عقد السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم بقصر بيان، جلسة مباحثات مع سمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، بحضور وفدى البلدين. وفى بداية الجلسة، قلّد سمو الأمير السيد الرئيس قلادة “مبارك الكبير”، وهى أعلى وسام فى دولة الكويت، تقديراً واعتزازاً بمواقف السيد الرئيس والمكانة التى يحظى بها فى قلوب الشعب الكويتى. وصرح السفير/ علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن المحادثات شهدت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين. وقد أكد سمو الشيخ/ صباح الأحمد دعم ومساندة دولة الكويت لمصر ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التى تمر بها ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء من خلال صندوق التنمية التابع للحكومة الكويتية أو من القطاع الخاص المتطلع لزيادة استثماراته فى مصر. وأعرب كذلك عن تقديره لنجاح السيد الرئيس فى إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، مشيداً بالتقدم المُحرز فى تنفيذ خارطة الطريق، ومؤكداً ثقته فى قدرة السيد الرئيس على قيادة مصر نحو استعادة دورها الريادى على المستويين الاقليمى والدولى لما تمثله من أهمية كبيرة للأمة العربية وفى الدفاع عن قضاياها. وأضاف المتحدث الرسمى ان السيد الرئيس أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مثمناً المواقف الداعمة والمساندة التى أبدتها دولة الكويت، قيادة وشعباً، إزاء مصر منذ ثورة 30 يونيو، ومشيداً بالجهود المخلصة لسمو الأمير/ صباح الأحمد، والتى لن تنساها مصر. وأكد السيد الرئيس على متانة العلاقات بين البلدين، وحرص مصر الدائم على أمن واستقرار الكويت. ووجه سيادته الدعوة إلى أمير دولة الكويت لحضور المؤتمر الاقتصادى الذى تنظمه مصر فى شهر مارس القادم، مؤكداً على أهمية مشاركة الكويت فى هذا المؤتمر، لما يتيحه من مشروعات واعدة تهدف إلى زيادة التعاون المشترك بين البلدين، وبما يحقق المنفعة المتبادلة. وقد قَبلَ سمو الشيخ/ صباح الأحمد الدعوة ووعد بمشاركة كبيرة من جانب دولة الكويت. كما أشاد السيد الرئيس بما حققته دولة الكويت، بقيادة سمو الأمير، خلال رئاستها الحالية للقمة العربية، لاسيما على صعيد تهدئة الأجواء وتعزيز التضامن بين الدول العربية ونبذ الانقسام فيما بينها، معرباً عن تطلعه لاستمرار تلك الجهود خلال الفترة القادمة. وذكر السفير/ علاء يوسف أن المباحثات تناولت كذلك عدداً من الملفات الاقليمية، كان أبرزها الوضع فى ليبيا وسبل تحقيق الوفاق الوطنى فى هذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم المؤسسات الشرعية فى ليبيا، ووقف إمدادات السلاح والمال إلى الميليشيات المتطرفة. وفى ختام المباحثات أقام أمير دولة الكويت مأدبة عشاء على شرف السيد الرئيس، حضرها الوفدان، بالإضافة إلى كبار الشخصيات الكويتية وسفراء الدول المعتمدين لدى الكويت. وكان السيد الرئيس قد استقبل فى مقر إقامته سمو الشيخ/ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتى، وحضر معه الشيخ/ محمد الخالد الحمد الصباح وزير الداخلية، حيث تم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية فى كافة المجالات. وقد أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتى على استمرار الكويت فى دعمها لمصر، مبدياً استعداد لجانب الكويتى الدائم للتجاوب مع كل المقترحات المصرية لتفعيل التعاون بين البلدين. وتطرق الحديث إلى دور الجالية المصرية ومساهمتها فى النهضة التنموية الشاملة التى تشهدها دولة الكويت. وذكر السفير/ علاء يوسف أن السيد الرئيس أكد من جانبه على اهتمام مصر بتوفير مناخ جاذب للاستثمار، منوهاً إلى توجه الحكومة نحو إصدار بعض التشريعات ذات الصلة في الفترة القريبة القادمة، ولاسيما قانون الاستثمار الموحد، ووضع آلية “الشباك الواحد” للقضاء على البيروقراطية، مع تأكيد سيادته على الاهتمام بالتوصل إلى تفاهم لتسوية جميع مشكلات الاستثمارات الكويتية. ودعا سيادته إلى مشاركة رجال الأعمال الكويتيين بشكل فعال في أعمال المؤتمر الاقتصادي فى مارس 2015، ولاسيما فى ضوء الفرص الواعدة للاستثمار التى سيتيحها هذا المؤتمر.