الحب علاقه روحيّه لانعلم منها غير الفقد .. لانلمس منها غير الوجد .. لاتعرف منها غير الحرمان .. الحب علاقة ياسادة تتجرد من مادة أوقسمات الأشياء .. الحب كياناً روحياً لايعلم أبعاداً تُحصى ولا أهواء .. الحب ثمرةً للوجد لاتعلم الحميمية ولا حتى الارتواء .. الحب غاية فى ذاته ينأى عن المقاصد والمرامى .. فان تمازج وقد أثمر مولوداُ فليس من الحب فى شىء حب الأزواج ليس حباً لكن سمّه ان شئت تلاقياً منفّذاً لنظريات الكون الحتمية بغية استمرار الحياة.. فعلاقة الحب بين امرأة ورجل ان تنجح يفشل الحب فى معناه ومقصده .. اذ الحب لايعلم الأهداف وقد تحققت بالزواج وانجاب الصغار .. الحب يتطور بالفقد .. بالوجد وبالحرمان ..ليصير عشقاً فتولُها ً فذوباناً ففناءاً فى المحبوب .. لاتتوج قصص العشاق برباط مقدس كزواج مثلاً فان حدث فلسنا أمام حب بمعناه الحقيقى والّا فمامعنى ان تتزوج امراة اثر فقدان حبيبها المعشوق وما ذا يعنى أن يتزوج الرجل بعد رحيل معشوقته زوجته وحبيبته .. يتزوجان كلاهما وقد كانا هائمان يسطران أحلى قصص العشق والغرام .. أترون أن ماكان يجمعهما فى حقيقته حباً ... لا ياسادة انه تطبيقاً عملياً لنظريات الكون الحتمية .. لو كان حباً ياسادة لاتشحت من مات زوجها بسوادها طوال عمرها والتصق الزوج العاشق بذكرى معشوقته الراحلة طوال حياته ..اذاً هو لم يكن حباً وقد عرف هدفاً قد تحقق .. انما الحب هو حب عبلة لاتعرف سواد عنترة ولادمامته .. انما الحب كحب قيس لايعرف له غاية غير جنونه ..انما الحب هو حب جميل لبثينة من غير زواج يجمعهم ...من غير هوى .. الحب لايعرف هدفاً ولامقصد .. الحب لايعرف لون الأجساد .. الحب لايعرف وطناً ولا حدوداً لبلاد .. الحب لايعرف عمراً أو سناً أو حتى أضداد .. الحب حب لاينتهى لنتيجة سوى أن يتطور ليصير وجداً فعشقاً فذوباناً ففناءاً فى روح المحبوب .. ليباركه الرب فيتجلى على العاشق بروح العشق الالاهى .. ليتنعم الواجد بوصال الموجود ويتبدل الحب بلقاء المودود ليفنى العاشق فى فيض المعبود .. هكذا تبدل الحب وجداً والوجد عشقاً والعشق فناءاً ليصير متعة ً وذوباناً فى حضرة الرب المعشوق ....قد أحسّ به نجباء العاشقين فقرضوه شعراً كابن الفارض بقوله : أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَلَذّ لي ****** خضوعي لديكمْ في الهوى وتذللي الحب ياسادة يمكن لمسه فى مشاعر الأب لصغيرته والأم لصغيرها .. هو الحب الذى لايعرف النتائج ولا الثمرات .. هو الحب الذى لايخلفه هوى ولامتعة محسوسة ..لكنه حب يقنلك بالفقد .. يحرقك بالوجد .. يلتاعك بلا استئذان .. الحب لايعرف ثمن الأشياء .. فحب ولدك لك ليس حباً انما هو وسيلة لحاجة ...بيد أن حبك له هو حب يتجرد من معنى الأهواء .. الحب ياسادة لايعلم الملامح ولا الرسم ولا الأبعاد .. الحب مادته الروح كما الروح تتخطى قسمات الوجوه أو الاجساد .. لاتسألن المحب عن صفات محبوبه فهو لايعلم سبباً لحبه ولاوصفاً لمن يحب .. ان شئت العلم بحاله وسبب حبه ومأله فتخطى معه بروحك أسوار الجسد... لترى عالماً أخر هو أجمل من عالمك ...هو أصفى من عالمك ..هو أطهر من عالمك ..هو عالم لايعلم زيف المادة ولاعيوب الصور ومؤثراتها .. هو أنقى من كل ذلك .. هو أسمى من كل ذلك ويزيد .. الحب ياسادة لايتخطى حدود الروح والّا فلن يعرف للعشق سبيلا .. ان تفقد الحب ملامح جسد المحبوب لايكون حُباً بل وسيلة لغاية يكتمها طرفاه أو يخفيها الكون لأجل ثمرة يبتغيها هو ....هى وصاله ودوامه .. كذب الشعراء فسموك حباً وخاطبوك بشعور الصبايا وخدود الحسان وقدود العزارى وعيون الغزلان .. انما أنت فى حقيقتك لاتعرف كل هذا الوصف الزائل .. الحب ياسادة ينتمى لعالم غير عالمنا لكنه يتواجد معنا بيننا .. يبحث عن خلاصة المحبين .. لايعرف مادة ولا جسداً ولا لمسات ولاهمسات .. الحب دمعة وجد وأهة فقد .. الحب حرقة كبد العاشق لمعشوق غير مأمول .. الحب عطش قاتل بلا ارتواء .. الحب لايُثمر أطفالاً ولايروى ظمأ العًشّاق .. الحب لايعرف سوى الوجد والفقد والحرمان ليصير عشقاً بالتلاقى والتلذذ بلاأحضان .. الحب لايعرف معناه غير المحبين ولايقدر على وصف مذاقه غير العاشقين .. لاتسألنّ نفسك ان سافرت وأنت قابعاً فى مكانك انما قد سافرت روحُك .. لاتؤلمها ألاف الأميال بلا جسد يحتويها.. حتى تتلاقى وروح تنتظرها هى كذلك بلا جسد يحتويها ولاأمل يحتضنها .. هنا فقط يقطن الحب بضمير الكون .. الحب علاقة غير مأمولة وزرع غير مُثمر وفداء بلا استشهاد .. فان تحقق قصد العاشق لم يكن حُبّاً ..فالحب ترويه اللوعة ويؤججه الحرمان .. الحب لايعرف توبةً ولاكفّارة .. الحب لايعلم لذّةً ولا استثارة .. الحب فناءً فى فناء .. الحب وجد فى وجد .. الحب تولها فى توله وذوباناً فى ذوبان .. الحب لايشيخ لكنه يتسامى .. لايموت لكنه يتنامى ليصير بأسمى حالاته عشقاً الاهيّاً... فيه يتجلى الرب ليحرس العاشقين ويُثيب المحبين بلا أهواء منهم فيتنعم عليهم بامتاع مابعده امتاع ولذة لاتدانيها لذة ...هى لذة عشق الرب المحبوب .. ليصير الدمع ضحكات ..ويصير التباكى بسمات .. وتصير الأحزان أفراحاً... ويصير التجافى تلاقياً ويصير التنائى وصالاً للعاشقين .. ليذوب الكل فى واحد لاينتهى ...وتتسع الحضرة لكل القلوب الهائمة فى حب المعبود .. أهاً يامن غزوت القلب بلا أمل أو مقصد .. أهاً يامن سفكت دمى بخنجر عشقك .. أهاً يامن تلذّذت طوال العمر بأنّاتى .. أهاً يامن أجدك ولا أجدك .. ألاقيك وأفتقدك .. أهاً ياحُبى الملائكى الذى لايعرف أوطان.. ياساعات العمر الراحلة وقد تجددت خلف جدارالزمن المكسور .. ياعزابات الماضى وأنّات الحرمان .... أّذكرينى عند مليكك وأخبريه عنى أننى قد عرفته بينما هم .....................فقد ظلموك أيها الحب ..