عبدالعزيز فرج عزو ولد الشاعر والأديب الكبير جورج جرداق والذي افتقدنه مؤخرا في قرية الجديدة التابعة لمحافظة مرجعيون بجنوب دولة لبنان الشقيقة عام 1933 ، وقد تخرج في الكلية البطريركية عام 1953وقام رحمه الله فور تخرجه بتدريس الأدب العربي والفلسفة في عدد من كليات بيروت وقد كتب في العديد من الصحف والمجلات العربية والأجنبية وقدم العديد من البرامج في إذاعات لبنان ووضع موسوعة كبيرة عن سيدنا علي ابن طالب رضي الله عنه وألف مجموعة كبيرة من المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية بالإضافة إلي قصص وأشعار يصعب حصرها هو الذي تلقى علومه التكميلية في مدارس جديدة مرجعيون ,ويحكى عن الشاعر الكبير جورج جرداق انه كان منذ شبابه يهوى القراءة والكتابة والمطالعة في كتب التراث وغيرها من الكتب العلمية والثقافية والأدبية وغيرهما وقد كان يهرب من المدرسة التي يدرس بها في لبنان لكي يحفظ شعر المتنبيّ والمعري وأبو نواس وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعلوم اللغة العربيّة في مجمع البحرين تحت ظلّ شجرة بالقرب من (مرج عيون) في السهل الشرقي وعندما أبلغت المدرسة ولي أمره عن فراره المستمر من المدرسة بهدف معاقبته وقد دافع عنه شقيقه فؤاد الذي أكدّ أنّ ما يفعله جورج هو مفيد له أكثر بكثير من المدرسة وبع ذلك انتقل جورج جرداق إلى بيروت والتحق ب (الكليّة البطريركيّة ) التي تخّرج منها في عام 1953 كما قلنا عالية لتنطلق مسيرته العلمية والأدبية في عالم الكتابة والتأليف في الصحف والمجّلات اللبنانيّة والعربيّة، فاستهلّ عمله الإعلامي في مجلّة الحريّة ثمّ مجلة الجمهور الجديد و مجلة الكفاح العربيّ والأنوار بالإضافة بالكتابة إلى صحف دمشق والقاهرة . وأكثر ما عرف عنه منذ مطلع السبعينيات من القرن الميلادي السابق وحتى قبل وفاته بقليل هو نقده القاسي والساخر واللاذع في مجالات الأدب والثقافة والسياسة والفنّ والحياة بصفة عامة وما كان يسميّه أيضاً (بالغباء الاجتماعي) من خلال كتابته على صفحات مجلة الصيّاد اللبنانية في زاوية (تحت الصنّارة ) وفي مجلة الشبكة أيضا وتعّرف عليه الجمهور اللبناني والعربي الواسع أكثر فأكثر من سنوات وسنوات من خلال إطلالته الإذاعية عبر أثير إذاعة « صوت لبنان ضمن برنامجه الإذاعي الصباحيّ (على طريقتي ) وهو نوع من السخريّة الساخنة ولكن في إطار من المحبة في مختلف مجالات الحياة وهمومها التي يعيشها المواطن المعاصر. وأبرز كتابات ومؤّلفات الشاعر جورج جرداق على الاطلاق كتابه وهو بعنوان: (فاغنز والمرأة) الذي طلب الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي إدراجه فيما بعد ضمن لائحة الكتب التي يجب أن يتابعها بتمعّن كلّ طالب دكتوراه في الأدب العربيّ , وقد ألف موسوعته الفكريّة الشهيرة حول « الإمام علي بن طالب رضي الله عنه بعنوان العدالة والتسامح التي طبعت منها وفقاً للإحصائيات في دولة لبنان والدول العربية أكثر من خمسة ملايين نسخة حتى اليوم وترجمت إلى اللغات الفارسيّة والاورديّة والهنديّة والاسبانيّة والفرنسيّة والانجليزية ,هذا فضلاً عن قصيدته والتي بعنوان : (هذه ليلتي ) وقد أهداها للسيدة أم كلثوم رحمها الله والتي لحنّها الموسيقار محمد عبد الوهّاب رحمه الله والذي قال عن صاحب القصيدة الأتي : ( إن في شعر جورج جرداق من الموسيقى ,ما لا يستطيع اللحن أن يجاريه أو يدانيه ). وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي سكن في جوار جورج جرداق في صيف 1967لمدة سنة كاملة في دولة لبنان يمضي سهراته في أحد الفنادق في بلد بحمدون في وادي «لامارتين «وفي إحدى السهرات كما يرويها الشاعر جورج جرداق بنفسه . (قال له صاحب يا جارة الوادي تحدّثت اليوم مع أم كلثوم عبر الهاتف وسألتني عنك وعن إطالة غيابك عن مصر وهي تهديك تحيّاتها وتطلب منك أغنية للموسم الجديد ,وتابع جورج جرداق يقول صار كلّ ليلة يسألني الفنان محمد عبد الوهاب رحمه الله ويقول أين أصبحت القصيدة ؟ وفي إحدى الليالي وكان معنا الفنان الكبير يوسف وهبي والكاتب إحسان عبد القدّوس والفنانة نجاة الصغيرة والفنان فريد الأطرش ,وقد وشوشني عبد الوهاب بأن نخرج إلى الشرفة المطّلة على الوادي وهناك رحت أدندن بعض أبيات الشعر فطلب إلي أن أعيدها على مسمعه وصاح الموسيقار محمد عبد الوهاب هذه القصيدة التي نبحث عنها ) وبغياب الأديب القدير جورج جرداق الذي خسرته لبنان والعالم العربي فقد خسرنا علماً كبير من أعلام الأدب والثقافة والصحافة في العالم العربي لا يعوض أبدا . ومن مؤلفات الشاعر والأديب الكبير جورج جرداق رحمه الله تعالي المؤلفات والكتب الآتية : 1- كتاب قصور وأكواخ 2- الإمام علي صوت العدالة الإنسانية (موسوعة كبيرة من المجلدات ) 3- كتاب وهو (صلاح الدين و قلب الأسد رؤية تاريخية) 4- كتاب نجوم الظهر 5- كتاب عبقرية العربية 6- كتاب صبايا ومرايا 7- كتاب وجوه من كرتون 8- كتاب حديث الحمار 9- كتاب حكايات 10- كتاب نغم ساحر 11- كتاب علي ابن طالب صوت العدالة الإنسانية (ستة مجلدات)وغيرهما من كتب أخري ، هذا بجانب قصائده الشعرية وبرامجه في الإذاعة اللبنانية رحل الأديب الكبير والشاعر جورج جرادق عن عمر يناهز 83 عاماً بعد غيبوبة إصابته واستّمرت لمدة أسابيع فقد توفي يوم 6/11/2014 م . رحم الله الأديب والشاعر جورج جرادق رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإن إليه راجعون .