مستشار/ أحمد عبده ماهر بمصر يوجد شارع هام جدا تمت تسميته على اسم السلطان سليم الأول ذلك الرجل العثماني الذي قتل والده واستولى منه على الحكم، كما قتل جميع إخوته كي لا يزاحموه في الحكم. وقد هاجم سليم الأول مصر بجيش واستطاع في إحدى معاركه على مشارف حدودها أن يقتل 25000 فقط خمسة وعشرون ألفا من جند الطرفين... . المرجع Ernest and Trevor N. Dupuy, The Harper Encyclopedia of Military History, 4th Edition, (HarperCollins Publishers, 1993),540 وفي فتح القاهرة التقى سليم الأول مع جيش المماليك بقيادة طومانباي فتم قتل خمسون ألفا من جنود الطرفين ودخل سليم الأول القاهرة رافعا شعارات من مثل [إنا فتحنا لك فتحا مبينا] باعتبار أنه دخل مصر لينشر بها الإسلام كنوع من تثبيت الأمور بعد غزو عمرو بن العاص لها وإجبار أهلها على دخول الإسلام بطرق شتى المرجع : تاريخ الدولة العليّة العثمانية تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 ه - 2006 م، صفحة: 193 ISBN 9953-18-084-9. وفي إحدى المعارك بمنطقة الوردان بالجيزة استسلم ثمانمائة من المصريين فقتلهم سليم الأول جميعا كما تم تنفيذ حكم الإعدام في طومان باي حاكم مصر وقتئذ. وكتبت شيرين حافظ بأن ذلك الاحتلال كان بناء على فتوى استصدرها سليم الأول من شيخ الأستانة بتركيا بأن مصر ديار كفر[رغم أنها تدين بالإسلام] ، لكي يتيح لعساكر الإنكشارية، نهبها واحتلال بيوتها وتدمير زراعاتها، وتسخير رجالها وسبى نسائها وأطفالها، ثم قام سليم الأول بأسر الحرفيين والصناع والمهنيين المهرة ، وأرسلهم إلى الأستانة بعد أن كان قد مات نصفهم في الطريق غرقا بالبحر. ثم قام بتفكيك أهم المباني الفاخرة، وحمل مكوناتها الرخامية والزخرفية إلى الأستانة. كما قام الاحتلال على مدى ثلاثمائة سنة بتدمير المجتمع وانتهاك الدولة. وفي ظل دولة الخلافة العثمانية اجتاحت مصر المجاعات بمعدل مجاعة كل عشر سنوات، فقد تدمرت الجسور والخلجان، ولم يبقى من فروع النيل الستة سوى فرع رشيد، وتحولت غالبية الأراضي الزراعية إلى مستنقعات، وتملحت البحيرات العذبة. وتقلصت الأراضي الزراعية بمصر إلى اقل من2,3 مليون فدان بعد أن كانت أكثر من خمسة ملايين، وتقلص عدد السكان إلى نحو 2,5 نسمة بعد أن كان نحو 5 مليون. فما رأيكم في غباء المسئولين عن أسماء الشوارع بالقاهرة؟ أيصح أن يكون للسلطان سليم الأول شارع باسمه وبذات الوقت يكون هناك شارع باسم من دافع عن مصر وهو طومان باي الذي قتله سليم الأول فهل لدينا عقل يعي……أذكر ذلك بمناسبة أن العام القادم [2017] سيكون قد تم مرور خمسمائة عام على الهجوم العثماني الغادر على مصر باسم الإسلام والخلافة الإسلامية ألا يكفينا خمسمائة سنة من الغفلة نقوم فيها بتخليد ذكرى من أذل المصريين وقتلهم ألا يمكنني كضابط مصري على المعاش حارب ضد اليهود بحرب يونيو 1967 وبحرب الاستنزاف عددا لا يحصى من المعارك، وحاربت بحرب تحرير سيناء عام 1973 وتمت إصابتي أن أطالب أن يكون شارع سليم الأول بالقاهرة باسمي أنا أو باسم أحد زملائي وما أعظمهم من زملاء. فإني أرى أن كي يتم إطلاق اسم رجل على أحد شوارع عاصمة مصر.... فليس من الأخلاق أن يكون قاتلا لوالده واخوته وليس من السياسة والإدراك أن يكون محتلا لمصر وليس من الإسلام أن يكون ناهبا لخيرات البلاد وقاتلا لشعبها أفيقوا من إغماءاتكم الوظيفية يرحمكم الله ----------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي