الدكتور أحمد عبد الهادى سبحان الله ... عندما تضيق بى تداعيات الحياة أهرب إلى السمارة قريتى العزيزة لإلتقاط الأنفاس ثم أعاود من جديد المعركة ... ومنذ أيام قدمت إلى هنا ... إلى السمارة ... وخلال تلك الأيام القليلة تم الإنتهاء من مراجعة كتابى الجديد " عبد الفتاح السيسى : الجنرال الذى غير وجه التاريخ " ... والمزمع صدوره مع ذكرى ثورة 30 يونيو ... والذى سيتم الدفع به للمطبعة خلال الأيام القادمة إن شاء الله ليصدر مع إحتفالات ذكرى ثورة 30 يونيو ... وفى ذات الوقت إنتهى الأديب العزيز محمد خليل من الكتاب الذى يوثق فيه لرواد القصة بالدقهلية والذى يعده منذ شهور طويلة ... كما إنتهى الزملاء بالتجهيزات الفنية من إعداد ديوان " جوهريات " للصديق العزيز الشاعر " هشام الجوهرى " ... كما إتخذت قرار بطرح طبعة ثانية من روايتى " العشق فى الزمن الحرام " التى تدور أحداثها فى قرية السمارة ليلة مولد الشيخة سلمى ... ضحكت بكل مافى صدرى من مشاعر ... ووجدتنى أهمس فى سرى : مدد ياسمارة ... إنها كلمة السر التى تفك طلاسم كل شئ معقد إنها المشاعر التى نمت فى قلب طفل كان يقفز بين دروبها إنها العشق الذى كبر بين جوانح هذا الطفل إنها الحلم الذى شعربه الطفل الصغير بحجم هذا الكون .... غيرتنا سنوات العمر المجنون وهى لم تتغير نفس المكان نفس الوجوه السمراء نفس الأرض العفية نفس السواقى والترع والطرقات .. والمواويل كل شئ كما هو ... وكما تركته لازال معلقا فى الوجدان لايريد أن يتغير ... يأبى أن يختفى من القلب والذاكرة ... يأبى الخضوع لمتغيرات العصر وثورة الإنترنت وزمن الفيس بوك ... الأشجار تكبر ... تتضخم ... تمتد الفروع فى عنان السماء ... أسماء صغيرة حفرت هنا فوق جذوعها ... فارتفعت معها هى الأخرى تشق الهواء فى عنفوان ... هى لم تختفى ... لكنها نابضه داخل جذوع تلك الأشجار الخضراء .... ولازال الشاب الصغير الذى مر من هنا ذات يوم كما هو داخلى .... يفتش فى عشرات الكتب التى كان يحتضن إحداها باحثا عن حلم مجنون سكن فى صدره ... ويكتب مئات الأوراق شاخصا ببصره نحو القاهره مدينة الزحام والجنون والأحلام الأشد جنونا ... رفض أن ينحنى للقاهرة فظلت جذوره قوية فى أرض الذكريات لكن أغصانه إخترقت كل السموات وكل الكون وكل بقاع الأرض بقوة .... سنوات طويلة مرت ولازال الطفل الذى بداخله كما كان ... تغيرت الكثير من الأشياء ... لكنه لازال كما هو .... وكما كان ...