الشيخ محمد الفيومي هو عالم أزهري كبير وعالم في علم الإنشاد الديني والتواشيح الدينية بجمهورية مصر العربية في القرن العشرين الماضي وكان رجل من أهل الصدق والمحبة ومن الداعين إلي حب الوطن وهذا ما جعل هذا الشيخ محل حب ورضا من المصريين فقد أحبه الناس لحسن خلقه ودعوته للتسامح مع كل الناس لا تفرقة بين كل المصريين وإنما يجمعهم الحب والتعاون علي الخير والتمسك بالقيم الحميدة ومساعدة المحتاجين من الناس بالمال والعلم والتخفيف عنهم بالوقوف علي مساعدتهم خاصة المحتاجين للمساعدة للمال والعيش والدواء فقد كان رحمه الله يساعد الناس بكل جنيه يكسبه من تعب يده فكان ينفقه لصالح المرضي والمحتاجين جميعا دون تفرقة بين المصريين مسلمين ومسيحيين وغيرهم وكان بيت هذا العالم والمنشد الجليل قبلة للأصدقاء من الفنانين والمبدعين من الشعراء والأدباء والثقافة فقد تحول بيته في القاهرة إلي مقر للندوات التي تجمع بين الناس علي المحبة والعلم والثقافة والتسامح الديني بين كل الناس وكان الشيخ محمد الفيوم صاحب أداء راقي وصوت جميل في إلقاء التواشيح الجميلة الدينية في المساجد وخارجها وفي كل مكان يذهب إليه بجانب أنه عالم ديني كبير وقد تربع على عرش الإنشاد والتواشيح الدينية في بداية الأربعينات من القرن العشرين الماضي وأصبح من كبار المبتهلين بالإذاعة المصرية عام 1945وقد شارك الشيخ محمد الفيومي في السينما المصرية في عصرها الذهبي وقد استعان به المخرجين الكبار في تصويره وهو يؤدي الإنشاد الديني مع بطانته الكبيرة والتي تشاركه وتردد وراء إنشاده الديني بصوته وأدائه الجميل صوت وصورة في أحد المشاهد الطويلة وهو يؤدي التواشيح الدينية في بعض مشاهد الأفلام السينمائية التي قام بأدائها في الأفلام المصرية فقد اشترك الشيخ والمبتهل والمنشد محمد الفيومي في فيلم (عزيزة) إنتاج 1954 بطولة فريد شوقي ونعيمة عاكف وعماد حمدي وسعيد أبو بكر وشكري سرحان ومنير الفنجري وزينات صدقي وطوسون معتمد ومحمد قنديل وزينب صدقي وإخراج حسين فوزي وقد عرض هذا الفيلم علي شاشة السينما المصرية يوم 1 نوفمبر 1954م والفيلم الثاني شارك الشيخ محمد الفيومي فيه بالإنشاد والتواشيح الدينية وهو فيلم ( رصيف نمره خمسة ) إنتاج 1956 م بطولة الفنان فريد شوقي وهدي سلطان وزكي رستم ومحمود المليجي وفاخر فاخر والطوخي توفيق وعبد الغني النجدي ومحمد رضا وملك الجمل ونعيمه وصفي والطفل سليمان الجندي وإخراج المخرج الكبير نيازي مصطفي وعرض في علي شاشة السينما في يوم 13 فبراير 1956م ، والشيخ محمد الفيومي وأول أزهري مصري يقوم بإلقاء التواشيح والإنشاد الديني في السينما المصرية وقد ولد الشيخ محمد الفيومي كفيف العينين بجمهورية مصر العربية بمحافظة القاهرة في حي الجمالية يوم 25 مارس 1905م وكان والده عالم كبير بالأزهر الشريف وأيضا كان يعمل مصححاً للغة العربية بالأزهر . وقد التحق الشيخ محمد الفيومي بالأزهر وهو في سن العاشرة من عمره ، وقد حفظ القرآن الكريم كاملا وتعلم أصول التجويد والترتيل علي يد الشيخ حسن الجريسى الأزهري ثم احترف قراءة القرآن الكريم في المساجد والمأتم وكان الشيخ محمد الفيومي رحمه الله تعالي من الذين يعشقون ألحان الملحن المصري الكبير داود حسنى رحمه الله فقد حفظ ألحانه وطقاطيقه وموشحاته ، وقد أصبح يجمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء. وفى إحدى أمسيات الإنشاد الديني التي كانت تقام كل أسبوع وفي كل شهر في بيته وفي أماكن أخري وقد استمع إليه الملحن الكبير داود حسنى، ونصحه بالإنشاد الديني الذي رآه أنسب لصوته الجميل ، وقد استجاب الشيخ محمد الفيومي لهذه النصيحة الغالية من الملحن الكبير داود حسني. وسرعان ما لمع الشيخ محمد الفيومي قارئ للقرآن الكريم ومنشد كبير للإنشاد الديني واكتسب تقدير كبار القراء والمنشدين والفنانين والناس أيضا واشتهر شهرة كبيرة في مصر في القرن العشرين الماضي بأدائه الجميل وأسلوبه الراقي . واشتهر الشيخ محمد الفيومي بالسيرة الطيبة بين الناس وكان صاحب خلق كريم ، ما جعله محل حب وحفاوة لدى الجميع من الناس ، وكان بيته في القاهرة محل تزاور من كل الناس ومن الفنانين والمبدعين والشعراء ، وكان صوته الجميل ينافس كبار المنشدين والمطربين في القرن العشرين السابق وقد تربع على عرش الإنشاد والمديح الديني وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية عام 1945 وفى عام 1970 كلف الموسيقار عبد الحليم نويرة، مؤسس فرقة الموسيقى العربية في مصر، الشيخ محمد الفيومي بالإشراف على تعليم وتحفيظ كثير من الطلاب الشباب في مصر هذا التراث من التواشيح والإنشاد الديني وقد كان الشيخ الفيومي بجانب تبحره في علم الإنشاد والمديح الديني فقد كان علم في الأدب والشعر واللغة والثقافة والموسيقي والغناء بجانب علمه أيضا بالعلوم الدينية وقواعده وكان الشيخ الفيومي من الذين يدعون الناس للسماحة والتسامح الديني بين كل الناس وكان ينهي الناس عن التعصب الديني والفتن الطائفية فقد كان رجل من أهل المحبة والصلاح وكان يساعد الناس بكل ما يعطيه الله تعالي من مال في مساعدة المرضي والفقراء والمساكين وكان لا يبخل بأي شئ فيه مساعدة لكل الناس دون تفرقة بينهم وكان يدعو لتنقية كتب التراث الديني من كتب الفقه والسيرة والتاريخ سواء في الإسلام أو في المسيحية أو في غيرها من القصص الواهية والخرافات والأحاديث الموضوعة والتي تسئ لسماحة الإسلام وكل الرسالات السماوية والأخرى وكان يدعو الناس الي التعاون والتسامح بين كل الناس في مصر والعالم أجمع ليعم السلام في كل مكان في مصر والعالم أجمع . فقد كان هذا العالم والمنشد الجليل من العاشقين لحب مصر وهو رمز من رموز مصر الوطنيين والمتسامحين مع كل الناس . ومن أقوله : 1- حب الوطن من حب الله تعالي 2- مساعدة المحتاجين في كل مكان واجب علي قادر في العالم 3- التسامح بين الناس فيه رضا الله تعالي علي العبد في الدنيا والآخرة ومن الابتهالات والتواشيح الدينية المسجلة في الإذاعة المصرية للشيخ محمد الفيومي الأتي : 1- أسماء الله الحسنى 2- الهي يا سميع يا بصير 3- بين التقى ومفاتن العصيان 4- حبيب الله شرفت الوجود 5- سيد الأخلاق 6- لما قسى قلبك 7- هتف الطير 8- يا سيد السادات وغيرها الكثير من المدائح والتواشيح والإنشاد والغناء الديني توفي الشيخ محمد الفيومي يوم 10 ابريل عام 1988 ودفن بالقاهرة . رحم الله المنشد الديني والسينمائي المصري محمد الفيومي وأسكنه فسيح جناته بقلم/ عبد العزيز فرج عزو (كاتب وباحث وصحفي مصري)