كان لابد من الإبحار نحو الجنوب لصون تدفق مياه نهر النيل نحو الشمال إلي مصر العظيمة التي تنعم بماءه العذب وخيره الوفير منذ فجر التاريخ وأبدا ماتوقف عن الجريان وقد لعبت السياسة دورها حيث تربص الأعداء بمصر وكان شبح الحد من تدفق نهر النيل نحو مصر مخيفا تزامنا مع إعلان أثيوبيا عن إنشاء سد النهضة. وقتها كانت سياسة مصر الخارجية قصية تماما عن أفريقيا وقد تعددت زيارات الرئيس السابق حسني مبارك لأوروبا دون التفكير في الإبحار جنوبا لتوطيد الروابط مع دول حوض النيل لتشهد العلاقات المصرية الأثيوبية جفاءا ملموساً وتحديدا بعد محاولة الإغتيال الفاشلة للرئيس مبارك في أديس أبابا. وكان كارثيا أن يتعامل نظام حكم الإخوان مع الأزمة بمثل ماتعامل معه علي نحو شاهده العالم بأسره في اللقاء الكارثي للرئيس المعزول محمد مرسي لبحث أزمة سد النهضة وكان اللقاء علي الهواء وكانت الأحاديث تدعو للرثاء لأن مصر ليست هؤلاء. إتخذت أثيوبيا حديث الرئيس مرسي مع من جلسوا معه ذريعة للتعجيل ببناء السد بعدما شاهد العالم رئيس مصر" الإخواني" ومن معه يحرضون علي ضرب أثيوبيا. كان لابد لمصر أن تثور في وجه نظام حكم الإخوان لإنقاذ مايمكن إنقاذه وكانت الثمار أن تغيرت سياسة مصر نحو أفريقيا وتحديدا دول منابع النيل لتشهد العلاقات المصرية الأثيوبية تغييرا جذريا للأفضل أثمر عن لقاءات ثناثية بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا وكانت الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لأثيوبيا الثلاثاء 24 مارس 2015 فاتحة خير نحو التعجيل بحل الأزمة سيما وقد كانت في نفس اليوم الذي شهد توقيع وثيقة سد النهضة في الخرطوم وفي اليوم التالي كان خطاب الرئيس السيسي أمام البرلمان الأثيوبي مؤكدا بأن الأمور قد تغيرت للأفضل في مشهد حمل رسائل طمأنة للمصريين بأن تدفق نهر النيل آمن نحو الشمال ولاخطر علي مصر فضلا عن إيصال رسائل طمأنة للشعب الأثيوبي مفادها أن مصر تبتغي الخير لأثيوبيا وأن العلاقات المصرية الأثيوبية تاريخية ولن تتأثر وأن أزمة سد النهضة قد إنتهت للأبد. لقد تغيرت لغة الخطاب وتحول الأمر من إستعلاء وتهديد إلي إحترام متبادل ولأجل هذا كانت الزيارة إيجابية سيما وهي الزيارة الرسمية الأولي لرئيس مصري لأثيوبيا منذ ثلاثين عاما. ... من مصر إلي أثيوبيا لقد تغيرت لغة الخطاب ومن ثم فلاخوف علي نهر النيل من التدفق نحو الشمال ليكمل رحلته الأبدية إلي أن يشاء الله.....تحيا مصر.