الأردن يدين بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال خيام النازحين في رفح    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    شيكابالا: لم أتوقع انضمام إمام عاشور للأهلي كونه "زملكاوي مجنون".. ولا أوافق على عودته    بلاتر: مصر بلدى الثانى وأتمنى زيارتها.. وزيادة عدد المنتخبات بالمونديال قرار غريب    ملف يلا كورة.. انطلاق معسكر الفراعنة.. شيكابالا يعلن موعد اعتزاله.. وقائمة المنتخب الأولمبي    رئيس رابطة الأندية: أمامنا قرابة 4 سنوات لتصحيح مسار كرة القدم في مصر    كريم فؤاد: علي معلول أسطورة وشعرت بالقلق لحظة إصابته    شيكابالا: "مستعد أروح للشيبي لحل أزمة الشحات".. ورفضت رحيل شوبير عن الأهلي    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    إقالة رئيس مدينة ديرمواس بالمنيا وإحالته للتحقيق    عيار 21 يسجل 3140 جنيها.. تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب والدولار    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف محيط معبر رفح من الجانب الفلسطيني    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    شيكابالا عن لقب الكونفدرالية: بطولة مميزة بعد رحيل المجلس السابق ومصدر هدوء للجميع    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    استعدادات مجتمعية وروحانية: قدوم إجازة عيد الأضحى 2024    وزير خارجية الأردن لنظيره الإسباني: نقف معكم ضد الهجمات الإسرائيلية بعد قرار الاعتراف بدولة فلسطين    زيلينسكي: المناطق الملغومة في أوكرانيا أكبر من أراضي بعض الدول الأوروبية    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    وزارة التموين تضبط 18 طن دقيق لدى المخابز بالجيزة قبل تهريبها للسوق السوداء    "تموين الإسكندرية" تضبط 10 أطنان دقيق بدون فواتير فى أحد المخازن    تشيكيا: أوكرانيا ستحصل على عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في يونيو    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    حظك اليوم| الاربعاء 29 مايو لمواليد برج الثور    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    اضطراب ورياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أساطير التوراة وأسطورة الأناجيل (2)
نشر في شباب مصر يوم 23 - 11 - 2014


مازال الحديث موصول حول موضوع
( أساطيرالتوراة وأسطورة الآناجيل ) ونقول
مع نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تقدم علم نقد العهد القديم في الغرب ، بعد أن كان هذا العلم محظورا أو يكاد؛ بسبب موقف رجال الدين المسيحيين والكنيسة التي عارضت وقاومت أي دراسة تتعرض للعهد القديم بالنقد، وكانت دراسة الكتاب المقدس ككل تقتصر على العلوم اللاهوتية وإثبات رؤى رجال الدين وتفسيراتهم للنصوص ، فقد أخذت الكنيسة على عاتقها الدفاع عن المعتقدات المسيحية وعن أصالة العهد القديم، والتأكيد على أنه وحي إلهي، وتكفير كل من يقول بأنه نص إنساني حتى وإن جاءت الدراسات لتثبت عكس ذلك؛ وقد تعرض العديد من العلماء الألمان للتكفير لأن أبحاثهم جاءت لتقول بأن أسفار موسى الخمسة (التوراة) هي في الحقيقة نتاج إنساني تم تدوينه في أزمنة متعاقبة، وتعرض للتحرير مرارا حتى وصل إلى صورته الحالية في نهاية القرن السادس وبداية القرن الخامس ق.م.
وتنوعت مناهج النقد الغربي للتواره إلى عدة مدارس ، من بينها مدرسة النقد التاريخي، ثم مدرسة النقد النصي، ثم مدرسة النقد الأدبي، ومدرسة النقد المصدري.
وسوف اكتفى بالنقد الادبى والنقد التاريخي لان كلا منهما يدعم رؤيتنا ، فالأول يثبت إن محرري التواره كانوا أكثر من واحد وأنها كتبت في أزمان مختلفة وسوف أضيف إليها من عندياتى رؤيتى الشخصية من خلال علم النفس في الأسباب الفتى جعلت محرري التوراة يكيلون التهم لأنبيائهم بداية من إبراهيم حتى سليمان التي قلت في ختام مقالتي السابقة انها اتهامات يندى لها الجبين ، أما النقد التاريخي فسيكون كله من عندياتى سواء الأساطير التى استقتها من بلاد سوريا ومابين النهرين او الأكاذيب التاريخية التى ساعدت الاكتشافات الأثرية والتقدم التكنولوجي في إثبات أكاذيبها بعد الكشف عن مصدر آخر للمعرفة باكتشاف حضارات بلاد النهرين (البابلية والآشورية)، والحضارة المصرية القديمة، والكنعانية، والعديد من النقوش والكتابات التي أسهمت في تنوع دراسات العهد القديم وتطورها تطورا غير مسبوق حيث ان مدارس نقد التوراة أشارت اليها ولم تتطرق الى تفاصيلها .
اولا : مدرسة النقد الأدبي:
يهتم عمل هذه المدرسة بالإجابة عن عدد من الأسئلة مثل: من مؤلف النص؟ ومتى؟ وأين تم تدوينه؟ وما هي المصادر التي استمد منها مادة هذا النص؟ لقد أثيرت هذه الأسئلة قديما لدى علماء التلمود وعلماء اليهود في العصور الوسطى، لكنها لم ترق لتكون منهجا علميا واضحا، كما أن الإجابة عن هذه الأسئلة كانت في أكثر الأحيان تتماشى مع ما يتطلبه ترسيخ القناعة بأن هذه الأسفار أصيلة ومؤلفوها هم أنفسهم الذين ينسب التراث اليهودي لهم كتابة هذه النصوص.
لكن الأمر الذي اختلف عن هذه الأسئلة القديمة هو أنه أصبح واضحا أن الكثير من نصوص العهد القديم قد كتبها أكثر من مؤلف، وأن أكثر الأسفار تنتمي لأكثر من مؤلف، ولا يمكن الحديث عن وحدة النص فيها، وبالتالي فقد كان من الضروري الوصول إلى الأيدي المختلفة التي عملت في كل نص.
وللوصول إلى عدد من شاركوا في كتابة سفر ما، وإلى عدد وحداته وإلى أي زمن ينسب تأليف كل وحدة فيه كان لابد من تحليل النص تحليلا وافيا يهتم باللغة (المصطلحات، والألفاظ، والأساليب البلاغية المستخدمة فيه)، ويهتم بالفجوات داخل النص أو التكرار، وبذلك يتمكن الباحث من تحديد بداية النص ونهايته ليقسم السفر إلى وحدات أدبية، بعد ذلك ينظر الباحث إلى هذه الوحدات ليقرر إن كانت متناسقة في لغتها وبلاغتها والموضوعات والأفكار التي تطرحها وبالتالي يحكم بأصالة النص، أم أنها وحدات متباينة ومتعارضة أو غير متناسقة، وبالتالي يقرر أن النص ينتمي لأكثر من مؤلف.
وبعد اخضاه نصوص التوراة لهذه المقاييس العلمية ، انتهت هذه المدرسة إلى أن النص تم كتباته من أكثر من شخص ولمده أكثر من ألف عام من بعد موسى حتى بعد السبي البابلي الشهير .
يتبادر إلى الذهن سؤال محوري : ما هو السبب الذي جعل مدوني العهد القديم إلى وصم أنبيائهم بتلك الصفات التي أشرت إليها والتي يندى لها الجبين الانسانى
قبل أن نوضح هذه الأسباب علينا أن نطالع أولا هذا التاريخ المشين الذي وصفت به التوراة أنبيائها ، فالأنبياء قدوة حسنه لتابعيهم ، أو هكذا يجب أن يكونوا ، ولكن دعونا نطالع هذا التاريخ ، ودعونا من أقوال رجال الدين وتدليسهم على القطيع بترديد مقوله ( الحكمة الإلهية التى لا نعلمها ولا يعلمها إلا الله ، فهذه الأقوال لاتختلف عما قاله احد الجهابذة من أصحاب العمائم وهو يبحث عن الحكمة من زواج النبي محمد صلي الله عليه وسلم من عائشة وعمرها تسعه سنوات ليقول لنا – لا فض فوه – إن النبي فعل ذلك حتى تعيش عائشة من بعده طويلا وتروى عنه مستشهدا بالحديث " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء " وينسى كل ما فعلته عائشة في تزعمها لمعارضة على بن أبى طالب لصالح عثمان ، وبعدها تنقلب على عثمان لتكون من أكثر النساء أثارة للفتنة الكبرى بين على ومعاوية ) ولنكن على المستوى الانسانى عندما نقول أن الأنبياء قدوه حسنة للمؤمنين ، أو هكذا يجب أن يكونوا فلننظر إلى أنبياء التوراة منذ العهود الأولى إلى العهود المتأخرة لنرى ما هي القدوة الحسنة التي قدموها ؟
1 ) م مجرد من الإنسانية :
* نعرف جميعا أن سارة زوجه إبراهيم كانت عاقرا وتجاوزت الخمسة وثمانون عاما، فوهبته جاريتها المصرية هاجر
1 وَأَمَّا سَارَايُ زَوْجَةُ أَبْرَامَ فَقَدْ كَانَتْ عَاقِراً، وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ تُدْعَى هَاجَر
َ2 قَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ حَرَمَنِي مِنَ الْوِلاَدَةِ، فَادْخُلْ عَلَيْهَا لَعَلَّنِي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِكَلاَمِ زَوْجَتِهِ.( تكوين 16 )وبعد ان ولدت هاجر إسماعيل ، جاء ملاك الرب لبشره بان من ساره بعد ان تعدت التسعين ( ما علينا .... !!! فلسنا هنا بصدد المعجزات ولكن بصدد القدوة الحسنه ) وأنجبت سارة إسحاق ، وهنا تبدأ غيرة سارة :
9 وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحقَ،
10 فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ».
11 فَقَبُحَ هَذَا الْقَوْلُ فِي نَفْسِ إِبْراهِيمَ مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ ( تكوين 21 )
وهنا يفعل إبراهيم كبير أنبياء بني إسرائيل مالا مكن أن يفعله اى إنسان في قلبه اى ذرة من الرحمة الإنسانية
14 فَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَدَفَعَهُمَا إِلَى هَاجَرَ، وَوَضَعَهُمَا عَلَى كَتِفَيْهَا، ثُمَّ صَرَفَهَا مَعَ الصَّبِيِّ. فَهَامَتْ عَلَى وَجْهِهَا فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ ( تكوين 21 )
فهل هذا ميراث النبوة الذي تركوه ، وكبيرهم إبراهيم مجرد من الرحمة والإنسانية وهو الرجل الصالح والنبي المقرب من الله ، ويلقى بابنه البكر مع امه فى الصحراء طائعا لأوامر زوجته سارة كأننا في احد أفلام حسن الإمام ( طلق مراتك يابشبوشى – يا باشا - حاضر يا ست بديعة ، بس كده .... انتى تامرينى يا ست الكل !!!! ) علما بأن هذا النص لم يفيدنا على الإطلاق ان فعلته كانت بوحى من الروح القدس
2 ) إبراهيم ديوثا على امرأته :
يقدم زوجته لفرعون مصر على إنها أخته (فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ ) وفرعون مصر لما علم أنها زوجته استنكر ما فعل (فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟ لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!) ورغم هذا أعطاه ما كان قد منحه إياه (فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالاً فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ )
ويكررها إبراهيم مع ابى مالك ملك جرار الفلسطينية ليكون نفس الموقف ويعطية غنما وبقرا ومالا
نحن هنا نجد التوراة بدون اى حياء تصف كبير أنبيائها مره بأنه مجردا من الرحمة
والثانية بأنه ديوثا على امرأته ، ونرى فرعون مصر وملك جرار ( الكفرة )
يستنكرون ما فعله هذا النبي ورغم هذا لا يحرمونه من الأعطيات الملكية .
- فاى قدوة حسنه تقدمها لنا التوراة في إبراهيم أبو أنبيائها
3) يعقوب ( من شابه اباه ما ظلم ) :
وكما عرض إبراهيم امرأته على فرعون مصر وابيمالك نرى ابنه إسحاق يكرر نفس
ما فعله أبوه ، إظهار زوجته بأنها أخته وذلك لكي ينجي نفسه ويصيبة بسببها خيرا
كثيرا ولكن أبيمالك ملك جرار اكتشف الخدعة، وأكَّد له حمايته .
راجع (تكوين 26: 6- 11)
4) إسحاق يشترى البكورية بطبق عدس !!!
في رواية هزلية يقول لنا النص التوراتي ان عيسو كان محبا للصيد ، بينما
إسحاق يساعد أمه في الأعمال المنزلية ، فكان الأقرب إليها
في البداية يشترى إسحاق بكوريته والتي تعنى حق امتياز النبوة من عيسو بطبق من
العدس ( اى والله ... طبق عدس ....!!!) ( وكان عيسو قد خرج إلى الحقل ليعمل.
وطبخ يعقوب طبيخا، وأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. فقال عيسو ليعقوب:
أطعمني من هذا الأحمر لأني أعييت. لذلك دعي إسمه أدوم. فقال يعقوب: بعني اليوم
بكوريتك. وقال عيسو: أنا ماض إلى الموت، فلماذا لي بكورية. فقال يعقوب: احلف
لي اليوم. فحلف له. و باع بكوريته ليعقوب، فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ
عدس، فأكل وشرب وقام ومضى ) (سفر التكوين-25- 29-34)
5) رفقة تسرق النبوة ليعقوب :
وكما سرقت سارة النبوة من ابن إبراهيم البكر
( إسماعيل ) بصفته ابن الجارية
التي لا يستحق إلا الطرد هو وأمه غالى الصحراء ، نجد ( رفقة ) زوجة إسحاق تكرر
نفس القصة لتسرق النبوة من الابن البكر ( عيسو ) وتحويلها إلى يعقوب ، وان كان
كليهما تؤام لنفس الأم إلا أن محرر التوراة تلاعب في النص ليكون إسحاق هو
( إسرائيل الله ) هو الجد الأكبر لبنى إسرائيل حيث انه في كل الأعراف القديمة يكون
الابن البكر هو وارث مكانة الأب في زعامة القبيلة أو في ولاية العهد ، وما زل هذا
النظام معمول به في دول جزيرة العرب لا نها مازالت حفرية تاريخية تعيش بيننا
حتى اليوم
لم تكتفي رفقة بصفقة إسحاق وعيسي ، بل كان عليها ان تحصل على خاتم النبوة من
إسحاق نفسه
( لما شاخ إسحق وكلت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له يا بني. فقال له هأنذا. فقال إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي. فالآن خذ عدتك جعبتك وقوسك وأخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً. واصنع لي أطعمة كما أحب وائتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت. وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحاق مع عيسو ابنه، فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به) سفر التكوين 27-1-5)
وفى نص طويل يشرح لنا كاتب التوراة المكيدة التي حصلت بها رفقة على خاتم النبوة الرسمي من إسحاق لابنها يعقوب فتنقل إليه ما سمعته وتقترح عليه ان يحصل على جديين من الماعز ، ولما كان عيسو رجل اشعر خاف إسحاق من افتضاح أمره أمام أبوه فتصيبه اللعنة بدلا من النبوة ، ألبسته أمه ثياب احيه عيسو والبست وملاسة عنقه دلود اجدى الماعز ، وامطلت الحيلة على إسحاق وبارك ليعقوب بالنبوة على انه عيسو فباركة قائلا (فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض... لتستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل. كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين ) راجع (سفر التكوين- 27-30-40) لنرى أنفسنا في النهاية أمام نبي محتال يحصل على النبوة من نبي ديوس ......!!!
6) يعقوب آسر الرب ايل ( اسرا – إيل )
اكتشف عيسو مؤامرة أمه وأخيه ، ولأنه كان رجل صيد متمرس بينما يعقوب جليس أمه المنعم ، بدا فى مطارته لينتقم منه ، وأثناء ذلك ( فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25لَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».(تكوين 32 : 24)
ويعلق على هذا الكاتب علاء أبو بكر قائلا ( ما شاء الله!! نبي يضرب إلهه؟ فما حاجته إلى أن يباركه الرب؟ لماذا لم يطلب الرب من يعقوب أن يباركه؟ ولو بارك الرب يعقوب بالإجبار، فلماذا استمر يوحي إليه بعد أن صعد على عرشه؟ وما حكمة الرب أنه يتفاخر بين عبيده بأن يعقوب ضربه؟ ولا أفهم معنى تأخر الرب حتى طلوع الفجر، فهل الرب يعمل لوقت محدد أم استأذن من أبيه وأمه فقط حتى ذلك الوقت وأراد أن يفي بوعده لهما؟"(5). كما يقول علاء أبو بكر بأن الرب قد خاف من يعقوب وتوسل إليه لكيما يطلقه لأن الوقت قد تأخر) انتهى
تذكرني هذه الحكاية بما سمعناها ونحن صغار عن رجل ركب حماره فوجدها تعلو بين الحين والآخر فعرف انها عفريت من الجن فغرس مسلته فى ظهرها فعاد الحمار العفريت الى حجه الطبيعي ، وظل الرجل ممسكا به حتى اوصله القرية وهناك سمع صوت الكلاب فترجاه ان يتركة خوفا من الكلاب ( العو )
وقبل طلوع النهار فاطلقة
7) لوط يجامع ابنتيه وهو سكران :
( وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل هو وابنتاه معه لأنّه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كلّ الأرض ، هلمّ نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضْطجعَتْ مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدثَ في الغد أنّ البكر قالت للصغيرة إنّي قد اضطجعتُ البارحة مع أبي ، لنسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلكَ الليلة أيضاً وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ( تكوين : 19 )
فالكتاب المقدس وهو يشرح لنا كيفية اغتصاب الأب للراغبين في ذلك من أتباعه من إتباعه ينسى معلومتين :
- النص يتحدث عن رجل طاعن فى السن ومخمور ، ولم يسأل احد العقلاء :هل من الممكن لرجل مخمور وغائب العقل لدرجة الا يعرف ابنتاه ان يستطيع الجماع ؟
فغياب العقل تماما يفقده القدرة على إرسال اى رسائل إلى باقي أعضاء الجسد وأولها عضو الذكورة حتى تتم عملية الانتصاب .
- هل لهذا الشيخ الكبير الطاعن في السن إن يمارس الجنس ليلتين متتاليتين
8 ) داوود يعاشر زوجه قائد جيشه :
( وأما داود فأقام في أورشليم وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم ، وكانت المرأة جميلة المنظر فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد : أليست هذه بتشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي ، فأرسل داود وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ، ثم رجعت إلى بيتها ، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود ، وقالت : إني حبلى ... وكتب في المكتوب يقول : اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة ... ) سفر صموئيل الثاني إصحاح 11
ولا تعليق إلا عن عقوبة الزاني في التوراة فكيف يفعلها نبي الله الذي حكم من النيل إلى الفرات .....؟؟؟؟
وفى نهاية هذه المسرحية الهزلية أقول :
لعلى استطيع أن انسب لنفسي مدرسة جديدة لنقد التوراة لم يتطرق إليها احد من قبل تتمثل في استعمال علم النفس من مدارس نقد التوراة حيث :
- ( كهنة (التوراة) أثناء كتابتهم هذا النص الذي سرقوا فيه (النبوة) لمدللهم (يعقوب)، كانوا يبحثون حينها عن لقمة عدس مسلوق يسدوا به رمق جوعهم، بعد أن عصرهم الجوع في حواري بابل، فارتقت عندهم الحاجة الآنية الملحة التي تمثلت بالحصول على صحن العدس، لتتساوي مع الحاجة المرجوة من فلسطين إستراتيجياً في القيمة المعنوية. لذلك جعلوا من (يعقوب) الذي سيتحول إلى إسرائيل يقايض بصحن من العدس على بكورية أخاه الجائع الذي كان بالأساس هو من زرع وأنتج العدس. لذلك لا تستغرب أخي القارئ إن وجدت أن النبوة تشترى في (التوراة)
بصحن من العدس )
- ( قولي انكي اختى ليصيبني خيرا كثير ) :
عندما تنسب هذه العبارة في التوراة للبطاركة الأوائل ( إبراهيم وإسحاق ) فان تبريرات البطاركة اللاحقين تثير الشفقة أكثر مما تثير السخرية .
من المعروف أن السبي الذي كانت عليه كل العصور القديمة هو مذله ما بعدها مذلة ، فهو استرقاق واستعباد للرجل ، والتمتع بالمرأة لو كانت جميلة ، ، وهذا كان حال اليهود أثناء سبيهم في بابل ، فكان الرجل يقول عن امرأته أنها أخته حتى ينأى بنفسه عن عار الديوثية وعدم الدفاع عن الشرف ، وحتى يبرر لنفسه ذلك الصقها بالبطاركة الأوائل .
ولما كان النص الاصلى يقول إن سارة تجاوزت الخامسة والثمانون من عمرها عندما قدم إبراهيم إلى مصر، فنلاحظ أن النص المضاف أبان السبي البابلي أضاف أنها كانت جميلة ليمضى بالقصة إلى ماهى عليه الآن
- ابنتي لوط تسقيانه الخمر وتجامعاه إسقاط على ما كان يفعله اليهود مع بناتهم في السبي بعد أن يعطى الواحد منهم امرأته إلى البابلي ليناله منه خيرا كثيرا ....
إن الحالة التي كان عليها اليهود عموما أثناء السبي البابلي تحتاج غالى تحليل نفسي أكثر مما تحتاج إلى تبرير
فنحن أمام محررين للنص التوراتي إصابتهم لوثة عقلية من مهانة السبي ، أما لعنوا أنبيائهم الذين وعدوهم بملك العالم فإذا بهم سبايا وعبيد لدى بابل ، وإما اسقطوا ما يفعلونه في فترة السبي على أنبيائهم لإبراء ذمتهم أمام أنفسهم وأمام زوجاتهم ، وأما باعوا انتسابهم للتوراة بطبق من العدس
أرجو أن أكون بذلك قد اضفت إلى مدارس نقد التوراة مدرسة جديدة فى تطبيق علم النفس على النص التوراتي .
لقد نجاوز الغرب كل هذا الميراث خصوصا بعد النقد التاريخي الذي سنوضحه في المقالة التالية ، ولكن بقيت الكنيسة المصرية الارذوكسية الأصولية ( الخط المستقيم ) تدافع وتبرر، لأنها على نفس الخط مع الفكر الوهابي السلفي .
ولما كتبت ( إن اكبر خطأ ارتكبته الكنائس هو أنها اعتبرت التوراة ضمن الإيمان المسيحي ) وكنت أريد بهذا القول أن أنزه الكنسية عن خرافات وأساطير وفضائح التوراة ، فإذا بى أجد استنكارا شديدا وصل إلى الهجوم
طيب .... اشربوا يا ساده
تحبوا القهوة ساده ولا سكر زيادة ......!!!!
والى اللقاء في الجزء الثالث لنوضح الأساطير والتاريخ المزور .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.