نبهني احد أصدقاء صفحتي على الفيس بوك بحلقة تلفزيونيه للقمص زكريا بطرس على فضائية الفادى عن تطوير الخطاب الديني يقول فيها ( والواقع إنني أريد أن أقدم دراسة أكاديمية عن الخطاب الديني حتى تكون أساسا لتجديد أو تطوير أو تغيير الخطاب الديني الذي ينادي به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ) ثم يتحدث عن فضله وسابقيته في هذا الموضوع الذي سار على خطاه البعض وأنا منهم فيقول ( ما قمت به أنا شخصيا وغيري منذ حوالي 14 عاما. من فتح الباب لمناقشة الأمور المسكوت عنها في الإسلام منذ 14 قرنا، مثل إرضاع الكبير، وقضية الناسخ والمنسوخ، والطب النبوي والتداوي ببول البعير، وقضية الأحاديث الموضوعة في صحيح البخاري وصحيح مسلم. الأمر الذي فتح الباب أما شيوخ ومفكرين كثيرين في هذا الاتجاه: أمثال: الشيخ القبانجي، والشيخ محمد عبد الله نصر، والأستاذ إسلام البحيري، والأستاذ إبراهيم عيسى، والمستشار أحمد عبده ماهر والأستاذ هشام حتاته وغيرهم الكثيرون ) انتهى وردا على ما قاله عنى بالذات أقول له : الحقيقة أيها القمص أنا لم أرى لك إلا حلقتين على اليوتيوب منذ حوالي خمسه سنوات مع بداية تعاملي مع النت ، عرفت من خلالهم أفكارك وتوجهاتك والأرضية التي تسير عليها ، وهى تختلف تماما عن افكارى ومعالجاتي لنقد ثم تطوير الخطاب الديني أولا : الهدف الاساسى من خطابك الاعلامى هو الهجوم على الإسلام بصورة فجة وعنيفة مع ابتسامه صفراء تقول فيها لإخوتك المسلمين ( أنا أحبكم جميعا ) وأنا لم افعل ذلك لانى اكتب بطريقة علمية منهجيه بدون الهجوم والتهجم والبحث في ملفات السلف إلا حسب سياق الدراسة ثانيا : الهدف الذي تريد أن تصل إليه من خطابك الاعلامى هو التبشير للمسيحية من خلال كشف عورات الإسلام لتقول أن الصوابية في المسيحية ، وفى الحقيقة ليس هذا النهج مقتصرا عليك وحدك لان معظم الإخوة المسيحيين انتهزوا فرصة نقد الفكر الديني الاسلامى السلفي منى ومن غيري ليقولوا ( إذن الصواب في المسيحية ) مما دعاني لكتابه دراسة مطولة على هذا الموقع من 10 مقالات بعنوان ( أساطير التوراة وأسطورة الأناجيل ) ثالثا : أنا أقف على مسافة واحدة من كل الأديان ولكنك تقف على أعتاب المسيحية كاحد رجال الدين المسيحي ، ولهذا فشهادتك وكلامك كله مجروح رابعا : ناتى إلى كتابي ( تطوير الخطاب الديني وإشكالية الناسخ والمنسوخ ) ، هذا الكتاب تحدق عن المراحل الاربعه التي مرت بها الدعوة الإسلامية في العهد النبوي وآيات كل مرحلة فيها لأوضح أن هناك علاقة جدليه وبعد تاريخي يربط السماء بالأرض ، وان النص ابن زمانه ووضحت العديد من الأمثلة بآيات قرآنية ، وفيه فصل كامل عن التاريخية والجدلية ، واعتقد انك لم تقول هذا من قبل أما عن التطوير فقد وضحت إن فقه الإمام مالك من الممكن أن يكون بداية هذا التطوير في قاعدة التيسير التي قال بها وقاعدة ( العلة تدور مع المعلوم وجودا وعدما فإذا انتفت العلة انتفى المعلول ) بالإضافة إلى قاعدة المصالح المرسلة التي قال بها الفقهاء ولم يطبقوها إلا في أضيق الحدود ، وأظنك لم تتطرق إلى هذا لان كل هدفك هو الهدم وأنا هدفي هو التطوير والتجديد وشتان بينهم رابعا : كل كتبي ومقالاتي بحثية لا تقف عن تطوير الخطاب الديني ولكنى نشرت فى أول كتبي ( الإسلام بين التشدد البدوي والتسامح الزراعي ) الذي أوضحت فيه الفارق بين الفكر البدوي والفكر الزراعي وإنتاج كل منهم للدين أو لتفسير الدين الواجد ، وكتابي الثاني بجزئية ( التراث العبء ) تحدثت عن الجيتو الاسلامى واسشكاليات الجبر والاختيار وتراث الجن والعفاريت ، اى انه كتاب تنويري في المقام الأول ، وكتابي الرابع عن تطوير الخطاب الديني إلى تحدثت عنه سابقا ، ثم كتاب عن ( شاهد عيان في مملكة آل سعود ) ، وكتابي الأخير عن ( رحلة المرأة من التقديس إلى التبخيس ) والمراحل التطورية التي مرت بها من بداية التقديس في المجتمعات الزراعية إلى التبخيس في الفكر البدوي فهل أنت قدمت شيء من هذا ،،، أو تحدثت عن شئ من هذا بغض النظر عن اعتقادي الشخصي في الأديان إلا هدفي التنوير بعيدا عن الأديان والتطوير للفكر الديني ، وأنت هدفك التبشير بالمسيحية من خلال الهجوم بطريقة فجة إلى الإسلام مع ترديد ( أنا بأحب اخوانى المسلمين ..... !!! ) فهل أنا أسير على خطاك ؟؟؟ وهل أنا اقتبست اى من أفكارك ؟؟ توجهاتك هي التبشير بالمسيحية وتوجهاتي هي التبشير بالتنوير أنا لست في مجال الدفاع عن الإسلام ولكنى فقط أريد أن أقول لك : لسانك لاتهتك به عورة امرئ ... فكلك عورات وللناس السن وليتك تقرأ دراستي المطولة عن أساطير التوراة وأسطورة الأناجيل فالي لقاء -------------- بقلم / هشام حتاتة كاتب وباحث مصري