"اخرج منها" لا أذكر بالظبط السنة التي قالها لي ,بالتأكيد منذ زمن سحيق لا أستطيع عدّه ,ولكن حدث ما حدث وطردني حينها فخرجت من جنّته مذموماً مدحوراً .كما قلت لا أذكر منذ متى خرجت ولكن أذكر جيداً ما فعلته بعدها إنتقاماً من هذا الذي طردني من أجله ..نعم إنتقمت أشدّ الإنتقام منه فأخرجته من الجنة أيضاً بل وبدأت في السعي بصدق نحو الإنتقام من أولاده جميعهم ماعدا قليلاً منهم ,هؤلاء من أكره الحديث عنهم ..فقد خذلوني وعصوني وطاعوا ربهم ! مرت سنوات وقرون وألوف السنين وأنا السبب في خزيكم وبأسكم الشديد ..أنا وخلفائي بدأنا في وضع خطط لكم ومن أجل تدميركم ..فسحقاً لكم ..خطط لا أنكر إنها نجحت مع كل بني أبيكم ولكنّها بالطبع نجحت معكم أحبائي ..فسحقاً لكم. الخطة الأولى التي وضعتها هو أن أجعل جنسكم ينال جزاء ما فعله أبوكم ..أأمن أجله يطردني الرب من جنته التي عشت حياتي فيها قبل أن يخلق طينته ؟؟ المهم هنا أنني أغويت الكثير منكم ونجحت إلى حد كبير في هذا إنتقاماً لتخلدوا فيها وبئس المصير . الخطة الثانية تتلخص في جبروتي وسلطاني ..وقد نجحت فيها ,نجحت في أن أجعلكم تخافون منّي وتجسدونني كبشع الهيئة ..إتخذتموني إلهاً مخيفاً ..لا أدرِ متى رأيتموني حتى تتهموني بهذه البشاعة ؟؟ وضعت خططي هذه وشرعت فوراً في تنفيذها بالحرف الواحد .فأنت مثلاً ..أنا الذي قلت لك يوماً إقتل فلاناً لإنه ضد شريعتك فقتلته .. وإنتِ مثلاً .. أنا الذي قلت لكِ أن تعطي جسدك لفلان لأن النشوة رائعة حقاً رغم إنكِ تعرفين جيداً أن الزنا من الكبائر .. وأنتم .. أنا الذي قلت لكم تمسّكوا بالحجر الذي تعبدوه خوفاً من تجارة تخسروها وأن ترفضوا دعوة النبي في ذاك الوقت الذي تعلمون جيداُ أنه الحق .حتى تكبّركم أنا من أوحيت إليكم به .. وأنتُنّ .. أنا الذي قلت لكنّ أن تتحدثوا عن فلانة من وراء ظهرها وقلت لكنّ أيضاً ما هي إلا دردشة بسيطة ولن تضركم. والآن .. أنا معكم وأتعذب مثلكم بالظبط وفي كل بساطة أقولها ,أنا لم أرغم أياَ منكم على شيء فأنا دعوتكم وأنتم بكامل إرادتكم أطعتموني وأشركتم خالقكم بي .. فلا تلوموني فأنا معكم في محنتكم هذه وليس بيدي أي شيء من أجلكم . فهل أنتم بيدكم شيء ؟؟ قولوا ما تشاؤون .. فأنا قد نجحت . والحق أنني أريد أن أشكركم جميعاً .. لمساهمتكم الرائعة في تحقيق أحلامي . وكامل أسفي وحقدي في آن واحد عليكم لسلبي أحلامكم الرخيصة. فسحقاً لكم .. هذه خطبتي من قعر سقر هذا .. وأشكركم على حسن إستماعكم لي وأرجو أن تكونوا قد تقبلتم ردّي على إتهاماتكم البغيضة . ......... -تمت- هيثم ممتاز