مَن غيري سيدي سقى عينيك الحنين ؟ وزيّن مقلتيك بالزهور وعقود الياسمين * * * ومَن غيري ... ؟ يحلم بك ولا ينساك ويرتجف كلما رآك وينسج من بين يديك آلاف من الأكوان والأفلاك * * * ولمَن يكون وطنك ؟ وكانت يدي هي الأوطان وبعيني أهديتك نقاء الزمان وكنت بكلماتي أنثرها مهدًا وأصنع إليك من جديد الحنان * * * واتحدى كل مَن جاء أن يضع أسفل قدميك الشموس الصفراء وأن يخلق من شوقه إليك حروف لأجلك تسأل الله الدعاء ونبضات تحفظ ملامحك من الألف إلى الياء * * * ومَن يراهن بحياته لأجلك ؟ ويقف ضد أعراف القبيلة لكي يشتري منك فقط نظرات جميلة ويجعل حبك له خلاصة الفضيلة * * * ومَن يستطيع أن يسقيك من أشجار التفاح ويحميك من أعين الناس ويجعل صدره ملجأ للرماح ويتوجك كل يوم ملكًا للعصور والعواصف والرياح كنت أعرف أن رمشك قاتل وكنت أداوي برمشك الجراح ولم أتراجع لحظة حين فكرت أن أصطاد الشمس وأجعلها لك مصباح وحين سألتني هل أحببتني ؟ ألقيت برأسي بين يديك وكنت أعلم أنه لن يشرق عليَّ الصباح * * * أحببتك وكنت أعرف عندما أحبك بأنني سأكون أول قتيل وأني عندما أفرغ صبري ستذبح الحب الجميل وأني عندما أكمل دوري في حرمك سيرخى عليَّ الستار الطويل * * * فلن أحزن يا سيدي فأنت مَن خنت وغدًا ستحتاج حناني وتلهث شهورًا على أيامي وكل كلماتي التي كذبتها ستعود عابدًا كلامي وتبحث وتبحث عني ولن تجد حينها مكاني **********