في اعتقادي المتواضع أن الجميع وبدون استثناء اللهم إلا الأموات في القبور شاهد وسمع التقارير الإخبارية الموثقة والبرامج الوثائقية التي تناولت خلال الأشهر الماضية ظاهرة السجون والمعتقلات السرية لحكومة الطغمة الفاسدة بقيادة (نوري المالكي) وزمرته من (أحزاب الدعوة) والتي أصبحت هذه المعتقلات السرية والعلنية والمنتشرة في جميع محافظات العراق هي إحدى الظواهر والسمات المتميزة فيما يسمى ب (عراقهم الديمقراطي) الجديد !! واخص بالذكر في حديثنا اليوم معتقل ما يسمى ب (معسكر الشرف / بالمنطقة الخضراء) سيئ السمعة والصيت وبأشراف شخصي من قبل هذا (المالكي نوري) لانه المعتقل الوحيد الذي يشرف عليه شخصيآ دون بقية المعتقلات التابعة للجهاز الأمني الخاص لحزبه الإرهابي بالإضافة إلى معتقلات وزارتي الداخلية والدفاع والأمني الوطني وقيادة عمليات بغداد وجهاز مكافحة الإرهاب وغيرها ؟! . حيث لا يتدخل هذا المعتقل أو يخرج منه حيآ إلا بأمر شخصي منه دون سواه من الجلادين المشرفين على هذا المعتقل , حيث يتم التعذيب والتنكيل والاغتصاب وكافة أنواع الإهانات اللفظية الوقحة الطائفية والضرب والتعليق والصدمات الكهربائية وغيرها من وسائل التعذيب المبتكرة والقديمة , والذي يثير السخرية في هذا الموضوع أن قوات الاحتلال الأمريكية هي من أوجدت منذ البداية هذه المعتقلات السرية , ومنها هذا المعتقل الذي سلمته بكافة تجهيزاته ومعداته للطغمة الحاكمة بل هي من قامت بتجهيز المعتقل بمعدات وأجهزة خاصة تستخدم في التعذيب , وهذا المعتقل تحديدآ لا يقل قذارة عن معتقل سجن مطار المثنى التابع لما يسمى ب (قيادة عمليات بغداد) فبدلآ من أن يتم بناء المستوصفات والمستشفيات والمراكز الصحية الخدمية ؟!! يتم بناء معتقلات سرية وعلنية وعلى أحدث المواصفات وبسرعة أنجاز تدعو للدهشة حقآ. أردنا من هذه المقدمة والتعريف البسيط للرأي العام أن نوضح أن هؤلاء جميعهم الذين اتو خلف دبابات الغزاة وبدون استثناء , ليس لهم ادني التزام ديني أو أخلاقي حسب ما يروج له إتباعهم من الهمج الرعاع فليس من البطولة بشيء أن يتم تعذيب الطيارين وضباط الجيش العراقي الوطني الباسل واغتصاب عوائلهم ونسائهم وبناتهم لغرض إجبارهم على الاعتراف على زملائهم الذي ما زالوا على قيد الحياة وإمكان تواجدهم ولغيرها من الأمور السطحية البائسة , والاهم من كل ذلك ولنتيجة لاستغاثات المعتقلين بالله وأل البيت (ع) الذين يتم تعذيبهم خلف أبواب معتقل (معسكر الشرف) نقول : ليس من البطولة بشيء أيها الأوغاد الطائفيون أن تكتبون على جدران بعض غرف التعذيب عبارة وباللغة واللهجة العامية العراقية وإنا أترجمها للفصحى وبما معناه الموجود في عنوان مقالنا " الله لا يتواجد في هذا المكان " فلم استغرب أبدآ كتابة هذه العبارة ومن هم الذين تثقفوا على مثل تلك الأدبيات في حوزات قم وطهران وسراديب محافظتي النجف وكربلاء كما روها لي احد المعتقلين وأكدها لنا أحد السادة المسؤولين الأفاضل في نقاش وحوار سابق معه . فهذه العبارة تحديدآ وعبارات أخرى قريبة من نصها وبمعاني مختلفة طائفية وقحة وجدتها مكتوبة على واجهة احد أبواب ملاجئ السلاح , والذي تم تحويل هذا الملجئ إلى معتقل مؤقت لاحتجاز ضباط وجنود الجيش العراقي وبالقرب من الحدود الإيرانية أثناء انسحابنا من الكويت , حيث تم في حينها وما زلت اذكره جيدآ أنه تم إنزالنا من سيارة حمل نوع قلاب مارسيدس عسكرية في مدينة القرنة من خلال سيطرة وهمية متواجد فيها عناصر من منظمة (فيلق بدر) الإرهابية إثناء صفحة الغدر والخيانة والانفلات الأمني الذي شهدته تلك الأحداث , والذين كانوا هؤلاء الأوغاد الطائفيون مميزين بارتدائهم للملابس السوداء وانتعال اغلبهم لأحذية بلاستيكية مع حملهم لحربة سلاح في أحزمتهم وبعضهم لف على رأسه خرق خضراء مكتوب عليها عبارات دينية طائفية , بالإضافة إلى السلاح الذي كانوا يحملونه من خلال استيلائهم عليه من وحدات الجيش المنسحبة . كنا في حينها حوالي ما يقارب من أربعون شخص , وبعدها تم أخذنا باتجاه الحدود العراقية الإيرانية ووجدنا هناك ما يقارب السبعمائة شخص مقسمين على شكل مجموعات , حيث تبين لي أن هذه المجموعات تم تقسيمها حسب المحافظات التي ينتمي إليها هؤلاء الضباط والجنود وكانت هذه الزمرة الإرهابية تحرص على معرفة من هم برتبة ضابط وبالأخص من محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين والموصل وبغداد , بحجة تقديم الحماية لهم حيث كانت فكرة هذه الزمرة الإرهابية كما عرفت بعدها اخذ الضبط كرهائن إلى إيران أما الجنود الذين ينتمون إلى هذه المحافظات الغربية والشمالية بالتحديد فتم إعدامهم بعد ذلك , وقد اجبرونا على دفنهم بمقابر جماعية حيث اشرف على عملية الإعدام شخص ينادونه بالسيد كان قد أتى بسيارة خاصة نصف نقل بيك عليها لوحات إيرانية ؟!! أما الجنود الذين ينتمون إلى المحافظات الوسطى والجنوبية فقد تم إطلاق سراحهم بعد محاضرة دينية طائفية أقل ما يقال عنها أنها كانت سخيفة وبائسة جدآ , ولسذاجة هؤلاء الجنود ولعدم معرفتهم بحقيقة ما ينتظرهم من مصير محتوم على أيدي هؤلاء السفاحين الطائفيين أفادوا لهم إثناء التحقيق معهم أنهم ينتمون لهذه المحافظات بعد أن تم وعدهم بأنهم سوف يؤمنون لهم سيارات نقل تنقلهم مباشرة إلى محافظاتهم وهذه كانت إحدى حيلهم الشيطانية لمعرفة حقيقة انتماء هؤلاء الجنود والضباط إلى أي المحافظات بالتحديد ؟!!. لقد أثار انتباهي في حينها إيراد هؤلاء من زمرة (منظمة فيلق بدر) الإرهابية كلمات وعبارات لم تمر على مسامعي سابقآ بخصوص وصف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وجيشه من قبيل : انتم جيش الكافر صدام حسين , انتم جيش معاوية ويزيد وغيرها من العبارات , والمثير في هذا الأمر تحديدآ لم اسمع منهم مطلقآ وصفهم للرئيس الراحل على سبيل المثال بأنه : دكتاتور أو طاغية أو فاسد أو مجرم وما شبهه من هذا الكلام , فقد تيقنت بعدها بأن مثل تلك الكلمات أو العبارات هي بعيدة كل البعد عن تفكيرهم الطائفي الوضيع وقد اثبت التجارب والوقائع فعلآ بعد ذلك والمستقبل أكدها بصورة لا تقبل الشك أو التأويل أثناء عملية إعدام الرئيس الراحل وما تخللتها من هتافات طائفية وقحة كشفت الوجه المسخ القبيح لهؤلاء على حقيقتهم المجردة كما هي ... وفعلآ أنهم أعدموا الرئيس الراحل ليس لكونه كان دكتاتور أو طاغية ولكنه تم إعدامه لأنه كان يمثل فقط لا غير امتداد الحكم السني حسب أدبياتهم المذهبية والطائفية والذين يثقفون إتباعهم الهمج الرعاع عليها كل يوم ... ونحن بريئون من هؤلاء أمام الله كبراءة الذئب من دام يوسف (ع) . إعلامي وصحفي عراقي [email protected]