حياة الإنسان مزيجٌ من الإيجابيات والسلبيات. ومهما بَدَتْ السلبيات عاتية متكالبة والمسئوليات عِبئاً وعَناءاً على الإنسان، فالرب حنون على عباده. رحمته واسعة وبركاته جَمَّة وعطاياه جزيلة، ويُسْره أروَع وأسرَع من عُسْرِه. يُشرِقُ نور الله في حياة الإنسان بعد معاناته مثلما يُشرِقُ بهاء الصباح بعد حِلكة الليل البهيم. ومحصول القمح في جُرن الحصاد يوجَد دائماً تحت أكوام القش أو التِبْن. ومن عطايا الله الثمينة للإنسان عطية الطفولة، في أطفالنا وأطفال غيرنا من حولنا. فبراءة الأطفال فِطرية نقية وبساطتهم مُدهشة وروحهم شفافة. ولو بَدَتْ أفعالهم غير سليمة بمقاييسنا نحن الكبار، فهي نابعة من عَصرٍ بعيدٍ أنسَتنا السنينُ معالِمَه، عصر براءة الطفولة. ومن أروَع ما قيل في الكتاب المقدس عن الطفولة هو نظرة السيد المسيح للأطفال عندما حاول البعض تقديم أطفالهم له ليباركهم، فانتهرهم التلاميذ، فنهر يسوعُ تلاميذَه قائلاً "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات. الحق أقول لكم، من لا يقبل ملكوت الله مثل وَلدٍ فلن يدخله." لوقا 16:18-17 وأكَّدَ السيد المسيح ذلك في موقفٍ آخرٍ عندما سأله التلاميذ: من هو أعظم في ملكوت السماوات؟ فدعا يسوع طفلاً وأقامه في وسطهم وقال "الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات" متى: 18:3 وعن نفسي أرى أن أعظم ترضية من الله للإنسان عندما تتقدم به السِّنُّ، هي منحة الأحفاد له. فإذا كانت الأطفال رمز الطهارة والبراءة في عين الله، ونعمة وبركة للآباء والأمهات، فالأحفاد "نعمة وبركة ومُتعَة" للأجداد والجدّات. ويمكنّي القول أنه لا يمكن أن يستعيد الإنسان بعد نضوجه بهجة الطفولة ويعيشها فعلاً، إلا بعد وصول الأحفاد والتعامل معهم. وربما أن من أسباب تزايد عدد السكان في العالم أننا (أو غالبيتنا) تمنينا أن يمنحنا الله أحفاداً، فاستجاب الله لنا!! ومن أجمل ما قيل في هذا الصدد: "يوم أن يُولد طفل.. يُولد جد وجدَّة." جوديت ليفي. "الأجداد والجدات هم أبسط لعبة.. يُمكن لأصغر طفل تشغيلها" أوجدن ناش "أقوى قبضة يَد.. هي التفاف أنامل حفيد وليد على أصبع جد أو جدَّة" جوي هاجروف "طلقة رصاص.. ليست أسرع من سحب الجد أو الجدَّة لصورة حفيد من المحفظة" مجهول "عندما يدخل الأجداد والجدات من الباب يهرب تعنيف الأحفاد من أقرب شباك" سام ليفينسون ******* أنتوسَة أعَزّ الوِلْد.. وِلْد الوِلْد حِكمَة جميلة مأثُورَة *** بنت ابني جَت قعدت جنبي أنتوسة حلوة وقمُّورَة قالتلي جِدُّو، انا عايزة اقلام ألوان... وعايزة سبُّورَة *** حبيبة جدُّو.. من عيني بَس اؤمريني يا أميرَة رُحت اشتريت لها سَبُّورة واقلام.. ومَسّاحة كبيرَة *** فِرحت، وعلى خدّي باستني وقالت هدية مشكورَة وقالت يا جِدُّو اِرسم صورة فيها حكاية وفَزّورَة *** قلتلها: بس أرسملك إيه خلّي الحكاية مَستورَة وعشان خاطرها قَعَدْت أرسم أيّ كلام...... ع السبّورَة *** رسمت طير هادي ورقيق بينقر في حاجة مَبْدورَة ورسمت قُط.. كبير بينُط شَقي... بيلعب بالكورَة *** تركتها... ورجعت أشوف عاملة إيه الغندورَة لقيت في إيدها قلم أحمر وعلى وشها.. فِكْر.. وحيرَة *** وقفت عَن بُعْد أراقبها فنانة.. قاعدة ف مَقصورَة قَعَدِت تِحَمَّر بُق القُط ومَسَحِت الطير م الصورَة *** لحظة.. وفجأة هات يا عياط بدموع حقيقي.. ومقهورَة أخدتها في حضني وسألت إيه الحكاية.. يا سَنيورَة *** كان ردها... وبفِكْر بَريء القُط... أكَل العصفورَة ******** مهندس عزمي إبراهي