة سر ويلحظ على المخرج إستخدامه لزاوية المنخفضة low angle بصفة خاصة المشاهد الخاصة بالبطل وذلك لإيضاح دائما إنه فى موضع القوى واوضح المشاهد على ذلك حديث معتز مع وكيل النيابة فى التليفون وهو جالس بمنزل عياد يرتدى الجاكت إثناء توجه حملة لقبض عليه وأراد المخرج حيانها تصويره من هذه الزاوية المنخفضة لإظهاره ما زال يمتلك القوى واستخدمها منذ الحلقة الأولى أثناء تواجد معتز بالمنزل وخروجه لمقابلة هالة طارق واوضج أيضا تتابع حركة الممثل بالمشهد واستمرار تتابع الكاميرا حتى خروج الممثل من الكادر سواء يمين أويسار بعدها يتم القطع وأهم المشاهد التى توضح ذلك مشهد إياد نصار وهو يتقدم بممر السجن لتوجه لمقابلة الزائر لم يتم القطع غير بعد خروجه من الكادر ويلحظ استخدام تتابع حركة الممثل بالكاميرا سواء بالاقتراب أو الابتعاد مما خلق تأثير وجذب انتباه المتفرج وأكثر المشاهد المعبر على ذلك حديث كريمان مع أمجد بالمنزل أثناء ذهبها لشركة وتابعتها الكاميرا بلقطة عامة أثناء خروجها من الغرفة إلى الردهة وحديثها مع أمجد وبصفة عامة نوة الكاتب على أهم الظواهر وتنحصر حول أن ظل المجرم مسؤول فاسد يحميه وبدونه لا وجود للمجرم والجريمة وأكد ذلك بشخصية المستشار جمال وقام بالدور محمد غنيم بأداء جيد حيث كان منقذ عيس السيوفى من جميع الجرائم ويحاكيه قيادة فى الشرطة تريد غلق ملف قضية القتيلة هالة طارق ويتعاون مع الخصم والمستشار وقام بالدور عبد الرحيم حسن ويعتبران الشخصيتان نموذج قوى للفساد المسؤولين نجح بشير بتقديمهم بمعالجة صائبة