شكّلت مواقع الإعلانات المبوّبة مؤخراً نقلة نوعية واسعة في مجال الإعلان والتسويق في جميع أرجاء العالم لكافة أنواع الطلبات والعروضات للمنتجات والخدمات المتداولة، ممّا أدّى بدوره إلى تراجع أسهم الصحف الإعلانية المطبوعة، ولوحظ تهافت الكثير على المواقع الإلكترونية الإعلانية. فمواقع الإعلانات المبوبة باتت الوسيلة الأفضل والأسرع للإعلان والتسويق والوصول إلى الفئة المستهدفة دون عناء يُذكر أو وقت يُهدر خلال عمليات البحث الواسعة. حيث أن مثل هذه المواقع تعمل من خلال اعلانات مبوبة تنشرها عبر أقسامها المختلفة تبعاً لإختلاف العرض والطلب كوسيط بين البائع والمشتري يقوم على تقديم كاقة الخدمات للمستخدمين بشكل مجاني ودون إضافة أو فرض أيّ عمولات. إلا أنّه وبالرغم من هذا الانتشار الواسع لشركات الإنترنت في المنطقة والتي باتت تقدّم خدمات الإعلانات المبوبة عبر مواقع متخصصة، يكون السؤال الأجدر بالاهتمام هو: كيف تجني مواقع الإعلانات المبوبة أرباحها ؟!.. من الطبيعي أن يتساءل المستخدمون حول ماهية الربح التي تعود بها مثل هذه المواقع على أصحابها والقائمين على العمل فيها؛ كوّنها أخذت في الآونة الأخيرة بالانتشار وإقبال العديد من أصحاب رؤوس الاستثمار وذوي الخبرة على العمل على توسيع نطاقها في المساحة والخدمة، لذلك لا بدّ وأن تكون الإجابة شافية وواضحة. مواقع الإعلانات المبوبة مثل موقع السوق المفتوح، الذي يعدّ واحد من أشهر المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، تعمل كوسيط تجاري مجاني يكمن ربحها من خلال النقاط الثلاث التالية: 1. بيع المساحات أو البنرات الإعلانية الدعائية 2. إعلانات جوجل أوردز 3. الإعلانات المميزة المدفوعة من قبل المستخدمين وذلك بالإضافة إلى تداول ال: - الإنطباع Impression - الرعاية الإعلانية Sponsorship - Cookies كما أن زيادة الترافيك وهو ما يعني عدد حركات المرور على الإعلان أو الصفحة أو الموقع لها قيمة كبيرة تدرّ دخلاً هائلاً على تلك المواقع. فيما يمكن تحقيق أعلى حركات مرور من خلال ميزانيات تسويق ضخمة على كافة وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي. وفي إجابات أخرى لخبراء ومتخصصين في هذا المجال فقد يكون لقاعدة البيانات الخاصة بكل موقع قيمة ربحية عالية؛ حيث يتم تصنيفها وفقاً لإهتمام المستخدم والعمر والنوع والمنطقة الجغرافية ليتم بيعها لاحقاً للشركات الكبرى المهتمة بتحسين جودة الخدمات التي تقدمها للعملاء والترويج لمنتجاتهم عبر البريد الإلكترونية أو رسائل الهواتف المحمولة وغيرها الكثير. فيما قال آخرون بأنه قد يتم بيع اسم الدومين نفسه بعد وصوله إلى حدّ معيّن بمبالغ خيالية تصل غالباً إلى ملايين الدولارات. وبهذا تجني تلك المواقع الإعلانية أرباحها بشكل يغطّي جميع نفقاتها ويزيد بشكل أو بآخر مع مرور الوقت واتساع نطاق الخدمات التي تقدمها وانتشارها في العديد من الدول والمناطق الداخلية والخارجية على حدّ ِسواء.