واعتذرتا منصرفتين بعد أن صافحهما ضغط على يد بوسى حتى تدفق الدم بين وجنتيها وكأن مساً كهربائياً تطرق نحو قلبها ظلت شاردة تتأمله وهو يرقص معها ويقبلها ويدوران بين السحب على بساط مطلى بالجواهر ، أنه وسيم حقاً ممشوق القد عيناه فيروزتان وشعره كستنائى يعجب أى فتاة ، ولكن شعورها هذا لوسامته ؟ أم لأنه سبيل لتحقيق أحلامهالا أكثر ؟ على أى حال أنها ظلت مع خطوط الخيال حتى بلغتا الدار صاعدتين الدرج ترتسم البسمة بين وجنتيها ، بسمة نابعة من القلب ، دخلت الغرفة تتطوف حول نفسها والزميلات تركن المذاكرة يحدقن نحوها في دهشة ، تقبل المرآّة كعادتها ، واستقرت نحو النافذة شاخصة إلى السماء تناجى الكواكب فتزذاذ تألقاً ، وسارة تليها ارتمت على السرير وقد نال التعب منها مبتغاه . ترنو نحوها جهاد قائلة: مابك يا سارة ؟ لا استطيع التحدث والقيام ، إعداد الطعام عليكن اليوم . جهاد تبادرها باسمة : لا تقلقى ريهام في المطبخ تعد الطعام تضع سارة يدها على بطنها قائلة : أنا جائعة جداً اليوم . وبوسى ما زالت مع أحلامها في النافذة، الجميع ينظرن إليها في ضحكات ساخرة سوزان تبادرها: يا سندريلا يا سندريلا يا بوسى . لا تعن شيئاً تحدق نحوها سارة في ابتسامة ساخرة: لا تسمعكن أنها الأن مع الجمهور. ولم تستيقظ من وهلتها إلا عندما دخلت ريهام رافعة في يدها بطسطاية واقفة في منتصف الغرفة قائلة : عشاؤكن اليوم بطسطاية . استدارت بوسى ... الطعام سرق . تضحك جهاد متحسسة بطنها بالطبع سوف ننام اليوم خفاف. تنهض سارة قائلة : لابد أن تتصرفن أنا جائعة للغاية . ترنو نحوها ريهام قائلة : تصرفن في عشرة جنيهات وأنا سوف أذهب للبقال على الفور. سارة تضحك ساخرة و قالت : تسألن على فلوس "ما تلقوش" معى غير حوالة يتم صرفها غد . ريهام : أنا معى 20جنيه للسفر غداً10 للكمبيوتر . بوسى تقف في منتصف الغرفة واضعة يدها في خصرها وتدور حولهن : أعلنتن إفلاسكن مرة واحدة . وما إن وقعت عين بوسى على حقيبة جهاد على المنضدة ودلفت نحوها مهرولة تقلب فيها وسرعان ما أنهالت عليها جهاد لتأخذها ولكن بوسى اندست في الفراش وتحتها الحقيبة وما لبثت جهاد وارتمت فوقها تحاول تخليص الحقيبة قائلة : الموجود بها 20 جنية ثمن تذكرة القطار غداً . ريهام تحدق نحوهن قائلة : حيث كده لا يوجد غير حل واحد فقط . بوسى تجلس على السرير متربعة .. قولى . ريهام : وفروا كمبيوتر الآن أقوم بأجراء مهامى على وأعطيكن 10 جنيهات . سوازن : أذهبى مكتبة الجامعة أكيد الاسعار مخفضة . جهاد : فعلاً فعلاً أسعار مخفضة حيث الساعة هناك 2 جنيه وأقل القليل لكى تبحث عن الموضوع و يبدأ النت يحمل 4 إلى 5 ساعات . سارة : أنا لم أذهب مكتبة الجامعة من قبل ولكن أعتقد يوجد تدعيم خاص بالكتب . جهاد تضحك ضحكة عالية : لا تتحدثى عن الكتب بالفعل مدعمة . بوسى تقول ساخرة : مدعمة مدعمة ونحن على رأس خطة التدعيم في كل شئ مصاريف جامعة ، والدار ، الكتب ، والطعام ، والملابس ، والنت طلعلنا في البخت. جهاد : لا لا والمواصلات ، ودروس التقوية من المعيدين . وتحبيش الملازم وخلافة . سارة : أنا لا أعرف الموظفين يعملوا إيه ريهام تضحك ساخرة .. موظفين تمام تمام تمام زادت المرتبات والحمدلله وماما تستطيع الآن تشترى كيلو اللحمة100 جنية وبابا يتقاضى راتب قدرة 500 جنية ، عندى خمس أخوات يعطنيى كل أول شهر 200 جنية ،100مصاريف الدار، 100 جنية مصاريف طول الشهر تخلص قبل يوم عشرة في الشهر ، وباقى الأيام أقضيها مع الاصدقاء ، جهاد تبادرها : أنا بابا يعطنى 250 جنية ، ياسلام ياسلام 100 جنية لدار ، 150 جنية مصاريف طول الشهر ولا يوجد أحداً أعتمد عليه. بوسى تهب واقفة في منتصف الغرفة تحدق نحوهن بوجه متقزز .. ياله من يوم نكد أنا ذاهبة أسأل الحج مى عن لاب توب . ينظرن إليها في دهشة ،تبادرهن قائلة : لا تنبسن بكلمة . ودلفت بوسى نحو الغرفة المجاورة دخلت تلقى السلام وإذ مى جالسة متربعة على السرير تتسامر مع الزميلات أقتربت منها فى خطا وئيدة وعلى وجهها ابتسامة هادئة ورتبت يدها على ظهرها وبادرتها: أنا لا أريدك تكنى أى غضب تجاة ريهام يا مى . مى يلوح في عينيها الدموع قائلة : لا أبداً . أختلست بوسى نظرة سريعة في الغرفة باحثة عن لاب توب وعادت تدنو من مى قائلة: أنا لا أريد هذه الدموع ثانية ريهام قلبها طفل ولكن سرعان ما تنفعل . ارتسمت ابتسامة مغتصبة على وجه مى قائلة : لا أبداً لا تشغلين بالك بأمر . فى ثنايا الحديث وقعت عين بوسى نحو لاب توب وضعت يدها تحت ذقن مى قائلة: أيوه أنا أريد أن أرى هذه الابتسامة الرائعة وحيث كده أتشجع وأطلب طلبى. مى : أنت تأمرى . بوسى : أنا محتاجة لاب توب نصف ساعة وسوف أعيده إليك في الحال . مى : تفضلى تحت أمرك . بوسى : شكراً يامى وأنا أسفة لأى مضايقات قد صدرت من ريهام . أخذت بوسى الجهاز ووضعت قبلة على جبينها وأنصرفت إلى غرفتها دخلت وإذ تستمع إلى أحد أخدانها جاءت من الغرفة المجاورة تسأل زميلاتها قائلة : أنتن سوف تنتخبن من . وفور تردد هذه الكلمات على سامع الفتيات وانهلن عليها بالضرب ، ووضعت بوسى اللاب توب على المنضدة ولكزت الفتاة فارتمت على السرير مهرولة وأنهالت عليها كذئب المفترس بالضرب تصفعها أقلام رنينها مترام في أنحاء الغرفة ، صرخت الفتاة ودوى صراخها في المكان ، بوسى تبادرها .. قولى مافيش انتخابات مافيش انتخابات الفتاة تردد : لا توجد لا توجد انتخابات .وفى ثنايا حديث الفتاة ، دخلت إمينة وإيمان يحملان أكياس اللحوم عليها رمز الفنجان ورائحتها منتشرة في المكان ، بوسى تركت الفتاة على الفور ووقفت تتنفس رائحة الطعام قائلة : ياسلام ياسلام ما هذه الرائحة . وخطفت هى وريهام الأكياس وفتحنها يحدقان بداخلها وقد اتسعت عيناهما قائلتين في سرور .. كباب وكفتة كباب وكفتة . قبلا الأكياس وقال الجميع : يحيا الفنجان يحيا الفنجان . بوسى قبلت رأس الفتاة قائلة : تعيش الانتخابات ، تعيش الانتخابات ، وقد انساب الوقت تملؤة النشوى والبهجة والسعادة يتسامرن إلى أن ذهبن في أحلامهن حتى صباح اليوم التالى تعكس سماؤه الصافية البيضاء بلون الشمس الساطع نوراً نحو وجوههن تدعهن لنهوض ، نهضت جهاد وريهام وقد أوطنتا العزم على زيارة العائلة بدأ تحضير الحقائب وأرتداء ملابس تساعدهما في الحركة وركوب المواصلات ، خرجتا مهرولتين من الدار يضربان فى الطرقات نحو محطة المترو للذهاب إلى محطة القطار فى رمسيس وقد انساب الوقت هادئاً حتى وصولهما محطة القطار وتقدمتا خطوات بالداخل .