حقا لقد تفاجأنا حين سمعنا ردا وقحا مخزيا والفاظا سوقية منحطة من طرف مربي يتمثل في هذه المقولة الحقيرة الا وهي "الّي موش عاجبو يُشرب من البحر" والتي كررها كذا مرة وفي النعت الحقير للمواطن المعارض و المعلق على الزيادة للاساتذة و المتمثل بنعتهم (بالغربان الناعقة). هذه المقولة التي لا تنم الا عن عجرفة وصلافة و قلة ادب.ونعت لا يصدر الا عن اللامسؤول. ان الامر لمخجل ومؤسف للغاية. شكرا على الاخلاق الحميدة اخلاق المربي الفاضل يعني نحن اهالي و اولياء التلاميذ غربان ناعقة نشرب ماء البحر أهذه هي الاخلاق التي تدرسونها للتلاميذ!!! نعم ان اخلاق التلاميذ تدهورت من سيئ الى اسوا و تقريبا اضمحلت وهذا بفضلكم استنتاجا من جوابكم، و حل محلها محاولات الانتحارالتي اكتسحت عقول التلاميذ. لقد اصبحت المقولة الشعبية التي تنم عن قلة تربية وتحد و قلة ذوق و سوء اخلاق وعدم احترام للاخرين الا وهي (( الي موش عاجبو يشرب من البحر )) شعار بعض المسؤولين ما بعد الثورة. و الغريب في الامر انها تصدر عن مسؤولين لهم دورهم الفعال في المجتمع و الناشئة و اتعجب اكثر حين تخرج من فم مربي، هذا المربي الذي امناه على ابنائنا وفلذات اكبادنا وعلى اخلاقهم وعلى مستقبلهم. هذا التصريح يلخص مدى انحطاط مستوى اخلاق المربي و مستوى تدني التعليم في تونس وما هذا الشعار وذاك النعت البغيض الا خير مؤشر على ذلك.كان من الاجدر و الاحرى بكم ايها المربون ان تتنازلوا عن الزيادة كليا ولا تاخذوا منها فلسا واحدا، يعني بالفصيح تتخلوا عنها نهائيا وهذا ما يمليه الواجب الوطني و الضمير اليقظ. وتتبرعوا بها الى الجيش و الامن لشراء المعدات و السلاح لمكافحة الارهاب ولا تعودوا للمطالبة بها الا بعد نهوض الدولة الاقتصادي و تتخلص من الديون ونخلص ايضا من الارهاب عندها لكل حادث حديث . لقد اثبت بالتصريح بهذا الشعار المزري المتخلف وبذاك النعت الكريه الذي ينم عن قلة احترام للاولياء و غيرهم ان المربي قدوة التلميذ من افسد اخلاق التلاميذ او ساهم في افسادها. كان على الدولة قبل ان يمارس المربي مهنة التعليم ان تجري عليه قبل الانتداب اختبارا نفسيا تقنيا بما يسمى بالفرنسية (test-psychotechnique)من طرف خبير مختص في المجال حتى تعرف ان كان مؤهلا لتربية الاجيال اخلاقيا و سلوكيا و تربويا وقدرة لتاهيلهم لحمل مشعل المستقبل. لقد كان في السبعينات يجرى اختبار نفسي تقني للتلميذ قبل توجيهه لترشيح المعلمين او لدار المعلمين العليا حيث ان اغلب الاساتذة كانوا يتخرجون من دار المعلمين العليا و القليل القليل منهم من بعض الجامعات اذا اقتضى الامر. لا بد من المطالبة باجراء اختبار نفسي تقني (test psychotechnique)على الاساتذة لاختبارمدى صلوحيتهم لمواصلة التدريس و اجراء دورات تكوينية في الاخلاق الحميدة و السلوك. ومنع الاساتذة اللذين يعطون دروسا خصوصية من مواصلة التعليم الحكومي حتى لا يقوموا بوظيفتين وتطبيق قانون الوظيفة العمومية الذي يمنع الموظف من جمع وظيفتين في مؤسستين موازيتين و على الاستاذ ان يختار اما ان يكون استاذا تابعا للدولة او استاذ دروس خصوصية او استاذا بمدرسة حرة و يترك مكانه لغيره من حاملي الشهائد العليا الذي لم تسنح له فرصة للعمل و بذلك توفر اماكن شاغرة في مجال التدريس لاصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل. ---------------------------------------- الاديبة و الكاتبة و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية